بوتين يختتم زيارته إلى الصين.. تأكيدات على العلاقات الاستراتيجية بين البلدين

اختتم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارته إلى الصين، أمس الجمعة، 17 مايو 2024، التي استغرقت يومين، وأكدت على “علاقتهما الاستراتيجية” من خلال التوقيع على بيان.

وبحسب راديو أمريكا، أمس الجمعة، فقد قال الرئيس الروسي، إن موسكو مستعدة للعمل مع بكين ودول جنوب العالم الأخرى نحو عالم متعدد الأقطاب، في حين قال شي إن البلدين ملتزمان بتوجيه الحوكمة العالمية في الاتجاه الصحيح.

قوة من أجل الخير

قال بعض المحللين إن بوتين وشي يحاولان التأكيد على أن الشراكة الوثيقة بين بكين وموسكو هي قوة من أجل الخير في النظام العالمي.

وأضاف المحلل بالشأن الصيني والروسي، فيليب إيفانوف، إن الزعيمين يريدان التأكيد على أنهما يخلقان بيئة أكثر مساواة ونظامًا اقتصاديًا وسياسيًا عالميًا شاملاً.

وبالإضافة إلى تحدي النظام العالمي القائم الذي تقوده الولايات المتحدة، انتقد بوتين وشي الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لإحداث تأثيرات سلبية على السلام والاستقرار الإقليميين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ من خلال إنشاء “تجمعات مغلقة وحصرية” وتوسيع الوجود العسكري.

لعبة محصلتها صفر

قال بعض الخبراء إن بوتين وشي ينظران إلى الوجود العسكري المتوسع لواشنطن وحلف شمال الأطلسي في آسيا باعتباره “لعبة محصلتها صفر”.

وأوضح مدير الدراسات الدولية في مجموعة السياسة الفرنسية معهد مونتين، ماثيو دوشاتيل، أن منطق التوازن العسكري أساسي للغاية في رؤيتهم للنظام الدولي وهدفهم هو شبكة التحالفات العسكرية للولايات المتحدة.

وأضاف لإذاعة صوت أمريكا، أن أحد أهداف شي وبوتين لدعم شراكتهما هو تقويض شبكات تحالف واشنطن في آسيا.

تبادل الأراء

في الوقت الذي تستعد سويسرا فيه لاستضافة قمة سلام مخصصة للحرب الأوكرانية الشهر المقبل، تبادل شي وبوتين أيضًا وجهات النظر حول هذا الصراع المستمر خلال اجتماعهما يوم الخميس.

ويعتقد الطرفان أن الحرب يجب أن تحل من خلال تسوية سياسية، وفي قراءة نشرتها وكالة أنباء الصين الجديدة، شينخوا، التي تديرها الدولة، قال شي إن الحل الأساسي للحرب هو إنشاء بنية أمنية جديدة ومتوازنة وفعالة ومستدامة.

وأضاف أن الصين تدعم عقد مؤتمر دولي للسلام “تعترف به روسيا وأوكرانيا في الوقت المناسب وبمشاركة متساوية ومناقشة عادلة لجميع الخيارات”.

موسكو تقدر موقف بكين بحرب أوكرانيا

قال بوتين إن موسكو تقدر موقف بكين الموضوعي والعادل والمتوازن بشأن الحرب الأوكرانية، وادعى أن روسيا ملتزمة بحل قضية أوكرانيا من خلال المفاوضات السياسية.

وذكر إيفانوف أن جهود الصين الحالية للمساعدة في حل الحرب الأوكرانية، بما في ذلك خطة السلام المكونة من 12 نقطة والتي صدرت في فبراير الماضي، تشير إلى أن بكين تحاول تجنب تقديم أي التزام.

وأضاف لإذاعة صوت أمريكا أن خطة السلام بمثابة وثيقة دبلوماسية وليست أي استراتيجية موضوعية لمشاركة الصين في حل هذه الحرب.

تحذيرات واشنطن

جاء في البيان المشترك الذي وقعه شي وبوتين: “في السياق الجيوسياسي الحالي، من الضروري استكشاف إنشاء نظام أمني مستدام في الفضاء الأوراسي على أساس مبدأ الأمن المتساوي وغير القابل للتجزئة”.

وبالنظر إلى تحذيرات واشنطن المتكررة من فرض عقوبات على الكيانات الصينية لدعمها جهود الحرب الروسية، قال إيفانوف إن بوتين سيحاول حماية العلاقات الاقتصادية الروسية مع الصين من خلال زيارته.

وأضاف لإذاعة صوت أمريكا: “أنا واثق تمامًا من أن هناك نقاشًا نشطًا حول كيفية التحايل على العقوبات الأمريكية، ومن المحتمل أن نشهد المزيد من المعاملات وأنشطة الاستيراد والتصدير تتدفق عبر دول ثالثة، مثل تلك الموجودة في آسيا الوسطى”.