تراجع شحنات الغاز القطري إلى أوروبا.. ما السبب؟

محمد النحاس
تراجع شحنات الغاز القطري إلى أوروبا.. ما السبب؟

تغيرت العوامل التي وجهت الغاز المسال القطري إلى الأسواق الأوروبية.. كيف ذلك؟


انخفضت واردات الغاز المسال القطرية المُصدرة إلى أوروبا العام الحالي، في ظل تراجع أسعاره، ما أدى لجعل القارة العجوز وجهة أقل جاذبية.

وتراجعت نسبة الغاز المسال القطري المُصدر إلى أوروبا بنحو الربع مقارنةً بالعام الماضي. وكانت قد ارتفعت خلال عام 2022، إثر اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وما تلاها من تراجع لإمدادات الغاز الروسي التي كانت أوروبا “مدمنةً” عليه. فما أبعاد تراجع واردات قطر من الغاز إلى أوروبا؟ وما أبرز الوجهات البديلة؟

انخفاض لافت.. ما السبب؟

أفادت وكالة أنباء بلومبرج الأمريكية بانخفاض لافت في شحنات الغاز المسال إلى أوروبا، تزامنًا مع تراجع أسعاره مقارنةً بالعام الماضي.

وترسل قطر في الوقت الحالي نحو 18% من إجمالي إنتاجها من الغاز إلى أوروبا، بانخفاض يقدر بـ25% عن العام الماضي، وفقًا لتقرير الوكالة المنشور 1 يونيو 2023.

وقادت عوامل الحرب بين روسيا وأوكرانيا التي اندلعت في فبراير من العام الماضي 2022، وتوتر العلاقات الغربية الروسية، تراجعَ إمدادات الغاز الروسي إلى القارة العجوز، ووصول أسعاره إلى مستويات غير مسبوقة.

ودفع هذا الأمر القادة الأوروبيين لأن يجوبوا العالم بحثًا عن مصادر بديلة، ليتمكنوا من جذب عدد من أبرز موردي الغاز الطبيعي إلى السوق الأوروبية المتلهفة.

تراجع أسعار الغاز

صرح وزير الطاقة القطري والرئيس التنفيذي لشركة قطر للطاقة سعد الكعبي، في وقت سابق خلال مؤتمر صحفي، بأن الشركة سوف تواصل إمداد المشترين في أوروبا بالغاز، على الرغم من أن العقود طويلة الأجل تتضمن تحويل ما يصل إلى 15% من الشحنات إلى وجهات أخرى بأسعار أفضل، حسب ما نقلت الوكالة الأمريكية.

وبحسب تصريحات الكعبي، فقد تراجعت أسعار الغاز في أوروبا منذ ذلك الحين إلى أقل من 27 دولارًا لكل ميجاوات في الساعة، في تراجع كبير عن مستويات العام الماضي، غير أن الحظر على عمليات التحويل من أوروبا، لم يعد مفروضًا.

تغير معطيات السوق

أضاف الكعبي أن “البيانات التي دفعت إلى تقديم وعود معينة، بتوجيه كميات محددة إلى أسواق بعينها لم تعد موجودة بعد الآن”، موضحًا أن “الأسعار قد انخفضت، فيما تتوافر كميات في السوق، فلم تعد المشكلة قائمة كما كانت موجودة في السابق”، في إشارة إلى أزمة ارتفاع الأسعار، واحتياجات السوق في أوروبا.

وفيما يتعلق بالوجهات البديلة لصادرات الغاز المسال القطري، تأتي الصين على رأس الدول وتليها بعد ذلك كوريا الجنوبية، وفقًا لبيانات شهر إبريل، حسب تقرير منفصل لوكالة بلومبرج الأمريكية. وتعد كل من قطر والولايات المتحدة الأمريكية من أبرز موردي الغاز المسال إلى أوروبا.

وفي نهاية العام الماضي، انخفضت أسعار الطاقة عامة والغاز خاصة 50%، حيث كان الشتاء في أوروبا معتدلًا نسبيًّا، وتمكن الأوروبيون من ملء مخزونات الغاز، وتولدت الأزمة برمتها بسبب توتر العلاقات مع روسيا، وما تلاه من عقوبات غربية على الطاقة الروسية، وتراجع جزء كبير من هذه الإمدادات.

اقرأ أيضًا| قطر توقع اليوم عقدًا طويل الأجل لتوريد الغاز لبنجلادش

اقرأ أيضًا| الأسوأ قادم.. لماذا حذرت قطر الأوروبيين بشأن موارد الطاقة؟

ربما يعجبك أيضا