في عالم تتشابك فيه مصالح الدول وتتعالى فيه أصوات التصعيد العسكري والدبلوماسي، يبقى ملف إيران أحد أبرز القضايا التي تشغل الساحة الدولية، خاصة في ظل التوترات المستمرة بين الولايات المتحدة وإيران.
ومن داخل أروقة البيت الأبيض، عبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن آماله في إيجاد حل دبلوماسي للأزمة مع إيران دون الحاجة إلى تدخل عسكري من إسرائيل، وفي ظل هذه التوقعات، تتوالى التطورات بسرعة، حيث يظل الباب مفتوحًا أمام مساعي التفاوض التي يقودها مبعوث ترامب الخاص مثل ستيف ويتكوف، الذي يشتهر بقدرته على التأثير في المشهد الدبلوماسي بالشرق الأوسط.
التحديات المُتعلقة بإيران
بعد إعلانه أنه يسعى للسلام فى خطاب تنصيبه، أعرب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن أمله في أن تتمكن الولايات المتحدة من التعامل مع التحديات المتعلقة بإيران دون الحاجة إلى تصعيد عسكري من جانب إسرائيل.
وأشارت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، اليوم الجمعة 24 يناير 2025، إلى أنه عندما كان يوقع مجموعة من الأوامر التنفيذية في المكتب البيضاوي، وعند سؤاله من الصحفيين عن موقفه من احتمال استهداف إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية، قال ترامب: “سيكون من الرائع إذا تمكنا من حل المشكلة دون الحاجة للذهاب إلى هذه الخطوة”، وأضاف أنه إذا كانت إيران مستعدة للجلوس على طاولة المفاوضات، فسيكون ذلك أفضل لجميع الأطراف.
تجنب التصعيد
جاءت تصريحات ترامب في وقت حساس تتزايد فيه التوترات بين إسرائيل وإيران بسبب برنامج طهران النووي ودعمها لبعض الفصائل في الشرق الأوسط، والولايات المتحدة تحت قيادة ترامب كانت قد وضعت إيران في مرمى التصعيد المحتمل، مع تهديدات بعقوبات أشد من تلك التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
لكن، رغم التصريحات الحادة تجاه إيران في الماضي، يبدو أن ترامب يرغب في تجنب التصعيد العسكري في الوقت الحالي.
إيران ترد
على صعيد آخر، أصدرت إيران بيانًا قويًا ردًا على قرار ترامب الذي أعلن فيه إعادة تصنيف حركة الحوثي في اليمن كمنظمة إرهابية أجنبية، وجاء في البيان أن القرار “غير مُبرر” ويشكل “ذريعة لفرض المزيد من العقوبات ضد الشعب اليمني”.
كما أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل باغايي، إلى أن هذا القرار سيؤدي إلى فرض عقوبات اقتصادية أشد على الحوثيين مقارنة بتلك التي فرضتها إدارة بايدن سابقًا.
سياسة ترامب تجاه إيران
من جهة أخرى، أثار تصريح ترامب عن إيران تساؤلات كبيرة بشأن توجهات السياسة الأمريكية في المنطقة، خاصة في ظل التوترات المستمرة بين طهران وواشنطن.
ويبدو أن ترامب يدرك تعقيدات الوضع في الشرق الأوسط، وهو يسعى إلى تفادي التصعيد العسكري ما أمكن، وهو ما يختلف عن مواقف سابقة تبناها في فترة حكمه عندما أبدى استعدادًا أكبر لاستخدام القوة العسكرية في التعامل مع إيران.

مواجهة العقوبات الأمريكية
يُعتبر تعيين ستيف ويتكوف في هذا السياق خطوة هامة نحو تحقيق الاستقرار في المنطقة، خصوصًا في ظل التهديدات الإيرانية المستمرة في مواجهة العقوبات الأمريكية.
ورغم أن البعض يرى أن ترامب قد يعيد تقييم سياساته تجاه إيران في حال فشلت الدبلوماسية، إلا أن الغموض ما زال يحيط بهذه السياسات، وهو ما يجعل المراقبين في حالة ترقب دائمة.
تحديات أكبر
رغم إصرار ترامب على محاولة إيجاد حلول دبلوماسية، إلا أن التحديات التي يواجهها في الملف الإيراني تعتبر ضخمة، فهناك ضغوط متزايدة من حلفاء أمريكا في المنطقة، مثل إسرائيل، التي تطالب بتشديد الضغط على إيران، كما أن تصاعد الخلافات السياسية داخل الولايات المتحدة بشأن كيفية التعامل مع إيران قد يعقد موقف ترامب.
ورغم هذه التحديات، فإن ترامب يبدو متمسكًا بموقفه الساعي إلى تجنب التصعيد العسكري في الوقت الحالي، معتمدًا في ذلك على خبرات دبلوماسية مثل تلك التي قدمها ويتكوف، الذي لعب دورًا محوريًا في الاتفاقات السابقة في المنطقة.
ترامب وإيران
في حديثه لشبكة “فوكس نيوز”، أصر ترامب على أن إيران لا يجب أن تحصل على سلاح نووي.
وأضاف: “إذا كانت الانتخابات قد تمت بشكل نزيه، كانت لدينا صفقة مع إيران في أسبوع، ولم يكن لديهم سلاح نووي، أريد لإيران أن تصبح دولة عظيمة، لكن هناك طرق لضمان عدم امتلاكهم سلاح نووي”.
التحديات المقبلة
وفق ما نشرت “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، فإنه رغم رغبة ترامب في تجنب الحرب، أشار عدد من المسؤولين الأمريكيين إلى ضرورة توخي الحذر من أن أي مفاوضات مع إيران ستكون مُعقدة.
في الوقت ذاته، تشير التقارير إلى أن إيران قد تكون في موقف ضعيف حاليًا، بعد الخسائر العسكرية التي تعرضت لها من قبل الجيش الإسرائيلي وحركة حماس.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2114878