تجاهلتْ إيران الدخول في حوار مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خلال ولايته الأولى، ولكن مع عودته مجددًا إلى البيت الأبيض، فإنها في حاجة لذلك الحوار في ظل التغيرات التي تجري في المنطقة والعالم.
فإن كانت إعادة ترامب لفرض سياسة أقصى ضغط من العقوبات على إيران عطلت من ذلك الحوار، لكن أهميته تحتم الاتصالات بين واشنطن وطهران وإن بشكل سري، خاصة أن إيران تواجه تحديات داخلية وخارجية تتعلق بالاقتصاد والتهديدات الإسرائيلية لبرنامجها النووي.
ترامب وزيلينسكي
صعود اليمين
يشير الخبير الإيراني، عبد الرضا فرجي راد، في تصريحات لصحيفة “آرمان امروز” الاثنين 17 فبراير2025، إلى أن زلزال عودة ترامب يمتد إلى داخل أوروبا أيضًا، حيث تسعى إدارته على صعود اليمين الأوروبي إلى السلطة، فبعد أن أصبحت عدة حكومات يمينية في السلطة في إيطاليا والمجر والنمسا وسلوفاكيا تدعم ترامب، فإنه يحاول تشكيل الحكومة الألمانية من اليمين أيضًا، فإن التغيرات في ألمانيا نحو اليمين قد تؤدي إلى تغييرات في بلدان أخرى أيضًا.
وأوضح فرجي راد: إذا تمكن ترامب من إنهاء الحرب في أوكرانيا، وهو ما تريده غالبية الأوروبيين بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة، فإن الاتجاه نحو اليمين سوف يزداد. فإن ترامب يريد السيطرة على أوروبا. وعندما يقول إن كندا يجب أن تكون ولاية تابعة للولايات المتحدة، فهو يعني أن الحكومة التي يجب أن تأتي إلى السلطة يجب أن تكون خاضعة لسيطرة الولايات المتحدة، وليس الديمقراطي ترودو.
تحريك أوروبا
أضاف الخبير الإيراني، أن إخضاع الحكومات في أوروبا لصالح ترامب سيأتي بالسلب على إيران، خاصة أنه يستطيع أن يطلب منها تفعيل آلية الزناد لإعادة العقوبات الدولية ضد إيران، أو تطالب أوروبا من إيران الحوار مع الولايات المتحدة الأمريكية أولًا.
وتابع: الفرق بين ترامب الحالي وترامب السابق هو أنه يستغل الأزمات في كل أنحاء العالم ويلاحق مصالح أمريكا بكل قوة، والأخلاق لا تلعب أي دور في مخططاته. وهذا يعني أن أوروبا المنشغلة بأمنها وبالحرب في أوكرانيا، عليها أن تستسلم تحت الضغط.
بالنسبة لإيران، فإن أوضاعها الاقتصادية غير مساعدة، وتستغل إدارة ترامب أزمتها إلى أقصى حد، ولا يهمهم أية وساطة سوى أن يستسلم الجميع للإرادة الأمريكية.
نظرية الرجل المجنون
محلل القضايا الدولية، مرتضى مكي، أشار إلى أن ترامب يمارس لعبة نظرية “الرجل المجنون” التي يسعى من خلالها إلى تحقيق أهدافه السياسية في المنطقة من خلال خلق الخوف والذعر.
وأضاف الخبير الإيراني في صحيفة آرمان ملي، أن تولي إدارة ترامب ملف حل الأزمة في أوكرانيا بشكل مباشر مع روسيا دون مشاركة الأوروبيين أو الأوكرانيين في تلك المحادثات بشكل مباشر، يجب مراجعة هذا السلوك لفهم كيف تفكر هذه الإدارة تجاه إيران، لأن التعامل معها لن يكون بعيدًا عن السياسة التي يتبعها ترامب تجاه أوكرانيا.
ترامب وبوتين
الكرملين والبيت الأبيض
خبير العلاقات الدولية، حسن بهشتي بور، طالب طهران بالاستعداد للتقارب بين الكرملين والبيت الأبيض وانعكاس ذلك على مدى قدرتها مقاومة الضغوط الأمريكية في ظل عهد ولاية الجمهوري ترامب. وأوضح أن الرهان على الخلاف بين أمريكا وأوروبا ليس في محلة، لأن القضية الإيرانية لا مكان لها في مناطق الخلاف الشديد بين الطرفين.
وأضاف بهشتي بور، إذا كانت مصالح روسيا تتطلب ذلك، فإنها ستتحالف مع الولايات المتحدة ضد إيران، فإن “حقيقة أننا نتوقع من روسيا أن تضع مصالحها في الوضع الجديد وتأتي للدفاع عن إيران على أساس ارتباط سابق لا تتفق ولن تتفق مع حقائق عالم السياسة”.
ونصح السياسي الإيراني نظام بلاده بالتوازن في السياسة الخارجية، وذلك بإنشاء علاقات متزامنة مع أوروبا وروسيا وأمريكا والبرازيل والهند والصين واليابان و… فإن موسكو سوف تنضم إلى واشنطن إذا كانت مصالح روسيا تتطلب ذلك. فلا ينبغي لإيران أن نمارس السياسة بطريقة تجعل مصالحها تتعارض مع مصالح القوى العظمى، بل الاستفادة منها.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2138765