بعد كثرة حوادث الطيران.. التغيرات المناخية المتهم الأول

طائرات غير مؤهلة لمواجهة التغيرات المناخية.. لماذا كثرت حوادث الطيران؟

أحمد الحفيظ

شهدت حركة الطيران الفترة الأخيرة اضطرابات شديدة أبلغت عنها شركات الطيران، بسبب التقلبات الجوية والتغير المناخي.

وقالت الخطوط الجوية السنغافورية في بيان، الثلاثاء 21 مايو 2024، إن شخصًا واحدًا على الأقل توفي وأصيب آخرون على متن رحلة تابعة لخطوطها الجوية من لندن إلى سنغافورة بعد مواجهة “مطبات هوائية شديدة اثناء الرحلة”.

تغيرات مناخية سريعة

أجرت صحيفة “the national news” تحقيقًا في وقت سابق بشأن كثرة حوادث الطيران في الآونة الأخيرة واتهمت التغيرات المناخية بالتسبب في هذه الظاهرة.

ويقول الرئيس التنفيذي لشركة أفوزيون لخدمات الطيران والسلامة الحيوية فانس هيلدرمان، أن انخفاض درجات الحرارة في القرن الماضي وارتفاعها بشكل كبير القرن الحالي تسبب في حالة من الاضطرابات الجوية الشديدة التي أثرت في الطيران المدني.

وأوضح أن تصميم الطائرات اختلف أيضا عن الماضي لتتناسب مع التغيرات المناخية كون هذه التغيرات تحدث على فترات بعيدة. وليست بهذه السرعة.

تدفقات هواء سريعة

رئيس العمليات الفنية للطيارين في طيران الإمارات الكابتن مايكل شرايبر، قال في هذا الصدد أيضا إن الاضطرابات الجوية تعد أمراً شائعاً ويمكن أن تتراوح شدتها من خفيفة إلى شديدة.

ويضيف أن التغيرات غير المنتظمة والمفاجئة في كثير من الأحيان في تدفق الهواء التي تواجهها الطائرة أثناء الطيران عبر الغلاف الجوي قد تسبب أزمة كبيرة، وأن هذا يؤدي إلى حركات أو اهتزازات مفاجئة وغير منتظمة للطائرة.

وأشار إلى أن هذه الاضطرابات زادت بشكل كبير وبنسب غير متوقعة.

أنواع الاضطرابات

يكمل شرايبر حديثه، قائلا إن هناك أنواع من الاضطرابات التي تسبب أزمات للطيران المدني نتيجة التغيرات المناخية.

وأضاف أن هناك اضطراب في الهواء الصافي، الذي يحدث على ارتفاعات عالية في سماء صافية وغالبًا ما يرتبط بتيارات هوائية سريعة التدفق تتحرك من الغرب إلى الشرق في الغلاف الجوي العلوي.

وأكمل أن هناك الاضطراب الحملي، الذي يأتي من الحركة العمودية للهواء بسبب التسخين من سطح الأرض، وغالبًا ما يرتبط بالغيوم والعواصف الرعدية.

ماذا يفعل الطيارون للتخفيف من تأثير الاضطرابات

يقول الرئيس التنفيذي لشركة أفوزيون لخدمات الطيران والسلامة الحيوية فانس هيلدرمان، إن الطيارين من الممكن تجنب هذه الاضطرابات باتخاذ مجموعة من الإجراءات.

وذكر أنه يمكن للطائرات أن تحاول التحليق حول الاضطرابات الجوية، ولكن الاضطرابات الجوية تتحرك وتتغير بشكل ديناميكي ولا يمكن اكتشافها بسهولة.

وأوضح أن التكنولوجيا المحسنة، مثل أدوات التنبؤ بالطقس الأفضل، تدعم الطيارين في اتخاذ قرارات جيدة، وتجنب مناطق الهواء القاسي أثناء الرحلة.

كيف يؤثر ذلك على الركاب؟

رغم أن سلامة الطائرات التجارية الحديثة ليست محل شك، إلا أن هناك تهديدًا للركاب على متنها، ويحذر هيلدرمان من أن الركاب الذين لا يربطون أحزمة الأمان يمكن أن يموتوا في اضطرابات شديدة.

ويقول إنه من المهم أن يحافظ المسافرون على أحزمة الأمان مربوطة، ليس فقط أثناء عدم الاستقرار، ولكن في جميع الأوقات، حيث لا يمكن التنبؤ بجميع الاضطرابات.

 

ربما يعجبك أيضا