أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، الجمعة 10 يناير 2024، عن بداية “ورشة عمل جديدة” تهدف إلى إنقاذ لبنان، وذلك خلال تصريح أدلى به بعد اجتماعه مع رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون في بعبدا.
وأضاف ميقاتي أنه ناقش مع الرئيس عون الإجراءات التي اتخذتها الحكومة في الفترة السابقة، وأن المناقشات تركزت على الوضع في الجنوب اللبناني، مؤكدًا ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية بشكل كامل ووقف خروقاتها للأراضي اللبنانية.
تشكيل الحكومة
أشار ميقاتي إلى أن رئيس الجمهورية طلب من الحكومة الاستمرار في تصريف الأعمال حتى تشكيل حكومة جديدة.
وأوضح ميقاتي أن هناك خطوات دستورية لإتمام هذه العملية، مشددًا على أن الحكومة المقبلة يجب أن تكون قادرة على تحقيق التوجهات التي شرحها الرئيس عون سابقًا.
تحديات أمام عون
في خطوة مهمة نحو استعادة الاستقرار في لبنان، انتخب البرلمان اللبناني جوزيف عون رئيسًا جديدًا للبلاد، الخميس 9 يناير 2025، بعد أكثر من عامين من الجمود السياسي.
ووفق ما نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، جاء هذا التطور في وقت عصيب للبلاد التي تمر بـ“أزمة اقتصادية” خانقة، بالإضافة إلى “التحديات الأمنية” التي خلفتها الحرب بين إسرائيل وحزب الله، وأتت الانتخابات، التي شهدت توترًا وصراعات في الجلسات البرلمانية، بعد محاولات مُتعددة لتعيين رئيس، ما يعكس الوضع السياسي المعقد في لبنان.
أزمات لبنان
لبنان يعاني من أزمة اقتصادية خانقة ويشهد انهيارًا ماليًا غير مسبوق، فضلًا عن “التدمير الواسع الذي خلفته حرب إسرائيل” الأخيرة ضد حزب الله، هذه الأزمات الاقتصادية دفعت العديد من الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، إلى ربط تقديم الدعم المالي للبنان بانتخاب رئيس جديد.
ومع انتخاب عون، يأمل اللبنانيون في أن يساعد هذا الاختيار على إعادة استقرار البلاد والنهوض بها من الأزمات التي دمرت حياتهم اليومية.
دور حزب الله
كان حزب الله، أحد القوى السياسية الرئيسة في لبنان، حجر عثرة في انتخابات الرئاسة، إذ قام مقاتلوه في مرات سابقة بالانسحاب من جلسات البرلمان مما أعاق الوصول إلى توافق حول انتخاب الرئيس.
لكن، بعد الحرب مع إسرائيل، بدا أن الحزب قد خفف من مُعارضته، وهو ما مهد الطريق أمام انتخاب عون، وكان انحياز حزب الله للجنرال عون بمثابة تصويت ضميري لتأكيد ضرورة توفير الاستقرار السياسي والاقتصادي للبنان، بعد أن خسر الحزب بعض من قوته السياسية بسبب تداعيات الحرب.
الجيش “أمل اللبنانيين”
من بين النقاط التي عززت دعم الجنرال عون في لبنان هو مكانة الجيش اللبناني كأحد المؤسسات الوحيدة التي تحظى بدعم من جميع الطوائف اللبنانية. حيث يعد عون الذي قاد الجيش اللبناني منذ عام 2017 رمزًا للوحدة الوطنية.
وفي خطاب انتصاره، تعهد عون بأن يكون “السلاح في يد الدولة” فقط، ما أثار تأييدًا واسعًا في البرلمان، خاصة من قِبل المواطنين اللبنانيين الذين يعانون من تفشي الأسلحة غير الشرعية في البلاد.
الانتخابات تحت ضغوط دولية
كانت الانتخابات الرئاسية في لبنان تحت مراقبة شديدة من المجتمع الدولي، المسؤولون الدوليون، بما في ذلك سفراء الولايات المتحدة والسعودية، حضروا جلسات التصويت، وهو ما يعكس أهمية هذا التصويت بالنسبة للمستقبل السياسي للبنان.
وجاء هذا التدخل في وقت كانت فيه الدول الكبرى قد شددت على ضرورة إجراء الانتخابات لتجنب المزيد من التدهور السياسي في لبنان.
المواجهة مع حزب الله وإيران
تأتي الانتخابات في وقت حساس بالنسبة للمنطقة ككل، حيث يُعاني حزب الله من تداعيات الحرب مع إسرائيل، ويواجه ضغوطًا داخلية وخارجية لإعادة ترتيب أوضاعه السياسية والعسكرية.
يعتقد العديد من المُحللين أن انتخاب عون قد يساهم في تغيير موازين القوى بين مختلف الفصائل السياسية في لبنان، خصوصًا مع تراجع النفوذ الإيراني في المنطقة نتيجة للمتغيّرات السياسية في سوريا والتهديدات الأمنية التي واجهتها إيران.
المسار المُقبل
بعد انتخابه، سيعيّن الجنرال عون “رئيس للوزراء“، وفقًا لاتفاقية تقاسم السلطة الطائفية في لبنان.
ومع عدم وجود غالبية واضحة في البرلمان، يبقى الغموض يحيط بمدة تشكيل الحكومة الجديدة، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي اللبناني.
التطلعات المستقبلية
في ظل التحديات التي يواجهها لبنان، يأمل اللبنانيون أن يكون انتخاب الجنرال عون بداية لـ”إعادة بناء المؤسسات الوطنية” وحل الأزمات المالية.
وتعهد عون في خطاب انتصاره بإعادة بناء ما دمرته الحرب الإسرائيلية مع حزب الله، وهو تعهد يلقى آذانًا صاغية لدى العديد من المواطنين الذين يواجهون صعوبات يومية في حياتهم الاقتصادية والاجتماعية.
بداية مرحلة جديدة
يمثل انتخاب جوزيف عون رئيسًا للبنان نقطة فارقة في تاريخ البلاد السياسي، وهو مؤشر على بداية مرحلة جديدة يأمل اللبنانيون أن تشهد إعادة استقرار سياسي واقتصادي.
التحديات التي لا تزال تواجه لبنان على الصعيدين الداخلي والخارجي، فإن فوز عون قد يكون خطوة نحو حلحلة الأزمة السياسية الطويلة التي سادت البلاد.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2100731