بعد إطلاق سراح عناصرها.. مليشيات الحشد في العراق تتوعد الكاظمي

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

أمام استباحة مليشيات الحشد الشيعية الموالية لإيران لعدد من المدن العراقية، وتهديدها بالتصعيد مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بل وتطاولها عليه، أطلقت السلطات العراقية سراح 13 عنصرا من مليشيات حزب الله العراقي المدعوم من إيران، والتي اعتقلتهم قوات جهاز مكافحة الإرهاب الخميس الماضي.

والغريب أن مليشيات العصائب الشيعية، المدعومة من الحرس الثوري الإيراني، هي من أعلنت في وقت سابق اليوم، عن إطلاق سراح جميع عناصر ميليشيات ”خلايا الكاتيوشا“، في حين أعلنت السلطات العراقية بعدها بساعات الخبر.

الإفراج السريع جاء بعد ضغوط إيرانية على الحكومة العراقية، وتدخلات وصلت إلى حد التهديد باغتيال المليشيات الموالية لطهران شخصيات حكومية أو قضائية من أجل الإفراج عنهم عن عناصر المليشيا، والأغرب أن الإعلام العراقي الموالي لإيران شن حملات ضد الكاظمي بشكل غير مسبوق.

الكاظمي الذي ارتدى ملابس مليشيات الحشد الشعبي أثناء زيارته الشهيرة قبل أسابيع لقيادات الحشد، كشف عن ضعفه وإنه لن يستطيع مواجهة الحشد المدعوم من إيران، وأن أكبر ما يمكنه عمله، هو وقف عمليات تلك المليشيات الإرهابية الذي تستهدف القواعد الأمريكية أو عربدتها في المحافظات والمناطق السنية.

إهانة صور الكاظمي

أما الأمر الذي يبين بجلاء هيمنة تلك المليشيات الإرهابية على الدولة العراقية، أن العناصر التابعة لمليشيا حزب الله العراقية قامت فور الإفراج عنها بدهس صور رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بأقدامهم، كما قاموا بحرق العلمين الأمريكي والصهيوني.

تهديدات حزب الله العراقي

أعلنت كتائب “حزب الله” العراقية، أنها سترفع دعوى قضائية ضد رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، تتهمه فيها بخطف عناصرها التي اعتقلتها قوات الأمن، بتهم وصفتها بـ”الكيدية”.

وهاجمت ميليشيات حزب الله العراقية الكاظمي ووصفته بـ “الغادر”، وأعلنت رفض تسليم أسلحتها للدولة العراقية، وقالت في بيان، بعد عملية إطلاق سراح عناصرها: إن “سلاح المُقاوَمَةِ الإسلامِيّةِ هُو أَصْلُ أُصْولُ الشَّرعِ وَالشَّرعيَّةِ، وَلَنْ يُسَلَّمَ إلا بِيَدِ مَوْلَانا ابنِ الحَسَنِ سَلامُ اللهِ عَلَيهِ (الإمام المهدي لدى الشيعة)”.

وتوعدت “كتائب حزب الله” باستهداف رئيس الوزراء بعد القبض على قياديين فيها، واتهم الكاظمي ب”تضييع” ما وصفه بـ”قضية مشاركته في جريمة قتل” الجنرال الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس.

وتابع، “تعهد كاظمي الغدر (في إشارة إلى رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي) بعدم تكرار هكذا أعمال صبيانية، وقد كفل ذلك بعض من داخل الحكومة ومن خارجها ومن داخل البلد ومن خارجه”.

العصائب و النجباء

بدوره، قال الأمين العام لمليشيا العصائب الشيعية في العراق، قيس الخزعلي، إن قيام رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي باعتقال عناصر من الحشد يُعد “حدث خطير، لأن قيام الكاظمي باعتقال عناصر من الحشد من قبل مكافحة الإرهاب يعد فوضى عارمة، وكان يفترض معالجة هذا الموضوع من قبل رئيس هيئة الحشد”.

وأضاف أن “بقاء القوات الأمريكية في العراق يعد احتلالاً، خاصة بعد تصويت البرلمان على إخراجها من البلاد، ومقاومة الاحتلال هو حق مشروع كفلته كافة القوانين”، وأكد الخزعلي أن “جهاز مكافحة الإرهاب جهاز وطني قاتل إلى جنب الحشد الشعبي ضد الإرهاب”، متسائلا: “هل يعلم الكاظمي أن الطائرات الأمريكية تحلق وقت ما تشاء وتقصف من تشاء؟”،وتابع الخزعلي أن “بيان العمليات المشتركة الخاص باعتقال عناصر الحشد كتب من قبل الأمريكان، وهناك محاولات أجنبية لضرب قوات الحشد الشعبي”.

من جهته، أكد الأمين العام لحركة “النجباء” في العراق، أكرم الكعبي، أنه لا يستطيع أحد الإيقاع بين القوات العراقية والحشد الشعبي، في إشارة إلى عملية اعتقال عناصر من “كتائب حزب ألله” العراقية، وأضاف في بيان صحفي: “كشفتم إتجاهكم فلا تتوهموا، فإن الحشد الشعبي برجاله ومقاومته وكل القوات الأمنية شركاء الدم والجهاد ولن توقعوا بينهم”.

عنجهية إيران

إيران استخدمت سرا تحالف الفتح بزعامة هادي العامري وائتلاف دولة القانون الذي يترأسه نوري المالكي لنقل رسائلها وتهديداتها للحكومة العراقية.

أما علنا فقالت وزارة الخارجية الإيرانية إن اعتقال السلطات العراقية لأفراد من “كتائب حزب الله” العراقية شأن عراقي داخلي، وإن إيران لا تتدخل بشؤون العراق الداخلية، وأوضحت الخارجية الإيرانية، أن “الحشد الشعبي” قوة وطنية عراقية تكونت برأي من المسؤولين والمرجعيات في العراق، وتحولت إلى قوة عسكرية رسمية في العراق.

العراق لن يعود إلى دوره العربي ولن يحقق العدالة بين مكوناته الطائفية، طالما استمرت هيمنة الحشد الولائي الموالي لإيران وللحرس الثوري الإيراني في التحكم بمفاصل الدولة العراقية، أما حشد العتبات الموالي للمرجعيات الدينة الشيعية في النجف وكربلاء فهو خاضع للحشد الولائي أيضا بشكل كامل، إن الحشد الذي أصبح مؤسسة رسمية من مؤسسات الدولة العراقية قبل سنين، بتشريع في البرلمان، هو سبب أزمات العراق، وقد أكدت الجماهير التي شاركت في ثورة تشرين هذه الحقيقة، خصوصا أنها دمرت عشرات المقار لتلك المليشيات الإرهابية.
 

ربما يعجبك أيضا