بعد أشهر من التعثر.. أوكرانيا تخترق خط دفاع روسيًّا رئيسًا

تمكنت القوات الأوكرانية من اختراق خط الدفاع الروسي الرئيس، جنوب شرقي البلاد.

وحسب تقرير أوردته صحيفة وول ستريت الأمريكية، أمس الخميس 31 أغسطس 2023، يرفع هذا التطور الآمال في تحقيق تقدم كبير، من شأنه تنشيط هجوم أوكرانيا المضاد البطئ.

تقدم أوكراني

كشف ضابط أوكراني للصحيفة الأمريكية أن جنود المظلات الأوكرانيين يقاتلون عبر المواقع الروسية المحصنة على حافة قرية فيربوف، مضيفًا أن القوات وصلت أيضًا إلى الخط الدفاعي الرئيس الواقع جنوبي قرية روبوتين. وأقرّ الجيش الأوكراني بالتقدم باتجاه فيربوف وجنوبي روبوتين، دون تقديم تفاصيل.

خريطة توضح المواقع التي تسيطر عليها روسيا (باللون الوردي) والتحصينات الروسية (باللون الأحمر)

وتتمثل أهمية هذا التقدم في أنها المرة الأولى التي تخترق فيها أوكرانيا الخط الدفاعي الروسي الرئيس، وهو عبارة عن نظام موسّع من حقول الألغام، والخنادق والعقبات المضادة للدبابات التي تغطيها المدفعية.

وحسب وول ستريت جورنال، أي اختراق كبير من شأنه أن يعطي دفعة كبرى للهجوم المضاد، الذي بدأ منذ 3 أشهر، وتحول إلى تقدم شاق في ميدان تلو الآخر، بدلًا من العملية الخاطفة، التي تصورتها كييف وحلفاؤها.

تفاؤل حذر

قوات أوكرانية

تعمل القوات الأوكرانية الآن على توسيع الثغرات في الخط، من أجل خلق فجوة كبيرة بما يكفي لدخول العربات المدرعة، التي قدمها الغرب بدعم لوجيستي كافٍ.

وأدى التقدم الأوكراني في الأيام الأخيرة إلى تفاؤل حذر لدى أجهزة الاستخبارات الغربية، بأن أوكرانيا يمكنها استعادة مدينة توكماك، التي تُعد مركزًا لوجيستيًا لروسيا، وفق مسؤولي الاستخبارات الغربيين.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى وجود عقبات خطيرة أمام تحويل الاختراق الحالي إلى اختراق كامل، لأن روسيا تستهدف القوات الأوكرانية هناك بنيران المدفعية الثقيلة الموجهة من المسيّرات، كذلك لا توجد مؤشرات على انهيار الخطوط الروسية. ويبدو أن موسكو ترسل تعزيزات للمساعدة في الحفاظ على مواقعها.

اقرأ أيضًا| نفاد الخيارات.. شكوك في قدرة أوكرانيا على استعادة الأراضي

الهجوم المضاد

يهدف الهجوم المضاد إلى الوصول إلى بحر آزوف، جنوب شرقي أوكرانيا، وفصل القوات الروسية إلى قسمين، واستعادة جزء من الـ20% من الأراضي التي تسيطر عليها موسكو. ومن أجل هذه العملية، زود الغرب قوات كييف بالمئات من العربات المدرعة، من ضمنها دبابات، ودرب آلاف الجنود.

وفي بداية الصيف الحالي، سيطرت أوكرانيا على مجموعة من القرى في إقليم دونيتسك الشرقي، وأجبرت القوات الروسية على التراجع بالقرب من مدينة باخموت، لكنها لم تحقق تقدمًا يُذكر في هجومها الرئيس جنوبًا باتجاه بحر آزوف من مدينة أوريخوف، وفق وول ستريت جورنال.

تغيير الاستراتيجية

جنود أوكرانيون يدخلون قرية روبوتين

أحبطت الدفاعات الروسية القوية الهجمات الأولية، لذلك اتجهت أوكرانيا إلى تحقيق تقدم منهجي عبر فرق صغيرة تسير على الأقدام. وحسب الصحيفة الأمريكية، أثار التقدم البطئ جدلًا حادًا خلف الكواليس بين واشنطن وكييف، بشأن الاستراتيجية والتكتيكات.

لكن التقدم تسارع في شهر أغسطس. وساعد إطلاق النار المضاد في كبح المدفعية الروسية. واستعادت القوات الأوكرانية قرية روبوتين، وتقدمت جنوبًا باتجاه توكماك. ونشرت أوكرانيا قوات جديد مزودة بعربات سترايكر القتالية المدرعة. وفي الأيام الأخيرة، تقدمت إلى ضواحي فيربوف، ما يشكل أكبر تهديد على الخطوط الروسية الآن.

ووفق وول ستريت جورنال، قال جنود أوكرانيون إن الذخائر العنقودية، التي قدمتها الولايات المتحدة، لها تأثير كبير. ويستخدم الأوكرانيون الذخائر لاستهداف القوات الروسية في الأراضي المفتوحة، إما للفرار أو تقديم تعزيزات.

اقرأ أيضًا| دبلوماسية أمريكية لـ«رؤية»: أوكرانيا تحتاج إلى الذخائر العنقودية للدفاع عن أراضيها

مقاومة روسية

لفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن التقدم الأوكراني يواجه مقاومة روسية شرسة. وقال الضابط الأوكراني إن الروس محصنون جيدًا داخل المخابئ، وإنهم يواجهون نخبة القوات الروسية، من ضمنها فرقة الحرس السابعة للهجوم الجوي.

وتستهدف روسيا القوات والمدرعات الأوكرانية باستخدام نيران المدفعية الثقيلة التي تطلقها المسيّرات، والمسيّرات المفخخة التي يوجهها طيارون على الأرض يرتدون نظارات فيديو. و حسب وول ستريت جورنال، لا تزال روسيا تمتلك تحصينات كبيرة في الجنوب الشرقي، وتشمل خط دفاع سميك ثانٍ.

مهمة شاقة

قوات أوكرانية

في الوقت الحالي، يجب على الأوكرانيين إعادة تزويد القوات في خط الجبهة سيرًا على الأقدام، أو في أفضل الأحوال، باستخدام الدراجات النارية، أو الدراجات الرباعية أو الشاحنات الصغيرة، بدلًا من العربات المدرعة الغربية، التي تجذب النيران الروسية بمجرد ظهورها في ميدان المعركة.

وأوضحت الصحيفة أن القوات الأوكرانية، التي تنجح في الاستيلاء على خنادق روسية ولا تستطيع احتلالها، تضرم فيها النيران لأنها لا تستطيع حمل الأسلحة والذخائر، التي تركها الروس، ولا تريد أن يعودوا لاحقًا ليأخذونها.