حالة من الترقب والجدل تعيشها الأوساط السورية خلال الأيام الماضية إثر قرارات الإدارة السورية الخاصة بتعيينات جديدة في العديد من مؤسسات الدولة سواء الأمنية أو التشريعية.
قرارات أثارت العديد من علامات الاستفهام، أبرزها تعيين الشيخ عبد الرحيم عطون رئيسًا للمجلس الأعلى للإفتاء، فما هي تبعات تلك التعيينات؟
هل يعود التطرف؟
يُعد الشيخ عطون من أبرز الشخصيات في تنظيم هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا)، حيث تولى منصب الشرعي العام، وعضو مجلس الشورى في الهيئة.
ويشغل حاليًا منصب رئيس المجلس الأعلى للإفتاء في الداخل السوري، ما يجعله أحد الشخصيات الأكثر تأثيرًا في صياغة السياسات الشرعية والعسكرية للهيئة بل للدولة بالكامل.
تداعيات تعيين عبد الرحيم عطون رئيسًا للإفتاء بسوريا#سوريا | #سوريا_الآن | #عبد_الرحيم_عطون | #مجلس_الإفتاء_السوري | #أحمد_الشرع | #أبي_عبد_الله_الشامي | #رؤية_باتساع_العالم pic.twitter.com/9DVu01olrE
— Roayah Media Network (@Roayahnofficial) January 24, 2025
ويرى الدكتور قصي عبيدو المحلل السياسي السوري، أن التعيين المثير للجدل بداية للوجه الحقيقي للدولة المتطرفة التي يسعى تنظيم هيئة تحرير الشام إلى تأسيسها رغم ما قطعه قادتها من وعود بتطبيق المدنية ومؤسسات الدولة ومراعاة حقوق الأقلية.
تغيير ظاهري
في السنوات الأخيرة، شهد مظهر عطون تغييرات ملحوظة، حيث ظهر بزي مدني في مناسبات متعددة، ما أثار تساؤلات وتفسيرات عديدة بشأن دلالات هذا التحول، سواء على المستوى الشخصي أو ضمن سياسات الهيئة العامة.
يُعتبر عطون من الشخصيات المؤثرة في رسم المسار الفكري والسياسي لـ”هيئة تحرير الشام”، حيث يتابع عن كثب التطورات الميدانية والسياسية الإقليمية، ويشارك في الخطاب الإعلامي والدعوي لتعزيز رؤية الهيئة.
يؤكد الدكتور قصي عبيدو، أن هناك مؤشرات بالفعل بدأت ملامحها في الظهور بشأن اضطهاد الأقليات مثل الأكراد، والاشتباكات التي حدثت في عدد من المدن منها حلب وطرطوس.
التجربة الليبية
يقول محمد الترهوني، المحلل العسكري الليبي، أن تعيين هذا الشخص ذي الفكر المتطرف، والذي يشبه مدرسة الصادق الغرياني في ليبيا، يطلق عليها فكر الظلام نظرًا لتحريضه المستمر على الدولة والمؤسسات، وإصدار فتاوي دموية.
ويُضيف خلال تصريحاته لـ “شبكة رؤية الإخبارية”، أن سوريا تسير بالفعل نحو التجربة الليبية التي فشلت حتي الآن في إقامة دولة مدنية نتيجة سيطرة التيارات والتنظيمات ذات الفكر المتطرف على العديد من المؤسسات.
وطالب الترهوني بضرورة رفض مثل هذا التعيينات التي تؤثر بالسلب من وجهة نظره على الدولة السورية الجديدة أو كما وصفها أحمد الشرع بأنها دولة الحريات.
تداعيات التعيينات خارجيًا
في تلك الزاوية، يوضح الدكتور قصي عبيدو، أن مثل هذه الوجوه المعروفة بتحركاتها الدموية وفتاويها لا يجب أن تمثل الدولة السورية، التي تحتاج في الوقت الراهن إلى خطوات فعلية لطمأنة الجميع بأن القادم لن يكون كما كان في عهد بشار الأسد من ملاحقات أو تطرف.
ويرى عبيدو، أن التعيين سوف يؤثر بالسلب أيضًا على علاقة واشنطن وموسكو بالنظام السوري الجديد، فعطون معروف بعداءه الشديد لروسيا وسياستها وواشنطن أيضًا وكان دائم التحريض على تلك القوى.
وأشار إلى أن عطون معروف أيضًا بعلاقاته الجيدة مع حركة طالبان والعديد من التنظيمات في ليبيا، ما يجعل معظم دول الإقليم تترقب الوضع القادم في سوريا وما مدي خطواتها سواء نحو بناء دولة مدنية حقيقية أو دولة متطرفة تثير التوتر في المحيط العربي بالكامل.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2115117