تحليل: التصعيد بين حزب الله وإسرائيل لا يعني حربًا شاملة

محمد النحاس
حزب-الله-وإسرائيل

على الرغم من حرص كل طرف على تدمير الآخر، يبدو أن كلاً من إسرائيل وحزب الله لا يريدان حربًا شاملة.. فما السبب؟


خلص تحليل لصحيفة “الجارديان” البريطانية، أنه رغم التصعيد الأخير بين حزب الله اللبناني وجيش الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن الطرفين لا يرغبان في الانخراط بحرب شاملة.

وشهدت الحدود اللبنانية الإسرائيلية، صباح اليوم الأحد 25 أغسطس 2024، تبادلًا واسعًا للنيران، لكنه لم يصل إلى مستوى الحرب الشاملة، رغم أن هذا الاشتباك كان من أكبر العمليات العسكرية التي شهدتها الحدود منذ أشهر.

حرب شاملة؟

شنت إسرائيل غارات جوية بمشاركة 100 مقاتلة وضربت أكثر من 40 هدفًا، إلا أن الخسائر البشرية كانت محدودة للغاية، إذ قُتل شخص واحد فقط وجُرح 4 آخرون، وفق صحيفة “الجارديان”.

ويبدو أن الجيش الإسرائيلي كان أكثر حذرًا في التعامل مع المدنيين في لبنان مقارنة بما يحدث في قطاع غزة.

وبينما تؤكد إسرائيل أنها ستواصل القتال حتى القضاء على حركة حماس، شدد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس على أن الحكومة الإسرائيلية لا تسعى إلى مواجهة “وجودية” مع حزب الله.

هدف الحزب

أطلق حزب الله 320 صاروخًا وعددًا كبيرًا من الطائرات المُسيّرة صباح الأحد، لكنه لم يتسبب سوى في عدد قليل من الإصابات.

وادعى الحزب أنه حقق أهدافه من خلال هذه الهجمات للانتقام لمقتل أحد قادته الشهر الماضي، ولكن يبدو أن الهدف الحقيقي من هذه التصريحات كان تقليل الضغط على الحزب لمواصلة المعارك، وفق “الجارديان”.

ماذا عن إسرائيل؟

بحسب التحليل فإن كلا الجانبين لديهما أسباب قوية لتجنب الحرب في الوقت الحالي، كما أن إسرائيل لا تمتلك القدرة على فتح جبهة جديدة، بينما لم تنجح بعد في القضاء على حماس في غزة.

ويبدو أن القوات الإسرائيلية تدرك أن الحرب مع حزب الله لن تُحسم بدون اجتياح بري، وهو ما سيكلف حياة العديد من الجنود الإسرائيليين، وربما تغرق في حرب استنزاف أخرى طويلة.

خطير التصعيد حاضر

من جهته، يسعى حزب الله لحماية أصوله السياسية والاقتصادية في لبنان، والتي ستتعرض للدمار في حال نشوب الحرب مع إسرائيل.

كما أن إيران، الداعم الرئيس للحزب، ليست مستعدة بعد للدخول في صراع مفتوح، وقد أجلت ردها المتوقع على اغتيال القيادي السابق في حماس إسماعيل هنية في طهران الشهر الماضي.

لكن التحليل يلفت إلى أنه رغم أن كلا الجانبين لا يريدان الحرب الآن، إلا أن خطر التصعيد غير المقصود لا يزال قائمًا.

الحرب كانت قريبة

كانت إسرائيل على وشك الدخول في حرب مع حزب الله بعد هجوم 7 أكتوبر، بناءً على معلومات استخباراتية خاطئة تشير إلى تورط الحزب في الهجوم، وأن مقاتليه على وشك اجتياز الحدود الشمالية.

هذا الخطر كان واضحًا أيضًا يوم الأحد، وتشير مزاعم جيش الاحتلال إلى أن الطائرات الحربية الإسرائيلية دمرت عشرات مواقع الإطلاق، وأحبطت هجمات صاروخية محتملة ضد أهداف استراتيجية في وسط إسرائيل.

لو أن أحد هذه الضربات أصابت مدنًا رئيسة وتسببت في خسائر كبيرة، لكان أصبح الضغط السياسي على حكومة نتنياهو للقضاء على حزب الله في جنوب لبنان “هائلًا”.

محاولات وقف التصعيد

في ظل هذا التصعيد، تحاول الولايات المتحدة جاهدة تخفيف حدة التوتر، وتواصل واشنطن حث حلفائها على ضبط النفس، وتستمر في إمدادهم بالسلاح، وتنقل قواتها إلى المنطقة لردع أعدائها.

وتستمر المُحادثات هذا الأسبوع، ويؤكد المسؤولون الأمريكيون أنه يمكن التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن مقابل السلام في غزة، وهو ما يمكن أن يهدئ التوترات المتزايدة، لكن هناك شكوك متزايدة بشأن رغبة نتنياهو في إنهاء القتال.

ربما يعجبك أيضا