مع تطور التقنيات الحديثة والاعتماد المتزايد على أنظمة الاتصالات في العمليات العسكرية، أصبحت الهجمات السيبرانية على البنية التحتية للاتصالات العسكرية تهديدًا جديًا للأمن القومي.
ولم يكن تنظيم حزب الله الوحيد الذي تعرض لخرق عسكري كبير، إذ تعرضت العديد من الدول لهجمات سيبرانية معقدة استهدفت أنظمة الاتصالات الخاصة بجيوشها وقواعدها العسكرية.
هجوم “ساندورم” على شبكة الكهرباء الأوكرانية (2015-2016)
بحسب شركة الأمن السيبراني FireEye، ففي عامي 2015 و2016، تعرضت أوكرانيا لسلسلة من الهجمات الإلكترونية التي استهدفت شبكة الكهرباء، وكانت مجموعة القراصنة المعروفة باسم “ساندورم” وراء هذه الهجمات، بينما لم تكن هذه الهجمات موجهة بشكل مباشر إلى الاتصالات العسكرية، فقد تسببت في انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة، مما أثر على البنية التحتية بما في ذلك أنظمة الاتصالات.
أظهرت هذه الهجمات مدى قدرة المهاجمين على اختراق نظم التحكم الصناعية (ICS)، والتي تعتبر جزءا لا يتجزأ من البنية التحتية العسكرية، تم تنفيذ هذه الهجمات من خلال اختراق الشبكات واستغلال الثغرات في أنظمة التحكم.
اختراق “سولار ويندز” وتأثيره على البنتاجون (2020)
في أواخر عام 2020، ذكرت وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية (CISA) أن اختراق ضخم استهدف برمجيات (SolarWinds)، وهي شركة تقدم خدمات برمجية لمئات الشركات والوكالات الحكومية، بما في ذلك البنتاجون، يعتقد أن هذا الاختراق كان من تنفيذ مجموعة قرصنة روسية معروفة باسم “APT29” أو “Cozy Bear”.
تمكن المهاجمون من الوصول إلى شبكات متعددة، بما في ذلك تلك التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، ورغم أن تفاصيل الأضرار المحددة على الاتصالات العسكرية لم تكشف بالكامل، إلا أن الاختراق أبرز هشاشة الأنظمة التي تعتمد على برمجيات خارجية، وأظهر كيف يمكن لهجمات مماثلة أن تؤدي إلى اختراق شبكات الاتصالات العسكرية.
تسريب بيانات الجيش الأمريكي عبر تطبيق اللياقة البدنية (2018)
في عام 2018، أظهر خرق غير مباشر لأمن الاتصالات العسكرية من خلال تسريب مواقع القواعد العسكرية الأمريكية في مناطق مختلفة من العالم عبر تطبيق (Strava) للياقة البدنية.
نشرت الشركة خريطة عالمية لأنشطة المستخدمين، مما كشف عن مواقع الجنود وتحركاتهم في قواعد حساسة، هذا التسريب لم يكن هجومًا سيبرانيًا تقليديًا، لكنه أبرز كيف يمكن للبيانات غير المحمية بشكل كاف أن تكشف عن معلومات حساسة بشكل غير مقصود، بما في ذلك تفاصيل عمليات الاتصالات العسكرية.
هجمات “شنجدو” على الاتصالات العسكرية الأمريكية (2018)
في عام 2018، كشفت تقارير أمنية عن حملة اختراق تديرها مجموعة صينية تعرف باسم (Chengdu 404) ، استهدفت أنظمة الاتصالات العسكرية الأمريكية.
تركزت الهجمات على اختراق شبكات البريد الإلكتروني وبيانات الأقمار الصناعية، بهدف جمع معلومات استخباراتية، واستغل المهاجمون الثغرات في الأنظمة الإلكترونية لاختراق الشبكات والاتصالات الحساسة، مما أثار قلقا كبيرا بشأن قدرة الدول الأخرى على اعتراض المعلومات العسكرية السرية.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1983274