حملت الضربات العسكرية التي وجهتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد جماعة الحوثي اليمنية رسالة تهديد مباشرة تجاه إيران المتهمة بتمويل هذه الجماعة وتحريكها لتعطيل حركة الملاحة في البحر الأحمر.
هدد الرئيس الأمريكي بأن إيران ستتحمل تبعات أي هجوم حوثي ضد قوات بلاده، كما أن دونالد ترامب ينتظر رد طهران على رسالته التي بعت بها إلى أعلى مسؤول لديها من أجل الدخول في مفاوضات مباشرة مع واشنطن بشأن البرنامج النووي، وهو ما ترفضه إيران في ظل العقوبات والتهديدات العسكرية.

ترامب وجه رسالة مباشرة إلى المرشد الإيراني، علي خامنئي
شهران فقط
كشف موقع “أكسيوس” الأمريكي، الأربعاء 19 مارس، عن مسؤول أمريكي ومصدران مطلعان على الرسالة التي بعثها ترامب إلى طهران، أن الرسالة تضمنت مهلة شهرين للتوصل إلى اتفاق نووي جديد.
وحسب التقرير، فإن رفض إيران لمبادرة ترامب، سيعني أن فرص العمل العسكري الأمريكي أو الإسرائيلي ضد المنشآت النووية الإيرانية ستزداد بشكل كبير، فقبل أسبوعين، في مقابلة مع قناة فوكس نيوز، قال ترامب إن الولايات المتحدة “في اللحظات الأخيرة” مع إيران، وأضاف: “لا يمكننا السماح لهم بامتلاك سلاح نووي، سيحدث أمرٌ ما قريبًا جدًا، أفضل التوصل إلى اتفاق سلام على الخيار الآخر، لكن هذا الخيار سيحل المشكلة”.
وقالت مصادر “أكسيوس”، إن رسالة ترامب إلى خامنئي كانت “صارمة”، فمن جهة، اقترحت إجراء مفاوضات بشأن اتفاق نووي جديد، لكنها من جهة أخرى حذّرت من عواقب رفض إيران العرض ومواصلتها المضي قدمًا في برنامجها النووي، وقال مصدران إن ترامب قال في الرسالة إنه لا يريد مفاوضات مفتوحة، وأشار إلى مهلة شهرين للتوصل إلى اتفاق.

تدوينة ترامب على موقعه
تراجع عن التهديد
يبدو أن ترامب يتبع استراتيجية مزدوجة مع إيران، بأن تبقى تحت ظل تهديد الحرب وفي الوقت نفسه تظل فكرة التفاوض والحوار مطروحة معها، فقد كتب ترامب على موقعه “تروث سوشيال” الأربعاء 19 مارس: إن هناك تقارير تفيد بأن إيران تُقلل دعمها العسكري للحوثيين، لكنهم “ما زالوا يرسلون كميات كبيرة من الإمدادات”. وجدد دعوته لإيران لوقف إمداد الحوثيين.
وتكشف تصريحات ترامب، أنه يتراجع عن تهديد إيران بشكل تكتيكي، خاصة أن جماعة الحوثي قد وجهت صواريخها ضد حليفته إسرائيل، وهو ما يخالف تحذيراته من أية ضربات جديدة قد تقوم بها جماعة الحوثي، لكن الرئيس الجمهوري قد قال على موقعه: “دعوا الحوثيين يقاتلون بأنفسهم”، في إشارة منه إلى أن الإيرانيين قد يستجيبوا للتفاوض معه بخفضهم تسليحهم للجماعة اليمنية.

جماعة الحوثي
خطة فاشلة
وجه ترامب كلامه إلى إيران قائلًا: “في كلتا الحالتين سيخسرون (الحوثيون)، لكن بهذه الطريقة سيخسرون بسرعة، لقد أُلحقت أضرار جسيمة بالهمجيين الحوثيين، وانظروا كيف سيزداد الوضع سوءًا تدريجيًا، إنها ليست حتى معركة عادلة، ولن تكون كذلك أبدًا، سيتم إبادتهم تمامًا”.
لكن مركز “تشاتام هاوس” للأبحاث، في لندن، حذر من اختصار حل أزمة الحوثيين في الضربات الجوية أو فك ارتباط إيران معهم، وكتب في تقرير بعنوان “الهجمات الأمريكية الجديدة على الحوثيين لن تجلب إيران إلى طاولة المفاوضات، بل قد تؤدي إلى عنف أسوأ”.
وأضاف التقرير: إذا كانت إدارة ترامب تريد حقًا إضعاف الحوثيين وهزيمتهم في نهاية المطاف، فيتعيّن عليها أن تبدأ بجهد حقيقي وطويل الأمد لدعم السلام الدائم في اليمن، بدلًا من استغلال الحوثي لحالة الانقسام داخل اليمن. كما أنه إذا انهار وقف إطلاق النار في اليمن، فإن احتمالات تجدد الهجمات الحوثية على دول الجوار ستزداد، مما يهدد بمزيد من عدم الاستقرار في المنطقة ويهدد المصالحة بين طهران والرياض.

قلق أمريكي من حرب جديدة في الشرق الأوسط
التورط مع إسرائيل
يخشى الأمريكيون تورط بلادهم في مستنقع الشرق الأوسط، إذا ما دخلت أمريكا في حرب مباشرة مع إيران أو استهلك حلفاء طهران وقت وقوة السياسة الأمريكية، فإن تجدد العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، أثار مخاوف الأمريكيين من تكرار استغلال أموالهم على غرار الحرب على العراق إبان عهد وش الابن.
إذ بينما يعقد ترامب اتصالاته مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا، يعمل في جانب آخر على دعم خطط إسرائيل العسكرية التي ربما تورطه في النهاية في حرب مع إيران، وهو ما سيعطل خططه الاقتصادية القائمة على تجاوز أزمات الشرق الأوسط والتوجه نحو الصين.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2169283