تحت قيادة أوربان، أقامت المجر روابط سياسية واقتصادية قوية مع الصين وفي ديسمبر الماضي، قالت إن واحدة من أكبر شركات تصنيع السيارات الكهربائية في العالم، ستفتح أول مصنع لها في أوروبا جنوبي البلاد.
بعد 3 أيام فقط من زيارة لموسكو أغضبت حلفاءه الأوروبيين، فاجئ رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان العالم اليوم الاثنين 8 يوليو 2024، بظهوره في بكين لإجراء محادثات غير معلنة سابقًا مع الزعيم الصيني شي جين بينج.
من المرجح أن تزيد الزيارة إلى الصين، التي جرى التخطيط لها بسرية مثل رحلته إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من انتقادات الاتحاد الأوروبي للزعيم المجري الذي يتودد إلى القادة الاستبداديين في تحدٍ لأهداف السياسة الخارجية المعلنة للاتحاد.
أوكرانيا على الخط
ناقش الزعيمان أفكارهما لإنهاء الحرب في أوكرانيا، حيث تفضل الحكومتين شروطًا ترفضها أوكرانيا باعتبارها منحازة نحو روسيا، بحسب تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
هذا الاجتماع أتاح لشي وأوربان، الذي يتبنى مواقف مغايرة للاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالدعم لأوكرانيا وقضايا أخرى، فرصة للضغط على الكتلة الأوروبية لتبتعد عن واشنطن، والتي تجمعها بالمجر علاقات متوترة.
ما الهدف؟
في مايو الماضي، استقبل أوربان شي استقبالًا حافلًا في العاصمة المجرية بودابست، ما عزز جهود الصين لاستعادة نفوذها في أوروبا في وقت يحاول فيه الاتحاد الأوروبي احتواء تأثير بلد يعتبرونه “منافسًا على نحو منهجي”.
هذا الشهر بدأت المجر رئاستها الدورية لمدة ستة أشهر لمجلس الاتحاد الأوروبي، ويبدو أن شي طلب من أوربان أن يفعل ما في وسعه، وفقًا لتقرير الصحيفة الأمريكية.
لسنوات عمل أوربان على تقليص انتقادات الاتحاد الأوروبي للصين، ما أزعج البلدان التي تدعم الموقف الصارم لواشنطن بشأن الحاجة لمواجهة ما يرونه ممارسات تجارية غير عادلة من الصين. ومنذ فترة طويلة ابتعد قادة أوروبا الغربية عن أوربان، الذي يسعد بتحدي حلفائه المفترضين بسعيه لتحقيق ما يراه مصلحة وطنية للمجر.
قمة الناتو
عندما زار أوربان موسكو الأسبوع الماضي، أكد الأوربيين أنه لا يتحدث باسم الاتحاد. من المحتمل أن يتخذوا موقف مشابهة لمحادثات أوربان مع شي في بكين.
تأتي زيارة أوربان للصين قبل قمة الناتو التي ستستمر ثلاثة أيام في واشنطن وتبدأ يوم الثلاثاء.
في واشنطن، من المرجح أن يعرض الرئيس الأمريكي جو بايدن وغيره من القادة الغربيين المزيد من الدعم لكييف في حربها ضد روسيا، رغم عدم انضوائها تحت لواء حلف شمال الأطلسي (الناتو).
مهمة سلام
بالنسبة لشي، يأتي دور أوربان جزء من دائرة الشركاء الدبلوماسيين الذين يمكنه استخدامهم لإظهار أن بكين تبني شبكة دعم خاصة بها، الأسبوع الماضي، أجرى شي محادثات مع بوتين في أستانا، العاصمة الكازاخستانية.
وصف أوربان رحلته إلى بكين بأنها استمرار لمهمة “السلام” من أجل أوكرانيا، وهو مصطلح استخدمته المجر لوصف تسوية مبنية على استسلام أوكرانيا لمطالب روسيا.
كانت زيارته لروسيا الأسبوع الماضي هي المرة الأولى التي يذهب فيها زعيم من الاتحاد الأوروبي إلى هناك لإجراء محادثات رسمية مع بوتين منذ الأشهر الأولى من الحرب الروسية الأوكرانية.
الموقف من أوكرانيا
قبل زيارة موسكو، التقى أوربان في كييف مع زيلينسكي، وهو ما رآه المراقبون محاولة من الزعيم المجري لإنهاء عزلته في أوروبا بسبب أوكرانيا.
ويعارض رئيس الوزراء المجري المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا، وقد عرقل أو أخر أو خفف من جهود الاتحاد الأوروبي لمساعدة كييف وفرض عقوبات على موسكو بسبب الحرب.
وعلى متن الطائرة العائدة من موسكو، قال لصحفي سويسري إن اجتماعه مع بوتين جرى التخطيط له بسرية تامة بعد زيارته لأوكرانيا لتجنب معرفة “الكبار”، في إشارة واضحة إلى الولايات المتحدة وحلفائها.
إشادة بجهود أوربان
أشاد شي بـ “جهود أوربان” لإرساء الحل السياسي لأزمة أوكرانيا وشرح وجهات نظر الصين ومقترحاتها”، بحسب البيان الصيني حول زيارة الزعيم المجري.
وبالمثل، روّج شي لما تسميه الصين خطة سلام من 12 نقطة تدعو إلى إنهاء القتال بشكل عام. يذكر أن وزارة الدفاع الصينية قد قالت يوم الأحد الماضي إن القوات الصينية ستشارك في مناورات عسكرية في بيلاروسيا، الجارة والشريك القريب لروسيا، هذا الشهر.
علاقات وثيقة
قبل شهرين، قام شي بزيارة مماثلة إلى بودابست كجزء من جولة الرئيس الصيني في ثلاث دول أوروبية، شملت أيضًا توقفات في فرنسا وصربيا؛ وخلال هذه المحادثات، وقعت المجر والصين عددًا من الاتفاقيات الجديدة لتعميق تعاونهما الاقتصادي والثقافي. استثمرت بكين المليارات في المجر وتراها كقاعدة هامة داخل الاتحاد الأوروبي المكون من 27 عضوًا.
تحت قيادة أوربان، شيدت المجر روابط سياسية واقتصادية قوية مع الصين وتستضيف الدولة الأوروبية عددًا من مرافق بطاريات السيارات الكهربائية الصينية.
وفي ديسمبر الماضي، أعلنت المجر أن واحدة من أكبر شركات تصنيع السيارات الكهربائية في العالم، شركة BYD الصينية، ستفتح أول مصنع إنتاج لها في أوروبا جنوبي البلاد في خطوة يمكن أن تقلب تنافسية صناعة السيارات في القارة.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1905603