بيلوسي تكشف عن سبب زيارتها تايوان.. ماذا قالت؟

آية سيد

قالت بيلوسي إنه يجب اعتبار زيارة وفد الكونجرس "تصريحًا واضحًا بأن أمريكا تقف مع تايوان في حين تدافع عن نفسها وعن حريتها" في وجه ما وصفته بالعدوان الصيني.


تسببت زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، إلى تايوان، أول أمس الثلاثاء 2 أغسطس 2022، في تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين.

وبعد ساعات من وصول بولسي إلى مطار تايبيه، أجرت الصين تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية في 6 مواقع محيطة بجزيرة تايوان، بحسب ما أوردت رويترز، اليوم الخميس 4 أغسطس،

تصاعد التوترات

شملت التدريبات الصينية إطلاق العديد من الصواريخ في المياه قبالة السواحل التايوانية، وعبور السفن والطائرات الحربية الصينية لخط الوسط الفاصل في مضيق تايوان، ما دفع تايوان إلى تحليق طائراتها ونشر منظومات الصواريخ لتعقب عبور الطائرات الصينية لخط الوسط.

وبحسب رويترز، اعتبرت الحكومة التايوانية التدريبات الصينية انتهاكًا لقوانين الأمم المتحدة، وتعديًا على مجالها الإقليمي، وتحديًا مباشرًا لحرية الملاحة الجوية والبحرية، في حين قالت الصين إن خلافها مع تايوان “شأن داخلي”.

زيارة مثيرة للجدل

في مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، 2 أغسطس، كتبت نانسي بيلوسي عن سبب زيارتها تايوان. وقالت إن هذه الزيارة “جاءت في وقت يواجه العالم خيارًا بين الاستبدادية والديمقراطية”، موضحة أن الزيارة تعيد التأكيد على أنه يجب احترام الحريات في تايوان، وجميع الأنظمة الديمقراطية.

وأوضحت بيلوسي أن “قانون العلاقات مع تايوان” الذي وقّع عليه الرئيس الأمريكي السابق، جيمي كارتر، عام 1979، أوضح التزام أمريكا تجاه تايوان الديمقراطية وقدم الإطار للعلاقة الاقتصادية والدبلوماسية التي سرعان ما تحولت إلى شراكة رئيسة.

التعهد بالدفاع عن تايوان

ذكرت بيلوسي أن الولايات المتحدة قطعت عهدًا بدعم الدفاع عن تايوان، عن طريق “اعتبار أي محاولة لتحديد مستقبل تايوان بطرق غير سلمية، تهديدًا لسلام واستقرار منطقة غرب الباسيفيك، ومصدر قلق بالغ للولايات المتحدة”. وقالت: “يجب أن نتذكر ذلك العهد اليوم. ويجب أن نقف إلى جانب تايوان”.

ووصفت بيلوسي تايوان بأنها رائد في الحوكمة، كما ظهر في طريقة تعاملها مع جائحة كوفيد-19، ومناصرتها للحفاظ على البيئة والتحرك ضد تغير المناخ. كما أنها رائد في السلام، والأمن والنشاط الاقتصادي.

التهديد الصيني للجزيرة

أشارت بيلوسي إلى أن تايوان تتعرض للتهديد من الصين. وقالت إن بكين صعدت التوترات في السنوات الأخيرة عبر زيادة دوريات القاذفات الاستراتيجية، والطائرات المقاتلة، وطائرات المراقبة بالقرب من منطقة الدفاع الجوي لتايوان، ما دفع البنتاجون إلى استنتاج أن الجيش الصيني “يستعد على الأرجح لتوحيد تايوان مع جمهورية الصين الشعبية بالقوة”.

ولفتت بيلوسي إلى أن الصين نقلت الصراع إلى الفضاء السيبراني، عن طريق شن عشرات الهجمات على هيئات الحكومة التايوانية يوميًا. كما تمارس بكين الضغط الاقتصادي على تايوان.

سبب زيارة تايوان

في وجه ما وصفته بـ”العدوان المتسارع للحزب الشيوعي الصيني”، قالت بيلوسي إنه يجب اعتبار زيارة وفد الكونجرس “تصريحًا واضحًا بأن أمريكا تقف مع تايوان، شريكنا الديمقراطي، في وقت تدافع عن نفسها وعن حريتها”. ونوّهت بأن زيارتها “لا تتعارض مع سياسة الصين الواحدة” التي يسترشد بها قانون العلاقات مع تايوان، والبيانات المشتركة بين أمريكا والصين والتأكيدات الستة.

ولكت بيلوسي شددت على أن الولايات المتحدة تواصل معارضة الجهود الأحادية لتغيير الوضع الراهن. وقالت: “زيارتنا جزء من رحلة أوسع إلى الباسيفيك التي تركز على الأمن المتبادل، والشراكة الاقتصادية، والحوكمة الديمقراطية”. وذكرت أن المباحثات مع تايوان ستركز على التأكيد مجددًا على الدعم الأمريكي للجزيرة، وتعزيز المصالح المشتركة، بما في ذلك تعزيز منطقة الهندوباسيفيك الحرة والمفتوحة.

انتهاك حقوق الإنسان

اتهمت بيلوسي الحزب الشيوعي الصيني بشن حملة قمعية وحشية ضد الحريات السياسية وحقوق الإنسان في هونج كونج، ما يبدد الوعود المتعلقة بمبدأ “دولة واحدة ونظامين”. وكذلك اتهمته بقيادة حملة لمحو لغة شعب التبت، وثقافته ودينه وهويته.

وقالت إنه في شينجيانج، ترتكب بكين إبادة جماعية في حق المسلمين الأويجور والأقليات الأخرى. وفي جميع أنحاء الصين، يواصل الحزب الشيوعي الصيني استهداف النشطاء، وقادة الحريات الدينية، وغيرهم ممن يتحدون النظام، واعتقالهم. وختامًا، قالت بيلوسي: “لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي في حين يشرع الحزب الشيوعي الصيني في تهديد تايوان، والديمقراطية نفسها”.

ربما يعجبك أيضا