بعد خسارة أفدييفكا.. هل بات تغيير النظام في أوكرانيا وشيكًا؟

نظام زيلينسكي يترنح بعد خسارة المعركة على أفدييفكا

آية سيد
الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي

رهن الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، سُمعته بأفدييفكا وأراد الحفاظ عليها بأي ثمن.


لطالما أملت الولايات المتحدة تغيير النظام في روسيا. لكن الآن، يبدو  تغيير النظام في أوكرانيا أكثر ترجيحًا.

وحسب تحليل نشرته صحيفة آسيا تايمز، اليوم الثلاثاء 20 فبراير 2024، رأى مساعد نائب وزير الدفاع الأمريكي السابق، ستيفن براين، أن العامل المحفز لتغيير النظام في كييف هو المعركة الدموية على أفدييفكا، التي انتهت بسقوط المدينة في أيدي الروس.

معركة أفدييفكا

تقع أفدييفكا بالقرب من مدينة دونيتسك، التي تُعد عاصمة إقليم دونباس. وبدأت المعركة الأخيرة على أفدييفكا منذ 4 أشهر، ومنذ يناير الماضي، بدأ الروس في إنهاك المدافعين الأوكرانيين عن المدينة.

بعد خسارة أفدييفكا.. هل بات تغيير النظام في أوكرانيا وشيكَا؟

مبنى مدمر في أفدييفكا

وشملت العملية الروسية هجمات من الشمال والجنوب. وبنهاية الأسبوع الأول من فبراير، قطعت القوات الروسية المدينة إلى قسمين وأخذت في التقدم بثبات في أثناء قصف المدينة بالمدفعية والقنابل الانزلاقية من طراز “فاب 500″ و”فاب 1500”.

ولفت التحليل إلى أن أفدييفكا كانت محصنة بشدة وهدفًا صعبًا للجيش الروسي، لكن الروس ركزوا على الهجمات الجانبية التي قطعت إعادة التزويد بالأسلحة والطعام وجعلت تناوب القوات صعبًا.

رهان خاسر

رهن الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، سُمعته بأفدييفكا وأراد الحفاظ عليها بأي ثمن. وعزل قائد الجيش، الجنرال فاليري زالوجني، الذي رأى المدينة قضية خاسرة وأراد سحب القوات الأوكرانية من خط التماس الحالي ونقلهم إلى تحصينات دفاعية يمكنها حماية كييف والمدن المهمة الأخرى.

وعيّن زيلينسكي الجنرال أولكسندر سيرسكي لقيادة القوات الأوكرانية. وأشار التحليل إلى أن سيرسكي هو نفس الشخص الذي أدت تكتيكاته إلى انهيار باخموت ووقوع العدد الضخم من الضحايا.

الجنرال أولكسندر سيرسكي قائدًا للجيش الأوكراني

واستدعى سيرسكي 3 أو 4 لواءات لإنقاذ أفدييفكا من الانهيار، لكن عملية الإنقاذ التي خطط لها سرعان ما واجهت مشكلات خطيرة. هذا لأن بعض الكتائب كان يجري تجميعها وتنظيمها في بلدة صغيرة تُدعى سليدوف. واكتشف الروس عمليات الجيش الأوكراني في البلدة، وهاجموها بصواريخ إسكندر وأسلحة عنقودية.

استسلام أوكراني

ألزم سيرسكي لواء الهجوم الثالث بالدفاع عن المدينة. ووفق التحليل، لواء الهجوم الثالث هو في الواقع لواء آزوف بعد إعادة تشكيله، وهو الركيزة الأساسية لدعم القوميين المتطرفين لزيلينسكي في أوكرانيا. وتعتمد قوة زيلينسكي السياسية على الجيش الأوكراني، وتحديدًا القوميين المتطرفين.

إلا أن لواء الهجوم الثالث لم يؤد كما هو معلن. وعندما دخلت وحداته إلى أفدييفكا، قادمةً من الشمال، وجدت الوضع رهيبًا، وعصت الأوامر وهربت من البلدة، في معارضة لأوامر سيرسكي وزيلينسكي. واستسلم بعض جنود اللواء الثالث للروس، وهو ما دفع سيرسكي إلى الانسحاب والتخلي عن أفدييفكا.

بعد خسارة أفدييفكا.. هل بات تغيير النظام في أوكرانيا وشيكَا؟

لواء آزوف

وأشار التحليل إلى أن سيرسكي لم يملك خيارًا سوى الاستسلام علنًا، ولذلك أعلن عن استراتيجية “جديدة”، وهي بالضبط ما أوصى به زالوجني من قبل.

زيلينسكي في وضع حرج

كان الانسحاب من أفدييفكا ضربة قوية لمكانة زيلينسكي، الذي كان متواجدًا في مؤتمر ميونيخ للأمن ويحاول الحصول على المزيد من الذخيرة.

وحسب التحليل، تترك خسارة أفدييفكا زيلينسكي في موقف صعب، فقد خسر أقوى مؤيديه داخل الجيش، وأهان قائده السابق زالوجني واستبدله بسيرسكي الذي اشتهر بأنه فاشل. وكذلك فقد زيلينسكي ماء وجهه أمام الأوروبيين، وربما الولايات المتحدة أيضًا.

فشل سياسة واشنطن

لفت التحليل إلى أن واشنطن لا تريد عقد اتفاق مع روسيا. وكان كل تركيز الولايات المتحدة ينصب على إلحاق هزائم متعددة بالروس، والضغط عليهم واستبدال زعيمهم، فلاديمير بوتين. ولذلك لا يتقبل فريق جو بايدن فكرة أن يعقد الأوكرانيون اتفاقًا مع موسكو ويقوضون تلك السياسة.

إلا أن معظم العناصر الأساسية لسياسة واشنطن فشلت. فالعقوبات المفرطة لم تكسر الاقتصاد الروسي، ودفعت روسيا نحو اتجاه جديد، يتمثل في احتضان الصين والهند ومجموعة بريكس. وكذلك لم تقلب التكنولوجيا الأمريكية دفة الحرب لصالح أوكرانيا.

وخلص التحليل إلى أن نظام زيلينسكي يترنح. وبسبب نظام زيلينسكي القائم على القوانين العرفية، لن تُجر الانتخابات ولن تحدث عملية سياسية مفتوحة. لكن الغضب في الجيش يتنامى، وعاجلًا أم آجلًا، سيختار الجيش قائدًا، ومن المرجح بشدة أن يكون زالوجني. وهكذا، سيحدث تغيير في النظام في كييف، قريبًا جدًا.

ربما يعجبك أيضا