هذه الضربة تعتبر من أكبر العمليات الإسرائيلية ضد الحزب منذ سنوات، ما يزيد من احتمالية أن يكون رد "حزب الله" مختلفًا هذه المرة، وربما يجر المنطقة إلى حرب شاملة.
ضربت سلسلة من التفجيرات أجهزة اتصال لاسلكية تستخدمها عددًا من الجهات داخل لبنان، أبرزها حزب الله، وذلك بعد يوم واحد من استهداف مماثل لكنه أوسع نطاقًا استهدف أيضًا أجهزة “البيجر” لدى الحزب في تصعيد غير مسبوق.
التفجيرات، التي تشير أصابع الاتهام فيها لإسرائيل خلفت آلاف الإصابات وتركت الشارع اللبناني في حالة من الصدمة، كما أثارت ردود فعل متسارعة من الطرفين، ما قد ينذر بمواجهة قد تتطور إلى صراع واسع النطاق، خاصةً أنها تأتي في ظل أحاديث قادة الاحتلال عن توسيع العملية ضد حزب الله، ونقل “الفرقة 98” من قطاع غزة إلى الحدود الشمالية.
استعداد للحرب
هذه الفرقة، التي تضم وحدات من المظليين والكوماندوز، تعتبر من قوات النخبة، ونقلها إلى الشمال بعد أشهر من العمليات والمناورات في غزة يشير إلى أن إسرائيل ترى في هذا التصعيد أكثر من مجرد حادثة معزولة.
هذا التحرك يهدف إلى تعزيز الجبهة الشمالية استعدادًا لمواجهة محتملة مع “حزب الله”، وفي هذا السياق، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سلسلة اجتماعات مع كبار قادة الجيش والأجهزة الأمنية، بحثًا عن كيفية التعامل مع تداعيات الهجوم.
هذه الاجتماعات تضمنت لقاء غير معتاد مع الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوج، مما يوحي بأن القيادة الإسرائيلية تدرك أن الوضع الراهن قد يخرج عن السيطرة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة.
سيناريوهات متعددة
تصريحات قائد القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، أوري جوردين، بأن القوات في “أقصى استعداد لأي مهمة” تشير إلى أن الجيش يجهز لسيناريوهات متعددة، بدءًا من عمليات عسكرية محدودة إلى حرب شاملة قد تشمل توغلًا بريًا داخل الأراضي اللبنانية.
التوتر بين إسرائيل و”حزب الله” لم يكن وليد اللحظة الضربات العسكرية المتبادلة، جاء الهجوم الإسرائيلي على أجهزة الاتصالات كشرارة جديدة للتوتر المتصاعد. وتعتقد إسرائيل أن “حزب الله” قد يرد بقوة على هذا الهجوم، خاصة في ظل استهداف نحو 3 آلاف من عناصره في ضربة واحدة.
هذه الضربة تعتبر من أكبر العمليات الإسرائيلية ضد الحزب منذ سنوات، ما يزيد من احتمالية أن يكون رد “حزب الله” مختلفًا هذه المرة، وربما يجر المنطقة إلى حرب شاملة.
جبهة مضطربة
من بين الأهداف المعلنة للقيادة الإسرائيلية هو “إعادة سكان الشمال إلى منازلهم”، وهو ما أشار إليه وزير الدفاع يوآف جالانت في تصريحات متعددة.
ودفع الوضع الأمني المتدهور آلاف الإسرائيليين إلى ترك منازلهم في المناطق الحدودية، وإسرائيل ترى أن الطريق الوحيد لعودة هؤلاء السكان هو عبر العمليات العسكرية.
غالانت، الذي أجرى اتصالات مع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، أكد أن إسرائيل لن تتراجع عن هذه الخطوة العسكرية، رغم عدم الإفصاح عن تفاصيل العمليات المخطط لها.
كيف سيكون الرد؟
التساؤل الأكبر الذي يفرض نفسه الآن هو: كيف سيرد “حزب الله”؟ التحليلات الإسرائيلية تشير إلى أن الحزب لا يزال في مرحلة تقييم الرد، وأنه لن يتخذ خطوة متسرعة، إلا أن الاستعدادات غير التقليدية التي رصدتها إسرائيل في جنوب لبنان قد تشير إلى أن الرد سيكون قويًّا وغير متوقعًا.
التوقعات تتراوح بين هجمات صاروخية كثيفة على المدن الإسرائيلية، وربما استخدام صواريخ كروز أو طائرات بدون طيار، هناك أيضًا احتمالات لاستهداف منشآت إسرائيلية حساسة في الخارج، ما يجعل المواجهة مع “حزب الله” تأخذ طابعًا إقليميًا أوسع.
في ضوء هذه التطورات، يمكن القول إن المنطقة تقف على حافة الهاوية، التحركات الإسرائيلية تؤكد أن الدولة العبرية ليست في وضع الانتظار، بل تستعد لشن عمليات عسكرية قد تتسع رقعتها في أي لحظة، وحزب الله من جانبه، يبدو أنه يجهز لرد قوي، ما يجعل التصعيد مسألة وقت.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1984418