بوتين مستعد لإنهاء الحرب في أوكرانيا.. ماذا عن الغرب؟

العالم بحاجة للسلام.. هل تضع حرب أوكرانيا أوزارها؟

محمد النحاس

على الصعيد الميداني، بدأت أوكرانيا تفقد العديد من الأراضي التي استعادتها في هجومها المضاد في خريف عام 2022، حيث استفادت روسيا من عدد سكانها ومواردها الأكبر بكثير لتحقيق  مكاسب ببطء


على مدار أكثر من عامين لم تظهر بادرة ذات قيمة على أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا قد اقتربت من وضع أوزارها، لكن بات ضروريًّا أن يتغيّر ذلك.

وفي ظل تعقد الموقف الميداني، من المهم استغلال أي فرصة تطفو على السطح قد تدفع في سبيل السلام، والتعامل معها بجديّة، ومحاولة تحقيق “أقصى استفادة ممكنة”، بحسب مقال نشرته مجلة “ريسبنسبول ستيت كرافت” الأمريكية، الثلاثاء 28 مايو 2024.

بوتين مستعد للتفاوض

الأسبوع الماضي، نشرت وكالة أنباء “رويترز” تقريرًا نقلت فيه عن مصادر عملت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنه على استعداد للتفاوض على إنهاء الحرب وفق معطيات الميدان الحاليّة.

وبحسب مقال المجلة الأمريكية، فعندما سُئل بوتين في مؤتمر صحفي عن التقرير، أجاب بـ”دعونا نستنأنفهم” في إشارة إلى محادثات السلام.

خيار صعب

وفق المقال، فإن هذه ثاني إشارة تصدر من موسكو مفادها أن الرئيس الروسي منفتح على التوصل إلى اتفاق من أجل إنهاء الحرب.

وفي ظل صعوبة هذا الخيار بالنسبة لكييف، لأن ذلك قد يعني التنازل عن جزء من أراضيها، يتعيّن على الولايات المتحدة وحلفائها بما في ذلك القيادة الأوكرانية، اغتنام هذه الفرصة.

أوكرانيا وتدهور الموقف الميداني

على الصعيد الميداني، بدأت أوكرانيا تفقد العديد من الأراضي التي استعادتها في هجومها المضاد في خريف 2022، حيث استفادت روسيا من عدد سكانها ومواردها الأكبر بكثير لتحقيق  مكاسب ببطء، وفق المقال.

يرى المقال أن الوضع الحالي المتدهور ميدانيًّا بالنسبة للجانب الأوكراني، كان نتيجة لتجاهل المسارات التي كان من الممكن أن تُفضي لإنهاء الحرب عبر التفاوض.

خسائر ضحمة

لا تقف مشكلات كييف عند هذا الحد، فحسب المقال، تكبدت أوكرانيا جرّاء الحرب مئات الآلاف من الضحايا، وعلاوةً على ذلك، أصيب اقتصادها وبنيتها التحتية بالشلل التام.

كما أنّ أوكرانيا غارقة في كميات هائلة من الديون الخارجية، وتحتاج إعادة الإعمار إلى نصف تريليون دولار، فضلًا عن أزمة اجتماعية جرّاء تسارع الشيخوخة السكانيّة ومعدلات الإعاقة العالية بفعل الحرب.

السلام هو الخيار الأفضل

من المتوقع أن تُعاني أوكرانيا مزيدًا من الخسائر الإقليمية بحلول نهاية العام، حسب توقعات العديد من وكالات الاستخبارات الغربيّة. وتتزايد احتمالات تصاعد الحرب واتساعها، وتورّط دول من أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أُتون الصراع.

ختامًا، يرى المقال أنه على إدارة بايدن استغلال الفرصة والمضي قدمًا في سبيل السلام، وهو مسار يصفه بأنه سيكون الأفضل بالنسبة للأوكرانيين الذين دفعوا ثمنًا باهظًا في الحرب، كما أنّ إنهاء الحرب سيجنب العالم مخاطر توسع الصراع.

ربما يعجبك أيضا