بين أوكرانيا وتايوان.. هل تستفيد الصين من الأزمة؟

أحمد ليثي

القوى الكبرى يجب أن تعمل دفاعًا عن السلام العالمي لا أن تكرر الخطأ الماضي بتشكيل تحالفات متنافسة


تختبر الحرب الروسية الأوكرانية، احتمال اصطفاف محور موسكو وبكين في مواجهة الولايات المتحدة وحلفائها.

وبحسب جريدة ذا تايمز أو إنديا، أدى اجتماع الزعيم الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الصيني شي جين بينج في بكين هذا الشهر إلى تكهنات بأن تحالفًا جديدًا يمكن أن يتشكل بين القوتين العظميين أثناء مواجهة مع الولايات المتحدة حول مجموعة من القضايا.

ما موقف الصين من أزمة أوكرانيا؟

لم تنتقد الصين روسيا بشأن تحركاتها ضد أوكرانيا، وانضمت إلى الهجمات الكلامية على واشنطن وحلفائها، وانتقد وزير الخارجية الصيني وانج يي، في كلمته أمام مؤتمر ميونيخ للأمن في نهاية الأسبوع، الولايات المتحدة، قائلًا إنها “تثير العداء بين الدول”، لكنه قال لاحقًا “يجب احترام وحماية سيادة واستقلال ووحدة أراضي أي دولة”.

وأوضح يي أن القوى الكبرى يجب أن تعمل دفاعًا عن السلام العالمي لا أن تكرر الخطأ الماضي بتشكيل تحالفات متنافسة، وهو ما يتفق مع معارضة الصين طويلة الأمد للتحالفات العسكرية، واستخدامها سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، لكن تعليقات الوزير تتماشى مع سعي بكين لاستبدال نظام عالمي قائم على تحالفات تعتبرها تهدد تنميتها.

هل يوجد ارتباط بين أوكرانيا وتايوان؟

وفقًا لبي بي سي، يُعتقد أن قيادة الحزب الشيوعي الصيني تراقب رد الولايات المتحدة عن كثب على تصرفات روسيا بحثًا عن مؤشرات على كيفية تصرف واشنطن إذا تحركت بكين ضد تايوان، فكانت ترسل طائرات عسكرية وتجري مناورات تهديدية لتقويض الدعم في تايوان للضم الفعلي للجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي.

تزود واشنطن تايوان بطائرات مقاتلة وسفن حربية وأسلحة أخرى، وهي مطالبة قانونًا بالنظر في التهديدات التي تتعرض لها الجزيرة، لكن هذا لا يُلزم الولايات المتحدة بالتدخل عسكريًا نيابة عن تايوان، لكنه احتمال غير مستبعد، فالولايات المتحدة ترى تايوان واحدة من أهم المدن في العالم.

ما موقع أمريكا من النقاش؟

قال أستاذ العلاقات الدولية، ومدير مركز الدراسات الأمريكية في جامعة رينمين الصينية في بكين، شي ين هونج، إن الصين لا تضع ثقلها وراء مناورات السياسة الخارجية لروسيا، لكن الجمود في العلاقات مع واشنطن سيستمر رغم مرور الذكرى الخمسين لزيارة ريتشارد نيكسون للصين التي أدت لإقامة علاقات دبلوماسية رسمية في عام 1979 وعهد جديد من العلاقات التجارية والاقتصادية.

وأوضح شي أنه يعتقد أن الحكومة الصينية ستواصل الاهتمام ببلادها بدلًا من الاهتمام بروسيا، وفي الوقت نفسه، ستظل العلاقات مع واشنطن مشحونة، خاصة فيما يتعلق بقضية تايوان، وتلقي بكين باللوم في التوترات المتزايدة مع الولايات المتحدة على ما تصفه بالتصوير الكاذب للصين كمنافس استراتيجي.

ما رد فعل تايوان؟

قالت الحكومة التايوانية يوم الإثنين 28 فبراير 2022 في تصريح نشرته رويترز، إنه من غير المناسب ربط وضع تايوان بالموقف الأوكراني لأن الاثنين مختلفان تمامًا ويجب ألا يحاول الناس التلاعب بالوضع بالقول إن أوكرانيا اليوم هي تايوان الغد.

وقالت المتحدثة باسم مجلس الوزراء، لو بينج تشينج، في بيان صدر في نهاية عطلة نهاية أسبوع طويلة، إن هذه التصريحات غرضها تخويف التايوانيين، ودعته إلى عدم تصديق الشائعات، وأضافت أن تايوان ليست مهمة من الناحية الجيوسياسية فحسب، وهي جزء رئيس من سلسلة التوريد العالمية عالية التقنية.

هل تستغل الصين الحرب الروسية الأوكرانية لصالحها؟

قالت المتحدثة باسم مجلس الوزراء التايواني، يوجد من يستغل هذه الفرصة للتلاعب بموضوع أوكرانيا اليوم وتايوان الغد، في محاولة لربط وضع أوكرانيا بشكل غير لائق بمقدرات الشعب التايوانية، وهذا غير مستحسن، وأوضحت أن تايوان تعي مخططات الصين ضد تايوان جيدًا، وتقوم الحكومة بتقييم المواد اللازمة في حالة الحرب.

وأجرت الحكومة التايوانية مراجعة سنوية روتينية لملاجئ الغارات الجوية، ولكن ينبغي على الناس عدم الربط بين هذا وبين الحرب في أوكرانيا، كما أن الرئيسة تساي إنغ ون شددت مرارًا وتكرارًا على أن الإدارات الحكومية يجب أن تكثف جهودها لمكافحة القوى التي تستخدم الصراع الأوكراني الروسي لشن حرب معرفية.

ما رد فعل الصين؟

تايوان لم تبلغ عن أي تحركات عسكرية غير عادية من جانب الصين منذ بدء الحرب، لكنها عززت مستوى التأهب، وأبلغت تايوان يوم الاثنين 2 فبراير 2022، عن وجود سبع طائرات صينية بمنطقة الدفاع الجوي الخاصة بها، وهو جزء من نمط ما تسميه الحكومة حرب “المنطقة الرمادية” الصينية المصممة لإرهاق القوات التايوانية.

من جهتهها، قالت الحكومة الصينية أيضًا إن قضيتي أوكرانيا وتايوان لا يمكن ربطهما لأن الجزيرة كانت دائمًا جزءًا لا يتجزأ من الصين، فيما تعارض تايوان بشدة مطالب الصين الإقليمية ، وتقول إن الشعب التايواني هو الوحيد الذي يمكنه تقرير مستقبله.

ربما يعجبك أيضا