انتقد الرئيس الإيطالي، سيرجيو ماتاريلا، إيلون ماسك، دون تسميته، داعيًا إياه إلى “احترام سيادة إيطاليا” بعد أن استخدم ماسك منصته الاجتماعية إكس لانتقاد القضاة الإيطاليين بسبب حكم يوم الاثنين الذي منع فعليًا تنفيذ اتفاقية معالجة اللجوء الإيطالية مع ألبانيا.
ووفق وكالة أسوشيتد برس الأربعاء 13 نوفمبر 2024، فإن التوبيخ يأتي بشكل ملحوظ بعد يوم فقط من إعلان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أن ماسك سيشارك في قيادة “وزارة كفاءة الحكومة” الجديدة.
غضب بريطانيا والبرازيل
ذكرت مجلة “أوراسيا ريفيو”، في تقرير نشرته الخميس 14 نوفمبر 2024، أن هذه ليست المرة الأولى التي يتسبب فيها ماسك في جدال مع حليف للولايات المتحدة بتعليقاته على منصته إكس، ففي أغسطس الماضي، أثار ماسك غضب رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، بعد أن روج ماسك لنظريات المؤامرة اليمينية المتطرفة وعزز الخطاب المناهض للهجرة على إكس فيما يتعلق بأعمال شغب عنصرية عنيفة تستهدف طالبي اللجوء في المملكة المتحدة.
وفي وقت لاحق من الشهر نفسه، حظرت البرازيل مؤقتًا موقع إكس بعد أن رفضت المنصة، بناءً على تعليمات ماسك، الامتثال لأوامر حظر الحسابات التي قالت السلطات البرازيلية إنها تنشر معلومات مضللة، ومن المؤكد أن وجهات نظر ماسك السياسية في كلتا الحالتين، التي تهيمن عليها الآن بوضوح أيديولوجية اليمين المتطرف والمؤامرة، كانت متعارضة مع المسؤولين في المملكة المتحدة والبرازيل.
وعلى النقيض من ذلك، فإن ماسك صديق مقرب لرئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، ولم تكن ملاحظاته حول القضاة الإيطاليين مختلفة كثيرًا عن الانتقادات التي عبر عنها حلفاء ميلوني السياسيون، ولذلك فمن غير المرجح أن تحذو حكومة إيطاليا اليمينية المتطرفة حذو رئيس الدولة الإيطالي في توبيخ ماسك.
أزمات دبلوماسية
أوضحت المجلة أن الحادث لا يزال مهمًا، لأن ماسك من المقرر أن يتولى دورًا استشاريًا في إدارة ترامب الثانية، ما يجعله على الأقل بوقًا غير رسمي للحكومة الأمريكية، إن لم يكن رسميًا. وعلى النقيض من خلافاته مع المملكة المتحدة والبرازيل والآن إيطاليا، فإن الخلافات المستقبلية مع الزعماء الأجانب قد تتحول إلى أزمات دبلوماسية كاملة.
وأضافت أن ماسك إذا استمر في النشر على منصته بنفس الأسلوب كما يفعل الآن، فمن المرجح أن تزداد الأزمات بين واشنطن وحلفائها، لافتة إلى أن التوترات بين الأدوار العامة والخاصة التي يلعبها ماسك والتي تولدها مشاركته في إدارة ترامب الثانية تؤثر على كيفية تفاعل مصالحه التجارية مع سياسات ترامب الاقتصادية.
صراع مصالح
كتبت ماري جالاجر، في مقال لها الثلاثاء 12 نوفمبر 2024، إن مصالح شركة ماسك للسيارات، تسلا، تتعارض مع مقترحات ترامب بشأن المركبات الكهربائية، كما أن أعمال ماسك مدمجة في الاقتصاد الصيني، ما يثير تساؤلات حول كيفية تأثير سياسات ترامب التجارية على تعاملاته مع الصين.
وأشارت إلى أن ماسك لديه بالفعل علاقات عميقة مع وكالات الأمن القومي الأمريكية من خلال مشروعه الفضائي، سبيس إكس، الذي لديه عقود مع وكالة ناسا والجيش الأمريكي، ما يفتح له المجال للوصول لمعلومات حكومية واستخباراتية أمريكية حساسة، كما يمكنه الوصول إلى بعض التقنيات غير المتاحة للشركات الأخرى، خاصة تلك التي تطورها ناسا أو مختبرات الجيش الأمريكي.
وتثير كل هذه الصراعات حول المصالح تساؤلات حول قدرة ماسك على تشكيل السياسة الأمريكية من خلال دوره المستقبلي في الحكومة الأمريكية وقربه من ترامب نفسه، وحتى لو وجدت خطابات ماسك التحريضة استحسانًا لدى ترامب، فإنها تضيف طبقة أخرى إلى المشهد السياسي المعقد الذي سيتعين على زعماء العالم أن يتعايشوا مع على مدى الـ 4 سنوات المقبلة.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2045853