تحركات أوكرانية شرق نهر دنيبرو.. هل بدأ الهجوم المضاد؟

آية سيد
حصاد 2023 الحرب الروسية الأوكرانية

يرجح مسؤولون عسكريون أن أوكرانيا ستشن هجومًا مضادًا عما قريب، وأن أحد الأهداف الرئيسة لهذا الهجوم هو اختراق الممر البري الجنوبي بين روسيا وشبه جزيرة القرم.


أفاد مسؤول أوكراني أن القوات الأوكرانية على الجانب الغربي من نهر دنيبرو تشن غارات متكررة على الضفة الشرقية للنهر، قرب خيرسون.

وحسب ما أوردت وكالة أنباء رويترز، أمس الثلاثاء 25 إبريل 2023، قال المسؤول إن الهدف من هذه الغارات هو محاولة طرد القوات الروسية، وسط توقعات متزايدة بأن تشن أوكرانيا هجومًا مضادًا خلال أسابيع لاستعادة المزيد من الأراضي.

الهدف من الغارات

أوضح نائب مدير الإدارة الإقليمية لخيرسون، يوري سوبوليفسكي، أن الغارات تهدف إلى تقليل القدرة القتالية للقوات الروسية التي كانت تقصف خيرسون منذ إجبارها على الانسحاب منها.

وقال، في حديث للتليفزيون الأوكراني: “يزور جيشنا الضفة اليسرى (الشرقية) كثيرًا، ويشن غارات. القوات المسلحة الأوكرانية تعمل بفاعلية كبيرة”.

وأضاف: “ستظهر النتائج مثلما فعلت في الضفة اليمنى لمنطقة خيرسون، عندما استطعنا، بفضل عملية طويلة ومعقدة، تحرير أراضينا بأقل قدر من الخسائر لجيشنا. والشيء نفسه يحدث الآن على الضفة اليسرى”.

ووفق وكالة أنباء “رويترز”، استولت روسيا على منطقة خيرسون بعد وقت قصير من الحرب في 24 فبراير 2022، ولا تزال تحتفظ بالأراضي على الجانب الشرقي من نهر دنيبرو منذ انسحابها من خيرسون في نوفمبر الماضي.

الهجوم المضاد

يرجح مسؤولون عسكريون أن أوكرانيا ستشن هجومًا مضادًا عما قريب، وأن أحد الأهداف الرئيسة لهذا الهجوم هو اختراق الممر البري الجنوبي بين روسيا وشبه جزيرة القرم. وحسب رويترز، فإن استعادة كل منطقة خيرسون ستكون خطوة أساسية باتجاه تحقيق هذا الهدف.

وفي هذا السياق، أفاد معهد دراسة الحرب الأمريكي، نقلًا عن مدونين عسكريين روس، أن القوات الأوكرانية نجحت في إقامة موطئ قدم لها على الضفة الشرقية من نهر دنيبرو، بالقرب من بلدة أوليشكي، إلى جانب “خطوط إمداد مستقرة” لمواقعها.

وردًا على التقارير الإعلامية الأوكرانية التي تفيد بأن إقامة هذه المواقع تعني أن الهجوم المضاد بدأ، دعت المتحدثة باسم القيادة العملياتية الجنوبية لأوكرانيا، ناتاليا هويمنيوك، إلى الصبر وقالت إنه لا يمكن الكشف عن تفاصيل العمليات العسكرية في دلتا دنيبرو لأسباب عملياتية وأمنية، حسب ما نقلت وكالة أسوشيتد برس.

نفي روسي

من جهته، نفى حاكم منطقة خيرسون، المعيّن من الكرملين، فلاديمير سالدو، الأحد 23 إبريل، أن القوات الأوكرانية أقامت موطئ قدم على الضفة الشرقية من دنيبرو. وقال، في منشور على منصة تليجرام، إن القوات الروسية “تسيطر بالكامل” على المنطقة.

وأشارت أسوشيتد برس إلى وجود توقعات بأن تشن روسيا هجمات مكثفة في الربيع، لكن معهد دراسة الحرب أورد أن شخصيات دفاعية روسية بارزة تُظهر علامات على أنها تضغط من أجل تعزيز المكاسب الحالية في أوكرانيا، بدلًا من بدء عمليات جديدة مكلفة، في الوقت الذي تواجه موسكو مصاعب مادية وبشرية.

اقرأ أيضًا| خبير عسكري لـ«رؤية»: روسيا تعاني نقصًا شديدًا في القوات.. و«هجوم الربيع» ادعاء أوكراني

ضغط متزايد

حذر تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أمس الاثنين 24 إبريل، من أنه إذا لم تحقق أوكرانيا انتصارًا حاسمًا في هجومها المضاد، قد يضعف الدعم الغربي وتصبح كييف تحت ضغط متزايد للدخول في مفاوضات جادة لإنهاء الصراع أو تجميده.

وفي هذا الإطار، قال السفير الأمريكي السابق في روسيا والمسؤول البارز في الناتو، ألكسندر فيرشبو: “كل شيء يتوقف على هذا الهجوم المضاد”، موضحًا أنه سيحدد ما إذا كان الأوكرانيون سيحصلون على “نتيجة محترمة”، في ما يتعلق باستعادة الأراضي وخلق نفوذ أكبر للحصول على تسوية متفاوض عليها.

تحديات كثيرة

تستبعد تقييمات المسؤولين الأمريكيين أن يؤدي الهجوم المضاد إلى تحول كبير في الزخم لصالح أوكرانيا، لأن الجيش الأوكراني يواجه تحديات كثيرة، حسب نيويورك تايمز. ولهذا السبب يظل الجمود هو النتيجة الأكثر ترجيحًا. والقتال في باخموت هذا الشتاء استنزف احتياطيات الذخيرة وأدى إلى خسائر ثقيلة في بعض الوحدات المتمرسة.

إلا أن المسؤولين العسكريين الأمريكيين يقولون إنه من الممكن أن يفاجئهم الجيش الأوكراني، الذي أصبح مسلحًا بدبابات أوروبية وحاملات جنود مدرعة أمريكية، ولديه وحدات جديدة دربها وجهزها الأمريكيون وقوات الناتو، حسب الصحيفة الأمريكية.

اقرأ أيضًا| بمساعدة ليوبارد وأبرامز… أوكرانيا تستعد لشن أقوى هجوم مضاد في إبريل

اقرأ أيضًا| أوكرانيا تعدل خططها للهجوم المضاد بعد تسريب وثائق أمريكية 

ربما يعجبك أيضا