أشار تقرير صادر عن مؤسسة راند البحثية الأمريكية، إلى أن حال دخول الصين حربًا في الوقت الحالي، فإنها لن تكون مستعدة لها.
ووفقًا للتقرير الذي سلطت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، الضوء عليه، الاثنين 17 فبراير 2025، فإن الحزب الشيوعي لا يريد التحديث العسكري للجيش الصيني من أجل الاستعداد للحرب، بل لإحكام قبضته أكثر فأكثر على السلطة.
قوة عالمية قادرة
أضاف التقرير أنه منذ وصول شي جين بينج رئيسًا للصين، شهد جيش التحرير الشعبي الصيني تحولاً جذريًا، حيث تحولت الصين من قوة عسكرية إقليمية محدودة إلى قوة عالمية قادرة على منافسة الجيش الأمريكي في بعض الجوانب.
ومن أبرز ملامح هذا التطور وفقا للتقرير: أصبحت الصين تمتلك أكبر قوة بحرية في العالم، مع أسطول متنامٍ من المدمرات والسفن القتالية المتطورة، إلى جانب القاعدة العسكرية في جيبوتي التي تعزز من قدراتها العملياتية الخارجية.
كما أنها قطعت أشواطًا في مجال الطائرات الشبحية، والأسلحة فرط الصوتية، وأنظمة الصواريخ الباليستية، مما يجعلها منافسًا مباشرًا للولايات المتحدة.
الصين تزيد من مخزونها النووي
فيما أشارت تقارير البنتاجون إلى أن الصين تزيد من مخزونها النووي بمعدل 100 رأس نووي سنويًا، إضافة إلى بناء حقول من صوامع الصواريخ في المناطق الداخلية.
وأشار تقرير مؤسسة راند، إلى أنه رغم هذه الإنجازات، فإن الجيش الصيني ليس مستعدًا بشكل كامل لخوض حرب ضد خصم قوي مثل الولايات المتحدة، ويرجع ذلك إلى عوامل سياسية داخلية تؤثر على كفاءته القتالية، ومنها سيطرة الحزب الشيوعي على الجيش، الذي لا يُدار فقط من قبل القادة العسكريين، بل يخضع أيضًا لإشراف المفوضين السياسيين الذين يركزون على الولاء الأيديولوجي بدلاً من الكفاءة القتالية.
كما لم يقم شي جين بينج أو القيادة الصينية بتعبئة الرأي العام للحرب، ولم تصدر خطابات تدعو إليها أو تروج لها كضرورة حتمية، وهو ما يثير تساؤلات حول مدى جاهزية المجتمع الصيني لخوض صراع طويل الأمد.
حملة تطهير واسعة
فيما كشفت تقارير أمريكية عن حملة تطهير واسعة داخل الجيش الصيني تستهدف الفساد، وهو ما يعطل بعض مشاريع التحديث العسكري ويؤثر على استعدادات الصين لخوض صراع حقيقي.
وأوضح التقرير أن ملف تايوان يعتبر الامتحان الحقيقي لقياس الجاهزية العسكرية الصينية، حيث تشير تقارير استخباراتية أمريكية إلى أن شي جين بينغ أمر الجيش بالاستعداد لغزو محتمل بحلول عام 2027. ومع ذلك، هناك تباين في وجهات النظر حول مدى واقعية هذا السيناريو:
ويرى بعض الخبراء أن الجيش الصيني لا يزال غير قادر على تنفيذ غزو واسع النطاق للجزيرة بسبب التعقيدات اللوجستية والعسكرية، خاصة مع افتقاره إلى خبرة القتال الحديث.
استراتيجيات بديلة
في المقابل، هناك من يشير إلى أن بكين قد تلجأ إلى استراتيجيات بديلة، مثل فرض حصار عسكري، أو شن ضربات جوية محدودة لفرض ضغوط سياسية، دون الحاجة إلى غزو شامل.
وواجه تقرير “راند” انتقادات واسعة من قبل خبراء في الشأن العسكري الصيني، حيث يرى بعضهم أن التقرير يقلل من خطورة التحديث العسكري الذي تشهده الصين.
تجهيز الجيش الصيني
قال الأستاذ في كلية الحرب البحرية الأمريكية، أندرو إريكسون، إن شي جين بينج لا يستثمر في الأسلحة المتطورة فقط لأغراض الدعاية الداخلية، بل لتجهيز الجيش لخوض نزاعات محتملة.
أما الضابط السابق في الاستخبارات الأمريكية، جون كولفر، فيرى أن الحرب ليست الخيار الأول للصين، لكنها خيار بديل في حال تطورت الأمور بطريقة تتطلب تدخلاً عسكريًا.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2139780