تحليل يكشف «تناقضًا صينيًّا» بشأن طائرات تابعة لسلاح الجو الأمريكي

يتأرجح موقف جيش التحرير الشعبي الصيني من استخدام الطائرات الثقيلة متعددة المهام، التابعة لسلاح الجو الأمريكي.

وفي تحليل نشرته مؤسسة “جيمس تاون”، يوم الخميس 22 ديسمبر 2022، التي مقرها في واشنطن، حلل كبير باحثي معهد الصين لدراسات الفضاء التابع للقوات الجوية الأمريكية، ديريك سولين، الموقف المتضارب للجيش الصيني.

تناقض صارخ

أشار سولين إلى أن جيش التحرير الشعبي الصيني نشر، 16 نوفمبر 2022، تقريرًا كتبه ليو هاوتشانج، قيم خلاله جهود سلاح الجو الأمريكي لاستخدام طائراته الثقيلة، بما في ذلك القاذفات وحاملات الطائرات وطائرات الشحن، في مهام تتجاوز الأهداف المصممة من أجلها.

وهون تقرير هاوتشانج خطورة التهديد، الذي ينطوي عليه استخدام سلاح الجو الأمريكي لطائرات ثقيلة متعددة المهام، تبعه تقرير آخر يحذر من دوافع استخدامها، وهو الأمر الذي يعتبر “تناقضًا صارخًا” يفاقم الحيرة بشأن موقف الجيش الصيني.

التهوين من خطورة التهديد

وكتب هاوتشانج التقرير، الذي هون من خطورة التهديد، بالقسم الدولي بموقع “أخبار الدفاع الوطني الصيني”، التابعة لصحيفة “جيش التحرير الشعبي” اليومية، الناطقة بلسان اللجنة العسكرية المركزية للحزب الشيوعي، وهي اللجنة التي توازي وزارة الدفاع الأمريكية.

وأضاف سولين، في تحليله بمؤسسة “جيمس تاون”، إن موقع “أخبار الدفاع الوطني الصيني” الذي ينشر بانتظام عقيدة الحزب الشيوعي الحاكم في بكين، يستهدف تثقيف المليشيات، والعاملين بمؤسسة الدفاع الصينية، إلى جانب الشرطة المسلحة الشعبية، والمشاركين في عمليات التجنيد والتعبئة المدنية والتعليم الدفاعي الوطني.

نهج أرثوذكسي

عزا سولين، وهو باحث تخصص سابقًا في الاستخبارات المدنية بالجيش الأمريكي، التقليل من تهديد استخدام الطائرات الثقيلة متعددة المهام التابعة لسلاح الجو الأمريكي، إلى النهج الأرثوذكسي لتأريخ التطورات العسكرية الأجنبية، الذي عادة ما يهون من أنشطة خصوم بكين.

في حين أن هذا النهج يصعب من تحديد التقييم الفعلي لبكين. ورأى سولين أنه لا يصح الافتراض تلقائيًّا بأنه يوجد عدم اتساق في الموقف الصيني بهذا الخصوص، لا سيما أن “النهج الأرثوذكسي معزز ذاتي يسمح بتلوين آراء أولئك، الذين لديهم وصول أكبر إلى الحقائق ممن يكتبون تقييمات رسمية”.

ملخص لتقرير أمريكي

قال سولين إن التقرير الصيني قد يكون ملخصًا لتقرير نشره موقع مجلة “ديفنيس نيوز” الأمريكية، 7 نوفمبر 2022، لكنه اختلف عنه في نقاط، من أبرزها التركيز على الجوانب السلبية لمساعي القوات الجوية الأمريكية.

وفي التقرير الصيني، قال هاوتشانج عن محللين، لم يذكر أسماءهم، تعقيبًا على تصريحات لرئيس أركان سلاح الجو الأمريكي، الجنرال تشارلز كيو براون جونيور، إن قدرة طائرة الشحن الجوي “سي- 130” على حمل ذخائر محمولة على منصات نقالة، من شأنها تعقيد استهداف الخصم.

تحريف متعمد

قال المحللون المجهلون، الذين نقل عنهم التقرير الصيني، إن تصريحات رئيس أركان سلاح الجو الأمريكي لا تعدو كونها “تفكيرًا رغبويًّا”، وختم التقرير باقتباس عن تصريح لمسؤول أمريكي يدعم التقييم السلبي لمساعي القوات الجوية الأمريكية.

ولكن سولين يرى أن الاقتباس خضع لتحريف متعمد، من أجل خلق انطباع زائف بأنه يوجد شكوك داخل الولايات المتحدة نفسها، بشأن مساعي القوات الجوية الأمريكية.

تقرير مناقض

بعد أسبوع على تقرير هاوتشانج، نشر جيش التحرير الشعبي الصيني تقريرًا يناقضه، كتبه، شي تشيجي، ونشره موقع “أخبار الدفاع الوطني الصيني”، بقسم العلوم والتكنولوجيا الذي يركز على التطورات العلمية والتكنولوجية ذات الطابع العسكري، والتغطيات الخبرية المباشرة.

وكان تقرير تشيجي بشأن برنامج “التنين السريع” للقوات الجوية الأمريكية، التي أجرت، مطلع نوفمبر 2022، أولى عروضه بالذخيرة الحية.

3 مزايا

تحدث الجزء الأول، من تقرير تشيجي، على أصل وتطور ذلك البرنامج، عرض في ثلثه الأخير 3 مزايا، أولهم تتمثل في إمكانية حمل أعداد كبيرة من الصواريخ.

أما الميزة الثانية فتزعم أن البرنامج من شأنه إرباك خصوم الولايات المتحدة، بدعوى صعوبة رصد صواريخ وقاذفات “التنين السريع”، وكذلك إمكانية تحويل طائرات شحن عسكرية إلى قاذفات قنابل. وترتبط الميزة الثالثة بـ”فعاليتها المرتفعة بالنظر إلى كلفتها الرخيصة”.

الرؤية الأقرب إلى بكين

التناقض بين تقريري هاوتشانج وتشيجي يثير بطبيعة الحال حيرة، بشأن وجهة النظر التي تحظى بإجماع داخل جيش التحرير الشعبي الصيني في هذا الصدد. وقال سولين إنه “من المحتمل أن يكون الخط الذي تبناه تقرير تشيجي هو الأقرب إلى رؤية بكين”.

وأضاف سولين أنه سيكون من الخطأ الافتراض أن وجهات نظر جيش التحرير الشعبي الصيني تناقض على طول الخط منشورات القسم الدولي بـ”أخبار الدفاع الوطني الصيني”، ورجح اتفاق كليهما على أن “التنين السريع” تهديد حقيقي.