بعد 15 شهرًا من الحرب.. ما مستقبل حماس في غزة؟

محمد النحاس
حماس

مع بدء وقف إطلاق النار في غزة الأسبوع الماضي، بدأت تعود بعض معالم الحياة الطبيعية إلى القطاع المُدمر، وعادت معها حركة حماس إلى الواجهة.

ولأول مرة منذ عام، نظم الجناح العسكري لحماس مسيرات علنية في الشوارع وأقامت جنازات عامة للمقاتلين الذين قُتلوا في الشوارع المكتظة والمدنيين العائدين إلى ما تبقى من منازلهم، ظهر رجال شرطة حماس يرتدون الزي الأزرق وهم يوجهون حركة المرور.

استمرار نشاط الحركة 

على وسائل التواصل الاجتماعي، عادت حسابات حماس التي كانت توقفت عن النشاط، حيث نشر أحد الحسابات صورًا لأحد القادة العسكريين الذين زعمت إسرائيل قتله، وهو يظهر في العلن دون أن يصاب بأذى.

غزة 3

هذه المشاهد تؤكد أنه بعد 15 شهرًا من القصف العسكري الشرس والغارات، ربما يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد أضعف قدرات حماس العسكرية ودمر جزءًا كبيرًا من غزة، لكنه فشل في إنهاء سيطرتها على القطاع بالكامل. 

ويشير مسؤولون ومحللون إسرائيليون وفلسطينيون إلى أن حماس ستظل موجودة طالما لم يتم التوصل إلى اتفاق بديل لها كسلطة حاكمة في غزة، ما يعني أن السؤال المركزي حول كيفية إنهاء الصراع سيظل دون إجابة، بحسب تقرير ل”واشنطن بوست” السبت 25 يناير 2025. 

هدنة مؤقتة ومستقبل غامض

تعد الإجابة على هذا السؤال أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، فهدنة الـ 6 أسابيع بين إسرائيل وحماس من المقرر أن تنتهي في 2 مارس، وهدد نتنياهو بالعودة إلى القتال لتحقيق هدفه المتمثل في القضاء على حماس كقوة عسكرية وسياسية. 

ومن جانبها، تعهدت حماس بالالتزام بالهدنة وعرضت المشاركة في السلطة كجزء من حكومة فلسطينية موحدة، لكن نتنياهو استبعد أي وجود لنفوذ حماس في غزة.

نتنياهو وحلفاءه رفضوا فكرة أن تحكم السلطة الفلسطينية غزة بالإضافة إلى الضفة الغربية، ولا يزال الموقف الإسرائيلي الرسمي غير واضح بشأن الخطط المستقبلية لإدارة القطاع.

ضغوط داخلية على نتنياهو

في الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية، يتعرض نتنياهو لضغوط متزايدة للإعلان عن خطته لإدارة غزة، هذا الأسبوع، دعا رون درمر، المستشار الأول لنتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية، إلى الصبر، وقال درمر في جلسة بالكنيست: “كلما قللنا من الحديث، كلما أنجزنا أكثر”.

من جهته، وصف جيورا إيلاند، المدير السابق للمجلس الوطني للأمن الإسرائيلي والمؤيد للخط العسكري، الحرب في غزة بأنها “فشل” لأنها لم تحقق حلاً سياسيًا.

وأضاف: “كان على رئيس الوزراء أن يعلن بوضوح في أكتوبر 2023 أن إسرائيل مستعدة للتفاوض مع جميع الأطراف المعنية، للتوصل إلى نظام بديل، لكنه ارتكب خطأ فادحًا”.

شعبية حماس وقدراتها

من الصعب قياس مدى شعبية حماس داخل غزة في ظل غياب استطلاعات رأي موثوقة أو انتخابات، يقول معظم المحللين الفلسطينيين والإسرائيليين إن السخط تجاه الحركة قد زاد منذ هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي أدى إلى رد عسكري إسرائيلي مدمر. 

ومع ذلك، ستظل حماس تحظى بشعبية معينة بسبب تركيزها على المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي، مع غياب أي آفاق أخرى ليتمسك بها الفلسطينيون. 

ومن الناحية العسكرية، أضعفت إسرائيل حماس بشكل كبير، لكن حماس استعادت تقريبًا عدد المقاتلين الذين كانت تمتلكهم في بداية الحرب بتجنيد مقاتلين جدد. 

مستقبل غزة

في مقابلة مع عضو المكتب السياسي لحماس، باسم نعيم، قال إن أولوية الحركة هي إعطاء وقف إطلاق النار “كل فرص النجاح”، مضيفًا أن القضية الأكثر إلحاحًا هي “تعزيز الأمن الداخلي، ومنع النهب، وتوزيع الغذاء والدواء وأن حماس تسعى إلى مواصلة المفاوضات حول الحكم المستقبلي لغزة”.

تراجع سكان غزة بنهاية 2024

وأعرب بعض سكان غزة عن أملهم في أن تتمكن حماس على الأقل من استعادة القانون والنظام وتسريع توزيع المساعدات الإنسانية، ومع ذلك، لا يزال الوضع الأمني هشًا، حيث تستهدف مجموعات مسلحة قوات الشرطة وتنهب المساعدات.

إجمالاً رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها حماس، يبدو أن نفوذها في غزة سيستمر، خاصة في ظل غياب بديل سياسي واضح، ومع استمرار المفاوضات حول مستقبل القطاع، تظل الأسئلة حول كيفية تحقيق السلام وإعادة الإعمار دون إجابة شافية.

ربما يعجبك أيضا