إيران وحزب الله مرتبطان بعلاقة استراتيجية عميقة تعود إلى تأسيس حزب الله في الثمانينيات، حيث تعتبر طهران الحزب ذراعا أساسيا لها في تعزيز نفوذها الإقليمي.
وحسب صحيفة الجارديان البريطانية في تقرير نُشر اليوم الأحد 29 سبتمبر 2024، فإنه مع تصاعد الضغوط على إيران من قبل الولايات المتحدة والغرب، وازدياد التوترات الإقليمية، أثيرت تساؤلات عمّا إذا كانت إيران قد تتخلى عن حزب الله أو تقلص دعمه مقابل صفقات إنقاذ مع الغرب، بهدف تخفيف الضغوط الاقتصادية والسياسية.
حزب الله أبرز الحلفاء الإقليميين لإيران
حزب الله اللبناني هو أحد أبرز الحلفاء الإقليميين لإيران، وهو يستمد دعمًا ماليًا وعسكريًا واستخباراتيًا مستمرًا من طهران. من خلال حزب الله، استطاعت إيران إنشاء شبكة قوية من النفوذ على الحدود الشمالية لإسرائيل، ما يعزز قدرتها على الردع ضد أي تهديدات إسرائيلية أو غربية. وبالتالي، فإن دور الحزب لا يقتصر فقط على لبنان، بل يمتد إلى سوريا والعراق واليمن، ضمن ما يعرف بـ “محور المقاومة”.
من هذا المنطلق، ينظر إلى حزب الله باعتباره جزءا جوهريا من استراتيجية إيران الإقليمية. وتستخدمه طهران كورقة ضغط في مفاوضاتها مع الغرب، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالملف النووي أو العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
الضغوط الدولية على إيران
واجهت إيران خلال السنوات الأخيرة عقوبات اقتصادية خانقة فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها، بالإضافة إلى ضغوط دبلوماسية وسياسية نتيجة برنامجها النووي وتدخلاتها الإقليمية، هذه الضغوط دفعت الحكومة الإيرانية إلى استكشاف طرق لتخفيف تلك العقوبات، خاصة من خلال المفاوضات مع الغرب. ورغم التوصل إلى بعض الاتفاقات المؤقتة مثل الاتفاق النووي لعام 2015، إلا أن العلاقات الإيرانية-الغربية لا تزال متوترة، خاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في 2018 وتصاعد التوترات العسكرية في الخليج.
مع تزايد هذه الضغوط، بدأ البعض يتساءل عما إذا كانت إيران مستعدة لتقديم تنازلات، بما في ذلك تخفيف دعمها لحزب الله، مقابل صفقات سياسية أو اقتصادية تنقذ اقتصادها المتهالك. في هذا السياق، قد ترى طهران أن الانفتاح على الحوار مع الغرب يمكن أن يكون وسيلة لتخفيف العقوبات وإنقاذ نظامها من التدهور.
سيناريو التخلي عن حزب الله
رغم هذه التساؤلات، يبدو أن التخلي الكامل عن حزب الله هو سيناريو غير مرجح. فالحزب يشكل جزءًا أساسيًا من استراتيجية إيران الدفاعية والهجومية في المنطقة، ويُعد إحدى الأدوات الرئيسية التي تستخدمها لردع إسرائيل وحلفائها.
علاوة على ذلك، حزب الله يعتبر حليفًا أيديولوجيًا ودينيًا لطهران، ما يجعل العلاقة بين الطرفين أعمق من مجرد تحالف سياسي عابر.
لكن إيران قد تكون على استعداد لتقليص دعمها العسكري أو اللوجستي لحزب الله بشكل مؤقت أو جزئي في إطار صفقات أكبر مع الغرب، خاصة إذا ضمنت هذه الصفقات تخفيف العقوبات الاقتصادية أو تأمين مصالحها الاستراتيجية، مثل هذا السيناريو قد يسمح لإيران بالمحافظة على الحزب كقوة سياسية في لبنان، لكن بقدرات عسكرية أقل تأثيرًا على الصعيد الإقليمي.
المصالح الإيرانية والغرب
تاريخيًا، لطالما كانت إيران براغماتية في التعامل مع القوى العالمية. وقد تظهر مرونة في سياستها الخارجية إذا ما ضمنت مكاسب استراتيجية حقيقية.
مع ذلك، فإن أي صفقة تتعلق بحزب الله ستعتمد على مدى قدرة الغرب على تقديم تنازلات مقابلة، مثل رفع العقوبات أو الاعتراف بدور إيران في المنطقة.
من غير المحتمل أن تتخلى إيران تمامًا عن حزب الله، نظرًا لأهمية الحزب في استراتيجيتها الإقليمية. لكن في ظل الضغوط الاقتصادية والسياسية الهائلة، قد تكون طهران مستعدة لتقديم بعض التنازلات المحدودة فيما يخص دعمها للحزب، إذا ما ضمنت بذلك مصالح أكبر في مفاوضاتها مع الغرب.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1996502