بعد التصعيد.. ضربات واشنطن تدفع الحوثيين لإخفاء زعيمهم

يشهد اليمن تصعيدًا غير مسبوق في ظل الضربات الجوية الأمريكية المتزايدة ضد ميليشيات الحوثي، ما دفع الجماعة لاتخاذ إجراءات مشددة لحماية زعيمها عبدالملك الحوثي.

ويأتي ذلك وسط تهديدات أمريكية صريحة بـ”جحيم” للحوثيين، وتحركات دولية للحد من هجماتهم على السفن في البحر الأحمر، والتي تسببت في اضطرابات كبيرة في التجارة العالمية.

إجراءات مشددة لحماية زعيم الحوثيين

وفقًا لمجلة “نيوز ويك” الأمريكية، الأحد 16 مارس 2025، فإن جماعة الحوثي تتخذ إجراءات أمنية صارمة لحماية زعيمها عبدالملك الحوثي في ظل تصاعد الضغوط العسكرية، ونقلت المجلة عن مصدر مطلع داخل الجماعة قوله: “فيما يتعلق باستهداف القادة وسياسة الاغتيالات، فإننا نسير بحذر شديد”.

وأضاف المصدر أن الجماعة ستواصل سياستها القائمة على مبدأ “الحصار مقابل الحصار” حتى يتم رفع الحصار عن غزة، مشيرًا إلى أن إسرائيل “تراجعت عن اتفاق سبق أن وافقت عليه”.

الحوثيون يخفون زعيمهم

كشفت تقارير صحفية أن الحوثيين اعتمدوا إجراءات أمنية جديدة لتأمين زعيمهم، حيث قام شقيقه عبدالخالق الحوثي بتشكيل وحدة حماية خاصة مكونة من مقاتلين ميدانيين، بقيادة مطلق المراني المعروف بـ”أبو عماد”.

وأشارت إلى أنه تم تجميد وحدات الحماية السابقة مؤقتًا، ونقلها إلى منشأة أمنية داخل أحد الكهوف في محافظة صعدة، التي تُعتبر المعقل الرئيسي للجماعة شمالي اليمن.

الضربات الأمريكية والرد الحوثي

تصاعدت التوترات بعد أن شنت المقاتلات الأمريكية عدة غارات استهدفت مواقع الحوثيين في اليمن، في أول عملية عسكرية منذ تولي الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، منصبه في يناير الماضي.

وفي منشور عبر منصته “تروث سوشال”، وجه ترامب تحذيرًا شديد اللهجة للحوثيين، قائلًا: “إلى كل الإرهابيين الحوثيين، انتهى وقتكم. يجب أن تتوقف هجماتكم بدءًا، وإلا فسينهمر عليكم الجحيم كما لم تروا من قبل”.

كما أشار البيت الأبيض إلى أن الضربات الأخيرة أسفرت عن مقتل عدد من قادة الحوثيين، مؤكدة أنها بمثابة تحذير مباشر لإيران لوقف دعمها للجماعة المسلحة.

تجدد التهديدات الحوثية

تزامنت هذه الضربات مع إعلان الحوثيين استئناف هجماتهم على السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، بعد فترة من التوقف عقب دخول الهدنة حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي.

ومنذ بدء الحرب في غزة في 7 أكتوبر 2023، نفذت الميليشيات مئات الهجمات على السفن التجارية، مما أدى إلى اضطرابات حادة في حركة التجارة العالمية، وارتفاع تكاليف الشحن بشكل غير مسبوق.

ووفقًا للبنتاجون، فإن الحوثيين نفذوا:

•  174 هجومًا على سفن حربية أمريكية
•  145 هجومًا على سفن تجارية منذ عام 2023

تصعيد أمريكي بإعادة إدراج الحوثيين على قوائم الإرهاب

ضمن مساعيها لتشديد الضغط على الحوثيين، قررت إدارة ترامب إعادة الجماعة إلى قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، وهي الخطوة التي كان الرئيس السابق جو بايدن قد ألغاها عام 2021 لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن.

وعلى الجانب الإسرائيلي، صعّدت حكومة بنيامين نتنياهو من لهجتها تجاه الحوثيين، حيث صرّح وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين في ديسمبر: “إذا استمر الحوثيون في تصعيدهم، فإن مصير عبدالملك الحوثي سيكون مشابهًا لمصير يحيى السنوار أو حسن نصر الله”.

ويبدو أن الأزمة في اليمن تتجه نحو تصعيد عسكري خطير مع استمرار الضربات الأمريكية وعودة الهجمات الحوثية في البحر الأحمر، مما ينذر بمزيد من التوترات الإقليمية وتأثيرات واسعة على الأمن البحري والتجارة الدولية.