بعد انضمام «سو 35».. هل تخلصت إيران من «ذراعها القصيرة»؟

يمثل قطاع الطيران نقطة ضعف للجيش الإيراني، بسبب تهالك وضعف هذا القطاع، تحت وطأة القيود التي تفرضها العقوبات الدولية.

وتصف التقارير الغربية سلاح الجو الإيراني بالذراع القصيرة، لأنه عاجز عن صد أي هجوم أمريكي محتمل، ما مثل أحد دوافع إيران للتورط في الحرب الروسية الأوكرانية، من أجل الحصول على الطائرات الحربية الحديثة من روسيا.

إيران تحصل على سوخوي الروسية

كشف مقطع دعائي، نشره نظام طهران، قبل أيام، لقاعدة جوية جديدة، شيدتها تحت الأرض، باسم “عُقاب 44″، عن انضمام طائرة عسكرية لم تمتلكها طهران من قبل، حسب ما أورده تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، يوم الجمعة الماضي 17 فبراير 2023.

وأظهر ملصق لطائرات مقاتلة، أن المسؤولين في طهران متفائلون بشأن تسلّم هذه الطائرات من روسيا، وأنهم ينوون استخدام القاعدة الجوية الجديدة لإيواء بعضها. ومنذ سبتمبر 2022، روّج مسؤولون عسكريون وسياسيون إيرانيون علنًا لشراء 24 طائرة من طراز سوخوي Su-35s، وهي واحدة من أكثر الطائرات المقاتلة الروسية تقدمًا.

تأكيد أمريكي

لم تؤكد روسيا الاتفاق، لكن التفاصيل الواردة في مقاطع الفيديو وصور الأقمار الصناعية، تشير إلى أن إيران تجري على الأقل الاستعدادات لوصول بعض تلك الطائرات، التي يشير المسؤولون إلى أنه سيحدث في وقت لاحق من هذا العام. وسيكون هذا التحديث الأهم لأسطول طائرات إيران، منذ عقود.

وفي مقابلة مع قناة سي بي إس، أمس الأحد، ذكر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أنّ الولايات المتحدة تشتبه في أنّ روسيا تزود إيران بمعدات عسكرية، ومنها ما يبدو أنّه طائرات مقاتلة متطورة وحديثة، مقابل تلقيها مسيرات لاستخدامها ضد أوكرانيا. وأضاف أنّ “ما يحدث يجعل من إيران تهديدًا أكبر، وتتشاور واشنطن بشأن هذا الأمر مع الحلفاء في جميع أنحاء العالم”.

إيران تنشر 50 طائرة سوخوي متطورة

حسب تقرير لصحيفة الجريدة الكويتية، اليوم الاثنين، أقر مصدر بوزارة الدفاع الإيرانية نشر طائرات سو 35 في عدة قواعد على الحدود، بكامل عتادها القتالي، بعد أن اكتمل تجميعها بقاعدة أصفهان. وأضاف أن إيران تسلمت 50 طائرة سوخوي، 24 منها من الجيل الجديد سو 35S، و26 من طراز سو 35، التي تنتمي للجيل الجديد المطور من سو 27.

وأوضح المصدر أن هذه المقاتلات حلقت بالفعل من أصفهان إلى القواعد المخفية تحت الأرض والجبال، واستقرت بها، لافتاً إلى أن أنظمة التجسس الغربية رصدتها عبر الأقمار الصناعية. وتحدث المصدر عن تسلم الإيرانيين أنظمة إنذار متطورة من الروس، متوقعًا الإعلان رسميًّا عن جاهزية النظام الدفاعي الإيراني الجديد في غضون شهر أو شهرين.

وذكر أن الأنظمة الجديدة يمكنها رصد الطائرات المعادية على مسافة تصل إلى 400 كيلومتر، ما يمكن المقاتلات المتطورة من الجاهزية والانطلاق لصدها مبكرًا، زاعمًا أن إيران ستربط تلك الأنظمة بأجهزة رادار نشرتها في سوريا والعراق، عبر حلفائها، لرصد أي هجوم إسرائيلي كبير يستهدف المنشآت النووية.

تطوير «الذراع القصيرة»

تسارعت وتيرة التعاون العسكري بين روسيا وإيران، بسبب العزلة الدولية المفروضة على موسكو، منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية. ووصفت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، علاقات موسكو وطهران بـ”الضارة”، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، في ديسمبر الماضي، إن “هذه الطائرات ستعزز بقدر كبير سلاح الجو الإيراني بوجه جيرانها”.

وحسب تقرير لصحيفة العرب السعودية، أمس الأحد، يؤثر شراء إيران لطائرات سو 35 على التوازن في القوة الجوية الإقليمية، مقابل دول الخليج، التي قد تلجأ إلى شراء المزيد من الأسلحة الغربية، خاصة المقاتلات الأمريكية من طراز إف 35، لأن تفوق إيران العسكري يؤثر في أمن قوات القيادة المركزية الأمريكية بالمنطقة.

تكنولوجيا التسليح والعقوبات

تعتمد إيران على دول صديقة، مثل روسيا، في تعويض عجزها عن تطوير أسلحتها، ووفق ما أوردته وكالة سبوتنيك الروسية، فإنه و”على الرغم من أن ثمن صيانة هذه الطائرة وتشغيلها يبدو مرتفعًا بالنسبة إلى إيران، يمكن تخفيض هذه التكاليف إذا جرى التوصل إلى اتفاقيات بشأن الإنتاج المشترك لمحرك سوخوي سو 35 في طهران”.

ويمثل شراء طائرات سو 35 أحد أهم نتائج رفع حظر الأسلحة على إيران، منذ صادق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على قرار رقم 2231، في يوليو 2015، بشأن اعتماد خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي). لكن انهيار هذه الخطة ينهي صلاحية جميع القيود المفروضة على إمدادات الأسلحة الرئيسة لإيران، وكذلك رفع الحظر على تصدير الصواريخ الباليستية الإيرانية في أكتوبر 2023.

وهذا يعني أن إيران ستكون قادرة قانونيًّا على شراء الأسلحة التقليدية وبيعها، بما في ذلك الأسلحة الصغيرة والصواريخ والمروحيات والدبابات. وحسب تصريحات للقائد السابق في الحرس الثوري، حسين كنعاني مقدم، فإن طهران تتطلع للحصول على التكنولوجيا والتقنيات الجديدة على نحو أساسي، لتطوير صناعة أسلحتها المحلية، خاصة في مجال الدفاع الجوي والبحري، وليس الشراء فقط.

تحدٍ لإسرائيل

حسب تقرير لموقع مشرق الإيراني، 17 فبراير، فإن إسرائيل قلقة من تطوير إيران لسلاحها الجوي، التي تتمركز أذرعها في المنطقة حول قوات تل أبيب الجوية. ويمثل تفوق سلاح الجو المعيار الرئيس لنجاح العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران، على حدودها في البحر الأحمر ولبنان وسوريا، بشن غارات مستمرة على الأهداف وقوافل الأسلحة الإيرانية.

وتعد إضافة مقاتلات سوخوي 35 الحديثة للقوات الجوية الإيرانية مشكلة كبيرة بالنسبة لإسرائيل، خاصة أن هذا السلاح ساعد تل أبيب على شن هجمات استباقية داخل إيران، لكن بامتلاك الأخيرة مقاتلات سوخوي 35، بات بإمكانها صد ضد أي هجوم على حدودها الغربية.