تدمير حماس ليس كافيًّا.. كيف تُغير حرب غزة الشرق الأوسط؟

ضابط إسرائيلي: حرب غزة فرصة لتغيير الوضع في الشرق الأوسط

محمد النحاس

يرى باحث إسرائيلي أن هذه الحرب حاسمة بالنسبة لإسرائيل والولايات المتحدة.. فما الحجج التي ساقها في هذا الصدد؟


تؤدي حرب غزة دورًا حاسمًا في تحديد ميزان القوى في الشرق الأوسط، ما يؤثر في التوازن العالمي بين الولايات المتحدة والصين وروسيا.

وأشارت مجلة Tablet، الموالية لإسرائيل، إلى أن النصر الإسرائيلي الساحق سيمهد الطريق لتحالف قوي مؤيد للولايات المتحدة وتل أبيب، وأي شيء دون هذا، سيعني فقدان النفوذ الأمريكي في هذه المنطقة الحيوية.

ضربة مدوية لإسرائيل

في 7 أكتوبر 2023، تعرضت صورة إسرائيل إلى ضربة صادمة وذات عواقب بعيدة المدى “لا يمكن تجنبها”، حسب مقال الزميل في معهد مسغاف للأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية، رافائيل بن ليفي، وضابط الاحتياط في الجيش الإسرائيلي.

وأشار إلى أن عيون الجميع باتت مسلطة صوب إسرائيل “الأصدقاء والأعداء على حدٍ سواء”، وسيحدد طبيعة الرد الإسرائيلي، طبيعة نهجهم المستقبلي تجاه تل أبيب لسنوات.

ماذا بعد الحرب؟

ليست صورة إسرائيل فقط هي التي تضررت بشدة بسبب الإخفاقات الاستخباراتية والتنظيمية المروعة في 7 أكتوبر، ولكن يتوق حلفاء الولايات المتحدة وأصدقاؤها لمعرفة ما ستفعله الولايات المتحدة بعد أن تعرض أقرب شريك لها في المنطقة لـ”الإذلال”.

حسب المقال، سيحدد رد الفعل الأمريكي النتيجة ما إذا كانت الدول الإقليمية ستتحالف مع الولايات المتحدة، أم ستنحو صوب روسيا والصين، وبعبارة أخرى ستحدد حرب غزة ما إذا كان النظام الذي تقوده الولايات المتحدة في الشرق الأوسط لا يزال فعَّالًا، أم أنه من بقايا حقبة تاريخية طواها الزمان.

الالتزامات الأمريكية على المحك

منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، استند النظام الذي تقوده الولايات المتحدة إلى الطرح القائل إن “الولايات المتحدة سوف تستخدم سلطتها لضمان أمن حلفائها في العالم”.

وعلى الرغم من أن إسرائيل لا تسعى لقتال القوات الأمريكية نيابة عنها، ولا تسعى للحصول على ضمانات أمنية رسمية من الولايات المتحدة، مصداقية الالتزامات الأمنية الأمريكية في جميع أنحاء العالم على المحك في الوقت الحالي، وفق المقال.

تدمير حماس ليس كافيًّا

يرى المقال أنه إذا اقتصر رد إسرائيل على مجرد تدمير حماس، فإن وصمة الهجوم 7 أكتوبر المفاجئ والناجح ستستمر في مطارة إسرائيل، وقد رأى العالم كله مقدار الضعف الذي كانت عليه إسرائيل في ذلك اليوم، مضيفًا: “ستكون حكومات وشعوب المنطقة التي تكرهنا حريصة على تكرار الفظائع التي شهدتها لكن على نطاق أكثر اتساعًا”.

ويزعم المقال أنه “لا يوجد خط فاصل بين حماس وسكان غزة”، مردفًا: “في الواقع، تم انتخاب حماس من سكان غزة في عام 2006، وإذا ما أجريت الانتخابات اليوم، فإنها ستفوز مرة أخرى بهوامش أكبر”.

حرب لا مفر عنها

يدعو الكاتب إلى اغتنام إسرائيل الفرصة لتغيير الوضع مع حماس وحزب الله، ويسلط الضوء على نفوذ الحزب المتزايد، مشيرًا إلى أن الصراع معه أمر “لا مفر منه”.

وأوضح أن المعركة “ليست فقط مع حماس أو حزب الله، لكنها مع إيران”، التي يصفها بأنها الجهة الفاعلة التي يجب أن تتكبد خسائر استراتيجية لنفوذها الإقليمي.

ويزعم صاحب المقال أن إسرائيل هي القوة التي تقف في طريق رؤية إيران لنفسها ودورها الإقليمي، لذا من الضروري استراتيجيًّا لكلٍ من إسرائيل والولايات المتحدة أن تنتهي حرب غزة بضربة لنفوذ إيران.

ربما يعجبك أيضا