بعد لقاء بوتين وكيم في روسيا.. ماذا يريد كلاهما من الآخر؟

محمد النحاس

اختار زعيما روسيا وكوريا الشمالية الاجتماع في قاعدة فوستوشني الفضائية الجديدة نسبيًّا.


اتجه الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون إلى روسيا، لمقابلة نظيره فلاديمير بوتين، في أول لقاءاته مع زعيم أجنبي منذ 2019.

وبعد أكثر من 3 سنوات من العزلة التي فرضها كيم على نفسه، غامر أخيرًا ليغادر حدود بلاده متجهًا إلى روسيا، على متن قطاره الفاخر المدرع الذي يعود إلى الحقبة السوفيتية.. فماذا يريد كلا الزعيمين من الآخر؟.

النضال المقدس

سمح دور المضيف لبوتين بلعب دور دبلوماسي في ظل عزلته الدولية، التي تجلّت في غيابه عن قمتي مجموعة الـ20 هذا الشهر، وبريكس الشهر الماضي، حسب ما أوردت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، في تقرير نشرته أمس الجمعة 15 سبتمبر 2023. 

وحرص كلا الزعيمان على إظهار تضامنه مع الآخر، وأعلن كيم جونج أون دعم بلاده لـ”النضال المقدس” الذي يخوضه الروس ضد “الهيمنة الغربية”. وحسب التقرير، لدى كلا الزعيمين الكثير ليقدمه إلى الآخر، ويمكن القول إن هذا التقارب ينبع من منطق الواقع والظروف المحيطة بكلٍّ منهما. 

البرنامج الفضائي لكوريا الشمالية

اختار الزعيمان الاجتماع في قاعدة فوستوشني الفضائية، الجديدة نسبيًّا في روسيا، والمصممة لتقليل اعتماد موسكو على قاعدة بايكونور الفضائية في كازاخستان.

وقال الرئيس الروسي إن اختيار مكان اللقاء جاء بمثابة اعتراف بـ”الاهتمام الكبير لكيم بتكنولوجيا الصواريخ الفضائية”، مشيرًا إلى سعي الزعيم الكوري الشمالي للمضي قدمًا في تطوير مضمار الفضاء، وفق وسائل إعلام روسية رسمية. 

اقرأ أيضًا| زيارة تاريخية .. بوتين يستقبل كيم في قاعدة فضائية

وتحاول كوريا الشمالية بالفعل تطوير برنامج فضائي، لكن كما توضح المحاولتان الفاشلتان لإطلاق صاروخيين هذا العام، لا يبدو أن الطريق ممهد، ويمكن لموسكو أن تقدم مساعدة كبيرة لبيونج يانج، وتعزيز الطموح العسكري لدى كيم بتمكينه من تطوير أقمار استطلاع ذات أهداف عسكرية. 

ليس الفضاء فحسب

توجد امتيازات أخرى تسعى بيونج يانج للحصول عليها من خلال دعمها الكامل للمصالح الروسية. فبعد اجتماعه مع بوتين، توجه قطار كيم نحو كومسومولسك نا أموري، حيث زار مصنعًا ينتج طائرات مقاتلة من طرازي سوخوي سو-57 وسوخوي سو – 35، وهي مقاتلات أكثر تقدمًا من الرابضة في قواعد القوات الجوية لكوريا الشمالية حاليًّا.

وحتى لو لم تشتر بيونج يانج مقاتلات جديدة من روسيا، يمكن أن تستفيد من إمدادات ثابتة من قطع الغيار والمكونات لدعم أسطولها الحالي من الطائرات العسكرية السوفيتية المنشأ، وفق تقرير فورين بوليسي. 

المواد الخام والغذاء

من المرجح أن يسعى كيم أيضًا للوصول إلى المواد الخام المستخدمة في تطوير البرنامج الصاروخي الخاص بكوريا الشمالية، وفق ما يشير تقرير المنشور في المجلة الأمريكية.  

وبعيدًا عن التقنية، من المرجح أن كيم تحدث مع بوتين بشأن إمداد روسيا لكوريا الشمالية بالمساعدات الغذائية، والتي يمكن أن تعالج النقص الحاد الذي عانته بيونج يانج خلال جائحة كورونا. ويمكن لروسيا أيضًا أن تقدم دعمها الدبلوماسي لأهداف كوريا الشمالية.

ماذا تريد موسكو؟ 

في الوقت نفسه، تهتم موسكو بالمخزون الكوري الشمالي الكبير من القذائف المدفعية، والذخائر الصاروخية المناسبة لقاذفات الحقبة السوفيتية التي يستخدمها الجيش الروسي، حسب فورين بوليسي. 

وكانت مصادر استخباراتية أمريكية قالت لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، في سبتمبر من العام الماضي، إن عمليات نقل الأسلحة والذخائر جرت بالفعل. 

هل يتفق الزعيمان على كل شيء؟ 

على الرغم من محاولاتهما الظهور كجبهة موحدة، وإبداء أنهما على قلب رجلٍ واحد، لن يكون الزعيمان على استعداد لتنفيذ كل ما يريده الآخر. فعلى سبيل المثال، قد تسعى كوريا الشمالية للوصول إلى تقنيات نووية روسية حساسة، لكن من غير المرجح أن تتخلى عنها موسكو مقابل القليل، وفق تقرير فورين بوليسي. 

وعلى نحو مماثل، قد تسعى روسيا للحصول على صواريخ كورية شمالية أكثر تقدمًا لاستخدامها في أوكرانيا، حيث تكافح منذ أشهر للحفاظ على مواضع سيطرتها، غير أن الزعيم الكوري الشمالي قد يحبذ الاحتفاظ بها في بلاده، لتلبية الحاجاة الدفاعية، وتحقيق الردع.  

اقرأ أيضًا| زعيم كوريا الشمالية يغادر روسيا عقب انتهاء المحادثات مع بوتين

ربما يعجبك أيضا