بعث الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، برسالة إلى المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، يدعوها فيها إلى التفاوض حول القضايا الخلافية بين البلدين في إطار التزام المسار الدبلوماسي.
وإن كانت تلك الرسالة تأتي تحت ظل التهديد العسكري الإسرائيلي ضد إيران والضغط عليها بالعقوبات الأمريكية، فإن هدف ترامب أبعد من التزام مسار الدبلوماسية، خاصة أن الرئيس الجمهوري قد غادر الاتفاق النووي عام 2018، بعد مراجعته لمكاسب بلاده من ذلك الاتفاق المبرم بين إيران ومجموعة 5+1 (أمريكا، بريطانيا، فرنسا، روسيا، الصين + ألمانيا) عام 2015 في عهد سلفه باراك أوباما.

دونالد ترامب غادر الاتفاق النووي عام 2018م
أطراف عدة
أمام ضغوط ترامب للانفراد بمفاوضات أحادية مع إيران بعيدًا عن بقية أطراف مجموعة 5+1، حافظت طهران على محادثاتها مع الأطراف الأوروبية الثلاثة، بجانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بالإضافة للتشاور مع حلفائها روسيا والصين، وهو ما يزعج إدارة ترامب.
فقد اجتمعت طهران، الجمعة 14 مارس، في بكين مع حلفائها، روسيا والصين، ضمن دول مجموعة 5+1، في إطار المناقشات بشأن مواجهة الضغوط الغربية في ظل إدارة ترامب. وذلك بعد رسالة ترامب التي وصلت طهران عبر مبعوث عربي، الأربعاء 12 مارس.
وفي محادثات بكين التي جرت في 14 مارس، أعادت الدول الثلاث التأكيد على التزامها بمنع الانتشار النووي، وأدانت بشكل مشترك “العقوبات أو الضغوط أو التهديد باستخدام القوة”. واقترح وزير الخارجية الصيني وانغ يي أيضا مبدأ من خمس نقاط لحل القضية النووية الإيرانية، والذي يتضمن الالتزام بالاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال ولايته الأولى.

اجتماع ايران والصين وروسيا في بكين
رهاب التعددية
كتبت صحيفة جريدة جنوب الصين الصباحية، 21 مارس 2025، أنه من غير المرجح إلى حد كبير أن تعود الولايات المتحدة إلى المفاوضات متعددة الأطراف، لأن ترامب لم يعتقد أبدًا أن التعددية يمكن أن تحل المشاكل. وأوضح الصحيفة الصينية أن إدارة دونالد ترامب الثانية، اختارت سياسة الأحادية النسبية في مسعى لوقف تطوير البرنامج النووي الإيراني.
وأوضحت الصحيفة أن ترامب قد يمارس المزيد من الضغوط على إيران في ظل استمرار المحادثات بين إيران وأطراف الاتفاق النووي، لا سيما روسيا والصين، وأنه يعتمد على الأطراف الأوروبية في مجرد الحفاظ على التواصل مع طهران. وفي ظل التنافس المتزايد بين الولايات المتحدة والصين في مختلف أنحاء العالم، قد تتبنى واشنطن سياسة أكثر تطرفًا تجاه إيران. في حين اتخذت بكين نهجا أكثر ثباتًا تجاه القضية النووية الإيرانية.
ويعتقد يان وي، نائب مدير معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة نورث ويست في الصين، أن مشاركة بكين بشكل أعمق في المحادثات النووية قد تزيد التوترات. وبحسب يان، فإن مشاركة بكين قد تدفع واشنطن إلى تبني موقف أكثر عدوانية تجاه إيران، بدلا من السعي إلى حل دبلوماسي متوازن.

عباس عراقجي، وزير خارجية إيران
تنسيق مع روسيا والصين
بخصوص التشاور مع روسيا والصين، رغم الاتهامات داخل إيران لكلا البلدين باستغلال القضية النووية، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في حواره مع وكالة خبر أونلاين، أن هناك مبدأ بين إيران وروسيا، وتم التأكيد عليه خلال اجتماع بكين، وهو التشاور بين الأطراف الثلاثة وعدم المفاجئة في القرارات.
وأوضح عراقجي، أن هذا التشاور يدور حول “القضايا المرتبطة ببعضنا البعض والقضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك قضايا المنطقة. وهذا مبدأ محترم بيننا ونعمل عليه حتى الآن”.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2173903