بلينكن في الشرق الأوسط مجددًا.. ماذا تريد واشنطن؟

بلينكن في الشرق الأوسط مجددًا.. ماذا تريد واشنطن؟

محمد النحاس

بلغ تعداد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي إلى 9257، بينهم 3826 طفلًا و2405 من النساء


تصاعدت الضغوط الدولية لتخفيف وطأة الأوضاع القاسية في قطاع غزة، الذي يتعرض لقصف عنيف من قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ نحو شهر. 

في إطار هذه المساعي، التقى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع مسؤولين إقليميين من الدول العربية في الأردن، اليوم السبت 4 نوفمبر 2023، للضغط من أجل إدخال المزيد من المساعدات للقطاع، وفي محاولة لاحتواء الحرب مع تزايد التوترات واحتمالية انزلاق المنطقة إلى صراع شامل.

هدنة إنسانية

دعا وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن إلى “هدنة إنسانية” للسماح بدخول مزيد من المساعدات إلى غزة، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض الطلب الأمريكي، قبل أن يتجه بلينكن إلى الأردن للقاء وزراء خارجية عرب، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

وكان نتنياهو قال الجمعة إن أي وقف لإطلاق النار سيكون مشروطًا بالإفراج عن أكثر من 200 رهينة وأسير محتجزين في غزة، رافضًا دخول نقطة وقود إلى القطاع الذي بات على مشارف كارثة إنسانية مكتملة الأركان.  

سخط متزايد

اجتمع وزراء خارجية السعودية ومصر والأردن والإمارات وقطر وفلسطين مع وزير الخارجية الأمريكي في العاصمة الأردنية عمّان، وذلك فيما تسعى الدول العربية من أجل وضع حد للكارثة المحدقة في قطاع غزة، وإيقاف الاستهداف الإسرائيلي للمدنيين.

ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية فقد سلطت رحلة بلينكن الضوء على المأزق الذي تجد الولايات المتحدة إزاءه إذ أنها محصورة بين الغضب الدولي بشأن مقتل الفلسطينيين المدنيين، ودعمها الثابت لإسرائيل.

وبدا ذلك جليًا في المؤتمر الصحفي بين بلينكن ووزراء خارجية مصر والأردن، حيث دعا وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إلى “وقف فوري لإطلاق النار” في غزة دون شروط، في حين قال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، بصراحة لبلينكن: “أوقف هذا الجنون”.

موقف موحد

كتب المتحدث باسم الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، قبل الاجتماع على منصة إكس (تويتر سابقًا): إن موقفًا عربيًا موحدًا لا يقبل “الاهتزاز ولا المواربة” سينقل إلى ى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن،

وأكد “ضرورة الوقف الفوري للاعتداءات الإسرائيلية، وأولوية دخول المساعدات، لا للتهجير، وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة هي الحل”.

من جانبه، كرر بلينكن موقف إدارة بايدن المتمثل في دعمها لـ “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، مع التشديد على ضرورة اتخاذ إسرائيل خطوات لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين.

تصريحات بلينكن

قال بلينكن في المؤتمر الصحفي: “إن الولايات المتحدة تدعم حق إسرائيل في الدفاع ضد حركة حماس الإرهابية التي هاجمتها بوحشية والتي لا تهتم البتة بالشعب الفلسطيني أو مستقبله”، على حد تعبيره. 

وأشار إلى أن “حماية المدنيين ستساعد في منع حماس من استغلال الوضع بشكل أكبر، لكن الأهم من ذلك هو أن هذا هو الشيء الصحيح والأخلاقي الذي يجب القيام به”. 

توسع الحصار

من جانبها، قالت وزارة الخارجية الأردنية إن بلينكن التقى في وقت سابق برئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، في عمان، ووفقًا للتقرير فقد أدانت دول عربية للقصف الإسرائيلي لقطاع غزة الذي يسكنه 2.3 مليون فلسطيني.

ومنذ هجمات الـ 7 من أكتوبر، قامت إسرائيل بتوسيع الحصار الذي ترك قطاع غزة معزولًا إلى حد كبير عن إمدادات الغذاء والمياه والوقود ودعت سكان غزة إلى الإخلاء وسط غزو بري إسرائيلي يركز على الشمال، وتم السماح بدخول كميات محدودة من المساعدات.

وحتى آخر بيانات صدرت في وقت كتابة التقرير، فقد أفاد المكتب  الإعلامي الحوكي، بأن ما يزيد على 212 ألف وحدة سكنية تضررت، و35 ألف وحدة سكنية هدمت بالكامل، فضلاً عن تدمير 85 مقرًّا حكوميًّا وعشرات المرافق العامة بفعل الضربات الإسرائيلية، ووفقًا للوزارة الصحة في غزة: ، بلغ تعداد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي إلى 9257، بينهم 3826 طفلًا و2405 من النساء والمصابين إلى أكثر من 23 ألف جريح.

ربما يعجبك أيضا