بعد احتجاز مُعارِض.. تركيا تسعى لطمأنة المستثمرين

محمد عماد

يستعد كبار المسؤولين الاقتصاديين في تركيا لعقد اجتماع مع المستثمرين الأجانب، الثلاثاء 25 مارس 2025، في محاولة جديدة لاحتواء تداعيات الأسواق، عقب اعتقال شخصية معارضة بارزة الأسبوع الماضي، هو أكرم إمام أوغلو، ما تسبب في خروج مليارات الدولارات من الأصول التركية، وفقًا لوكالة “بلومبرج”.

وسيتحدث وزير المالية، محمد شيمشك، ومحافظ البنك المركزي، فاتح قرة خان، خلال مؤتمر عبر الهاتف يُعقد في تمام الواحدة ظهرًا بتوقيت لندن، بتنظيم من “سيتي جروب” و”دويتشه بنك”، وفقًا لما ذكرته وزارة الخزانة عبر موقعها الإلكتروني.

تأكيد الالتزام بسياسات دعم المستثمرين

يُتوقع أن يؤكد المسؤولان على تعهد الرئيس رجب طيب أردوغان بالحفاظ على السياسات الداعمة للمستثمرين يوجه عام المطبقة منذ تعيين شيمشك، المصرفي السابق الذي عمل في وول ستريت، في منتصف عام 2023، ولم يرد البنك المركزي ووزارة الخزانة والمالية على طلبات للتعقيب بشأن المؤتمر الهاتفي.

أدى احتجاز رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، المنافس السياسي الأبرز والأكثر شعبية لأردوغان، الأربعاء الماضي، ثم اعتقاله رسمياً لاحقاً، إلى اندلاع احتجاجات حاشدة وتراجع حاد في قيمة الأصول التركية.

واتخذت السلطات التركية إجراءات طارئة لوقف التدهور المالي، شملت رفع سعر الفائدة الرئيسي لأجل ليلة واحدة، والتدخل في سعر الصرف، وحظر البيع على المكشوف للأسهم التركية.

أداء الليرة والأسواق المالية

استقرت الليرة التركية مساء الاثنين بعد أن أيد أردوغان علنًا سياسات شيمشك، وظلّت دون تغيّر يُذكر عند 37.9750 ليرة مقابل الدولار، كما في الساعة 09:10 صباحًا في إسطنبول الثلاثاء، وارتفع المؤشر الرئيسي للبورصة التركية بنسبة 2.8% الاثنين، بعد تراجعه بنسبة 17% الأسبوع الماضي.

قال أردوغان في تصريحات متلفزة عقب اجتماع لمجلس الوزراء الاثنين: “لن نسمح أبدَا بتضرر المكاسب التي حققناها من البرنامج الاقتصادي الذي نُفذ خلال العامين الماضيين”، وأضاف: “مؤسساتنا لديها السلطة والإرادة لضمان سلامة آليات السوق”.

لم تُظهر الحكومة أي بوادر للتراجع أمام المتظاهرين الذين يحتشدون في الشوارع يومياً منذ اعتقال إمام أوغلو، ووصف أردوغان الاحتجاجات بأنها “شريرة”، وألقى الرئيس التركي باللوم على المتظاهرين في اضطراب السوق.

هبوط حاد في السوق

سجّلت الأسهم والعملة المحلية في تركيا الأسبوع الماضي أكبر تراجع عالمياً، في حين قفزت عوائد السندات الحكومية المقوّمة بالعملة المحلية.

جاء ذلك رغم تدخل البنك المركزي في سوق الصرف الأجنبية بضخ 11.2 مليار دولار في 19 مارس فقط، وفقًا لتقديرات “بلومبرج إيكونوميكس”.

كما رفع البنك المركزي التركي سعر الفائدة لليلة واحدة في اجتماع مفاجئ الخميس، وعقد اجتماعًا مع مسؤولي البنوك الكبرى في البلاد الأحد ضمن محاولات أخرى لاحتواء التداعيات.

ربما يعجبك أيضا