أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، يهدف إلى إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المُحتجزين لدى حركة حماس.
وجاء الإعلان بعد يومين من المداولات التي أبرزت هشاشة الاتفاق، حيث أكد نتنياهو أن مجلس الأمن الإسرائيلي سيجتمع للمصادقة على الاتفاق اليوم الجمعة، مع اجتماع لاحق للحكومة بكاملها لإقراره.
دور الوساطة الدولية
تم التوصل إلى الاتفاق بوساطة قطرية ومشاركة الولايات المتحدة ودول عربية، وأشاد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بالاتفاق، مؤكدًا ضرورة إتمامه قبل حفل تنصيبه، كما رحب الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء القطري بالاتفاق باعتباره ثمرة جهود دبلوماسية استمرت عامًا كاملًا.
كما أكدت حماس التزامها بالاتفاق رغم اتهامات نتنياهو لها بالتراجع عن بعض بنود الاتفاق خلال المفاوضات في قطر، فيما نفت الحركة هذه الاتهامات، وأكدت استمرارها في تنفيذ الاتفاق، من جهة أخرى، عبّر المسؤولون الإسرائيليون عن قلقهم من بعض البنود المتعلقة بالانسحاب التدريجي من منطقة ممر فيلادلفيا (محور صلاح الدين).
المرحلة المقبلة
ينص الاتفاق على بدء المرحلة الأولى بتبادل الأسرى ودخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، تليها مفاوضات بشأن شروط الهدنة طويلة الأمد. ومع ذلك، يبقى مستقبل الاتفاق مرهونًا بمدى قدرة الأطراف على تجاوز العقبات الأمنية والسياسية.
في هذا السياق، أشارت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية إلى عدة تحديات قد تواجه إسرائيل بعد الموافقة على اتفاق الهدنة، ومن أبرزها:
1- التحديات السياسية
يتضمن الاتفاق تبادل الأسرى بين الطرفين، حيث سيتم إطلاق سراح رهائن إسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين. لكن الخلافات ما زالت قائمة بشأن قائمة الأسرى الفلسطينيين، إذ تطالب حماس بإطلاق سراح قادة سياسيين مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات، وهو ما ترفضه إسرائيل.
ووفق ما نشرت “وول ستريت جورنال” الأمريكية، الجمعة 17 يناير 2025، لا يزال التصعيد العسكري مستمرًا رغم الإعلان عن الهدنة، حيث شنت إسرائيل غارات جديدة على غزة أسفرت عن مقتل العشرات. وفي المقابل، تواجه الحكومة الإسرائيلية معارضة من السياسيين اليمينيين المتطرفين الذين يرفضون أي هدنة مع حماس، مهددين بانهيار الائتلاف الحاكم.
2- تحذيرات من المخاطر الأمنية
رغم أهمية الاتفاق من الناحية الإنسانية، إلا أن تداعياته الأمنية لا يمكن تجاهلها، حيث ستؤدي الصفقة إلى إطلاق سراح نحو 1000 فلسطيني محتجز في السجون الإسرائيلية.
وفق ما نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، هذا القرار يعيد إلى الأذهان تجربة الإفراج عن جلعاد شاليط في عام 2011، والتي تسببت في تصاعد العمليات العدائية لاحقًا، ويتوقع الخبراء الأمنيون أن تكون التداعيات الحالية أكثر خطورة.
3- مستقبل حماس في غزة
من النقاط المثيرة للقلق في الاتفاق هو الغموض المحيط بمستقبل حركة حماس، لم يتم التطرق بشكل واضح إلى كيفية التعامل مع الحركة كقوة مسيطرة على غزة.
ورغم تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن وقف القتال وتقديم المساعدات الإنسانية، إلا أن أي خطط لمعالجة وضع حماس السياسي والعسكري لم تُطرح بوضوح.
4- التحديات المقبلة لإسرائيل
أشادت إدارة بايدن بالاتفاق، مشيرة إلى أنه يمثل خطوة نحو إنهاء القتال وبدء جهود إعادة إعمار غزة. لكن التساؤلات تبقى بشأن إمكانية منع غزة من العودة كقاعدة للعمليات المستقبلية.
في الوقت نفسه، لم تُقدَم ضمانات حول استبدال حماس بحكومة غير أخرى تهدف إلى بناء غزة بدلًا من استثمار الموارد في التسلح.
5- تكرار نفس السيناريوهات
مع تأجيل الاجتماع الوزاري لمناقشة الاتفاق، برزت التحديات المتعلقة بتنفيذ الاتفاق في الأشهر القادمة، وتبقى مسألة من سيحل محل حماس في إدارة القطاع واحدة من أكثر القضايا تعقيدًا.
إن استمرار سيطرة حماس يعني عودة الوضع إلى نقطة الصفر، مع احتمالية تكرار نفس السيناريوهات العدائية في المستقبل.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2107427