«تحوّل سياسي في لبنان».. تأثير انتخاب جوزيف عون

شروق صبري
جوزيف عون

أعلن رئيس لبنان، جوزيف عون، أن الاستشارات النيابية لتعيين رئيس حكومة جديد ستبدأ يوم الاثنين المُقبل، بهدف استكمال تشكيل المؤسسات الدستورية في البلاد.

وأكدت مصادر مطلعة لصحيفة “الأنباء” اللبنانية، أنه “لن يضيّع وقت”، وأن عملية تشكيل الحكومة ستتم بوتيرة سريعة، وفقًا للمواعيد الدستورية والنشاط السياسي المطلوب لاستكمال المهام الضرورية.

10 تحديات أمام الرئيس اللبناني

لكن الرئيس اللبناني الجديد يواجه تحديات كبيرة بسبب الأزمات التي تعاني منها البلاد في السنوات الأخيرة، وأشارت المصادر إلى عدد من العقبات التي يجب على الرئيس تجاوزها لضمان بداية قوية لفترته الرئاسية، كما وعد.

من أبرز هذه التحديات تشكيل الحكومة، وتنفيذ مبدأ التناوب في المناصب العليا ووزارات الحكومة، وتشمل التحديات الأخرى تطبيق وقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل، تنفيذ القرار 1701، استقلالية القضاء، مكافحة الفساد، تفكيك الأسلحة غير الشرعية، إعادة اللاجئين السوريين، تحسين سعر الصرف، واستعادة الودائع إلى أصحابها.

جوزيف عون في لبنان
تعيين رئيس الحكومة

المصادر لم تستبعد إمكانية تعيين رئيس الحكومة الجديد بداية الأسبوع المقبل بعد استكمال الاستشارات والإعلان عن المرشح الذي ستحظى به الكتل النيابية.

وذكرت المصادر أن معالجة هذه العقبات وإزالة فتيل التوترات يشكل ضمانة لتقدم عهد الرئيس من البداية، مشيرة إلى أن هذا يتطلب تشكيل حكومة فعّالة تعمل بروح خطاب القسم، وإزالة العراقيل التي تعيق بناء الدولة على أسس وطنية، بما في ذلك محو كل آثار النظام السابق.

تحول في المشهد السياسي اللبناني

وفق ما نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، السبت 11 يناير 2025، فإن انتخاب جوزيف عون رئيسًا يُعتبر تحولًا مهمًا في المشهد السياسي اللبناني، حيث يُنسب هذا التغيير إلى ضعف النفوذ الإيراني في لبنان وزيادة التدخل السعودي.

كما أشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن موافقة حزب الله على انتخاب جوزيف عون يُعد مؤشرًا على تراجع قدرة الحزب على فرض إرادته في لبنان، وهو ما يعكس تحولات جيوسياسية أكبر في المنطقة. وهذا التغيير يشير إلى تزايد النفوذ العربي في السياسة اللبنانية، خاصة مع زيارة مرتقبة من ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب إلى سوريا لتعزيز العلاقات الثنائية.

التوترات في الجنوب

رغم مساعي لبنان لنزع السلاح وتعزيز السيطرة في الجنوب، تواصل القوات الإسرائيلية عملياتها في المناطق الاستراتيجية بجنوب لبنان.

ورغم الانسحاب الجزئي للقوات الإسرائيلية، فإن التقارير تفيد بوجود القوات في 3 نقاط استراتيجية رئيسة: غابة اللبونة في الغرب، جبل بالات في القطاع الأوسط، وتلة الحماماس بالقرب من متولا.

تعزيز العلاقات الإقليمية والدولية

من جانب آخر، أعلن الرئيس عون في خطاب تنصيبه عن عزمه على إعادة بناء المناطق المتضررة من المواجهات مع إسرائيل، وتعزيز العلاقات مع الدول العربية، بالإضافة إلى العمل على إعادة العلاقات مع سوريا. كما يُتوقع أن تكون الزيارة المرتقبة لميقاتي ووزير الخارجية إلى سوريا خطوة هامة في تعزيز هذا التوجه.

وفي خطوة مهمة نحو استعادة الاستقرار السياسي، أعلن رئيس وزراء لبنان المؤقت، نجيب ميقاتي، عن خطط لنزع سلاح المنطقة الجنوبية لنهر الليطاني بعد انتخاب جوزيف عون رئيسًا للجمهورية.

وأكد ميقاتي أن لبنان ملتزم بنزع سلاح المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني، مع تعزيز الاستقرار في الجنوب وفي البلاد بشكل عام، مع ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان كما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، والسعي لتشكيل حكومة جديدة ضمن الخطوات الدستورية.

ضمانات أمريكية

أعلن المبعوث الأمريكي، آموس هوكشتاين، للسلطات اللبنانية عن ضمانات أمريكية بشأن الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من جنوب لبنان قبل انتهاء فترة الـ60 يومًا المحددة في اتفاق وقف إطلاق النار.

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة “الاخبار” اللبنانية، فإن هوكشتاين أبلغ الأطراف المعنية في لبنان بتفاصيل لائحة زمنية للانسحاب، بحيث سيكون الموعد النهائي لوجود القوات الإسرائيلية في لبنان هو 26 يناير 2025.

نزع سلاح حزب الله

في إطار اللقاءات مع المسؤولين اللبنانيين، أبلغ هوكشتاين رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي الرئيس جوزيف عون، بأن الجيش اللبناني يجب أن يعزز قواته ويزيد مستوى الجاهزية لمملأ الفراغ الذي سيتركه الانسحاب الإسرائيلي.

كما أصر على ضرورة أن يتأكد الجيش اللبناني من أن حزب الله سيسلم كل أسلحته من جنوب نهر الليطاني إلى الجيش اللبناني، وذلك وفق ما نشر موقع الإذاعة الإسرائيلية “ماكو” اليوم.

اتفاق بين الجيش وحزب الله

وفقًا للتقرير، أفاد هوكشتاين بأنه من خلال محادثاته مع قيادة الجيش اللبناني، تبين له أن هناك اتفاقًا غير معلن بين الجيش اللبناني وحزب الله بشأن تسليم الأسلحة من المناطق الجنوبية إلى الجيش اللبناني.

ومن المتوقع أن يصدر الجيش اللبناني إعلانًا يؤكد خلو المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني من أي وجود عسكري أو أسلحة خارج سلطة الدولة اللبنانية.

الجيش اللبناني

في تصريحاتٍ نشرتها قناة “كان” الإسرائيلية، أشار قائد المنطقة الشمالية، الجنرال أوري جوردين، إلى أن الجيش اللبناني قد يواجه صعوبة في تحقيق الأهداف التي حددها اتفاق وقف إطلاق النار.

وأعرب جوردين عن شكوكه بشأن قدرة الجيش اللبناني على الوفاء بالاتفاق خلال فترة الـ60 يومًا، وأكد أنه رغم التحسن في أداء الجيش اللبناني، ما يزال هناك تعاون بينه وبين عناصر حزب الله، مضيفًا أنه يتم ملاحظة تحركات الجيش اللبناني في جمع الأسلحة والعتاد، ولكن على وتيرة بطيئة، مشيرًا إلى أن هناك بعض التنسيق بين الجيش وحزب الله.

ربما يعجبك أيضا