بعد هجوم موسكو.. هل يستغل أعداء «داعش» التنظيم الإرهابي؟

ما مدى استثمار الاستخبارات الأمريكية والبريطانية لتنظيمي داعش والقاعدة؟

أمير خالد
هجوم موسكو

في ظل التقارير المتضاربة بشأن قدرات تنظيم داعش، يطرح المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات (ECCI) تساؤلات عن مدى استثمار الاستخبارات المركزية والبريطانية للتنظيم كأداة ضغط سياسية.

بعد القضاء على ما يسمى “دولة الخلافة” في الموصل عام 2017، اتجه التنظيم نحو إفريقيا وأفغانستان، مع تراجع قدرته على تنفيذ عمليات إرهابية واسعة في أوروبا والغرب.

تقارير استخباراتية

رغم التحذيرات الأمنية المستمرة من داعش، إلا أن تقارير البنتاجون والاستخبارات المركزية تتناقض أحيانًا حول قدرته، خاصة بعد عملية موسكو التي أثارت تساؤلات حول منفذها.

فهل تحول داعش إلى ورقة ضاغطة ضد الحكومات؟ وهل هناك جهات تقف وراء تنفيذ العمليات الإرهابية المنسوبة إليه وهل تُستخدم ورقة داعش في سياق التطورات السياسية، مثل حرب غزة والصراع بين موسكو والناتو؟

هجوم موسكو

أثارت العملية الإرهابية في أحد مراكز التسوق في موسكو في 22 مارس 2024، الكثير من الشكوك، إن كان تنظيم داعش هو من خطط ونفذ، أو أنه تحول إلى ورقة ضاغطة ضد الحكومات.

وفي سياق الأحداث دوما يطل داعش برأسه مع التطورات السياسية، وهذا ما يثير الشكوك حول الجهات التي تقف وراء تنفيذ هذه العملية وغيرها من العمليات واحتمالات أن تأتي العملية ضمن سياق التطورات الميدانية في حرب غزة والتطورات الجيوسياسية مابين موسكو والناتو، ضمن فرضية “المؤامرة”.

استثمار داعش

يُثير تاريخ نشأة داعش والقاعدة من رحم الاستخبارات المركزية الأمريكية والبريطانية الشكوك حول “فرضية المؤامرة”، فمنذ حرب أفغانستان وسجن بوكا في العراق، وصولا إلى الحرب البارد، استخدمت الاستخبارات “الجهاديين” كأدوات سياسية، وهذا يفتح الباب أمام تساؤلات حول دور الاستخبارات خلال الحروب والنزاعات الدولية.

وتبقى فرضية استثمار داعش من قبل أعدائه قائمة، خاصة في ظل التناقضات حول قدراته، وتاريخ نشأته، والأحداث الجيوسياسية الراهنة.

وخلصت الدراسة إلى أن طريقة التجنيد، ليس بالضرورة تعكس طرق عمل داعش، هي طريقة تجنيد عبر وسائل التواصل الأجتماعي اشتهرت بها اجهزة الاستخبارات وربما حتى المنظمات المتطرفة، وهذا مايثير الشكوك حول صحة تبني تنظيم داعش للعملية.

وحتى إن كان تنظيم داعش بالفعل من قام بهذه العملية، فهذا يعكس إن تنظيم داعش منظمة إرهابية مدفوعة الثمن، يمكن استثمارها لمن يدفع. نأخذ في الحسابات هنا إن عدد كبير من المجموعات والأشخاص المتطرفين تم استقطابهم في حرب غزة، والكثير منهم موجودين في أوكرانيا. الاستخبارات ودورها بدعم صناع القرار خلال الحروب والنزاعات.

شبكة جواسيس

كشفت تسريبات الصحافة الأمريكية قبل أسابيع وجود الاستخبارات المركزية في أوكرانيا وهي تدير شبكة من العملاء والجواسيس، وهناك حقيقة يجب ان تكون في الحسابات وهي أن زعزعة الجبهة الداخلية لروسيا ولأي دولة تدخل حرب، هي سياسة وربما استراتيجية تعتمدها الاستخبارات خلال الحروب، بالتوازي مع الحرب على الجبهات.

وأشارت الدارسة، إلى إن توقيت العملية يثير الكثير من الشكوك حول الجهة التي تبنت العملية وهي داعش، وتزيد من “فرضية المؤامرة” بتورط الاستخبارات المركزية أو البريطانية الموجودة على الأراضي الأوكرانية، وما يدعم هذه الفرضية هو تحذيرات الولايات المتحدة لرعاياها من التردد الى الأسواق وحفلات الموسيقى.

إن عدم إبلاغ الولايات المتحدة بأي معلومات حول احتمال حدوث عمليات إرهابية، يتنافى مع اخلاقيات وقواعد مكافحة الإرهاب رغم توتر العلاقات ملبين روسيا والناتو.

ربما يعجبك أيضا