بعد هجمات لبنان.. هل يمكن للفيروسات تفجير بطارية الليثيوم؟

بطاريات الليثيوم.. هل يمكن أن تصبح قنبلة موقوتة؟

أحمد عبد الحفيظ

أكد خبراء تكنولوجيا معلومات أن بطاريات الأجهزة التي انفجرت في عناصر حزب الله اللبناني هي المتهم الأول فيما حدث، نظرًا لأن المكون الأساسي لها هو الليثيوم.

ورغم كفاءتها العالية وقدرتها على تخزين كمية كبيرة من الطاقة في حجم صغير، فإنها تحمل في طياتها مخاطر كبيرة، واحدة من أهم هذه المخاطر هي “الهروب الحراري”، وهي ظاهرة يمكن أن تؤدي إلى حوادث خطيرة مثل الحرائق والانفجارات.

كثافة الطاقة

عندما نتحدث عن بطاريات الليثيوم، فإننا نشير إلى فئة من البطاريات القابلة لإعادة الشحن والتي تعتمد على الليثيوم كمكون أساسي، وتتميز هذه البطاريات بكثافة طاقتها العالية، مما يجعلها مثالية للاستخدام في الأجهزة التي تتطلب طاقة كبيرة، ولكنها تحتاج أيضًا لأن تكون خفيفة الوزن وصغيرة الحجم، وبفضل هذه الخصائص، أصبحت بطاريات الليثيوم الخيار الأول لمصنعي الأجهزة الإلكترونية.

ومع ذلك، فإن هذه البطاريات تأتي مع تحديات كبيرة، فالخصائص الكيميائية لليثيوم تجعله عنصرًا شديد التفاعل، وهذا يعني أنه إذا لم يتم التحكم في الظروف بشكل دقيق، فقد يؤدي إلى مشكلات خطيرة. من أبرز هذه المشكلات هي “الهروب الحراري”، الذي يعد تهديدًا حقيقيًا.

نظرية الهروب الحراري

الهروب الحراري هو عملية يتم فيها إنتاج الحرارة داخل البطارية بشكل أسرع مما يمكن أن تتبدده، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة البطارية بشكل سريع وغير متحكم فيه، يحدث ذلك عادة نتيجة لخلل داخلي في البطارية، مثل حدوث تماس كهربائي بين الأقطاب الموجبة والسالبة، أو نتيجة لعوامل خارجية مثل التعرض للحرارة العالية أو التلف الميكانيكي.

عندما تبدأ البطارية في التسخين، تبدأ تفاعلات كيميائية إضافية بداخلها تنتج المزيد من الحرارة، إذا لم يتم التحكم في هذه العملية، يمكن أن تصل درجة حرارة البطارية إلى نقطة الانفجار، مما قد يتسبب في نشوب حريق أو حتى انفجار قوي، هذه الظاهرة معروفة بشكل خاص في بطاريات الليثيوم أيون، والتي تحتوي على مواد كيميائية قابلة للاشتعال.

هل يمكن إصابة البطارية بفيروس لتنفجر؟

من الناحية التقنية، لا يمكن للبطارية نفسها أن تصاب بفيروس بشكل مباشر، لأنها ليست جهازًا حاسوبيًا له نظام تشغيل يمكن اختراقه.

لكن يمكن للفيروسات أو البرمجيات الخبيثة التي تصيب الأجهزة الإلكترونية المتصلة بهذه البطاريات أن تتسبب في ظروف خطرة تؤدي إلى الهروب الحراري، على سبيل المثال، يمكن للفيروس أن يتلاعب ببرمجيات إدارة الطاقة في جهاز مثل الهاتف الذكي أو الكمبيوتر المحمول، مما يتسبب في زيادة شحن البطارية أو تسخينها بشكل مفرط.

هذا السلوك غير الآمن قد يؤدي إلى ارتفاع حرارة البطارية بشكل غير طبيعي، مما يرفع احتمالية حدوث الهروب الحراري، وبالتالي قد يؤدي إلى انفجار البطارية أو اشتعالها، لذلك، من الضروري استخدام برامج مكافحة الفيروسات وتحديث نظام التشغيل بشكل منتظم لضمان أن إدارة الطاقة تعمل بشكل صحيح وآمن.

أهمية بطاريات الليثيوم

رغم المخاطر المرتبطة بها، فإن بطاريات الليثيوم تظل جزءًا لا غنى عنه في التكنولوجيا الحديثة، وتمتاز هذه البطاريات بكثافة طاقتها العالية، والتي تتيح للأجهزة الإلكترونية أن تعمل لفترات طويلة دون الحاجة إلى إعادة الشحن بشكل متكرر، كما أنها خفيفة الوزن وقابلة لإعادة الشحن لمرات عديدة، مما يجعلها مثالية للهواتف المحمولة، والأجهزة اللوحية، وحتى المركبات الكهربائية.

في مجال الطاقة المتجددة، تلعب بطاريات الليثيوم دورًا حيويًا في تخزين الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مما يساهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري. كما أن التحسين المستمر في تقنيات تصنيع هذه البطاريات يفتح آفاقًا جديدة لاستخدامها بشكل أكثر أمانًا وفعالية.

خطورة بطاريات الليثيوم

رغم فوائدها العديدة، يجب التعامل مع بطاريات الليثيوم بحذر، تزداد خطورة هذه البطاريات عند استخدامها بشكل غير صحيح، مثل تعرضها للحرارة المرتفعة، أو تعرضها للضربات أو الثني، كما أن استخدام شواحن غير معتمدة أو محاولة تفكيك البطارية يمكن أن يؤدي إلى مخاطر الهروب الحراري.

للتقليل من هذه المخاطر، تتخذ الشركات المصنعة إجراءات أمان متعددة، مثل إضافة دوائر حماية للتحكم في درجة الحرارة والتيار، واستخدام مواد أفضل في تصنيع البطاريات لتقليل احتمالية حدوث تماس داخلي، مع ذلك، لا تزال هناك حالات تحدث فيها حوادث خطيرة، مما يبرز الحاجة المستمرة للابتكار في مجال سلامة البطاريات.

ربما يعجبك أيضا