ترامب أم هاريس؟.. لا فرق بالنسبة لإيران

يوسف بنده

عشية الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أجرى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي مقابلة مع القناة الأولى التلفزيونية، أمس الاثنين 4 نوفمبر، بمناسبة ذكرى أربعينية وفاة الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله.

وإن كان الوزير الإيراني قد نفى أية تأثير لنتائج هذه الانتخابات على المستوى الاستراتيجي، لكن عمليًا هناك مخاوف من عودة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، الذي غادر الاتفاق النووي عام 2018م، وكذلك فرض على إيران سياسة “أقصى ضغط” من العقوبات من أجل إخضاعها للمطالب الأمريكية.

عباس عراقجي

عباس عراقجي مقابلة مع القناة الأولى التلفزيونية، أمس الاثنين 4 نوفمبر

تأثير تكتيكي

بينما تهدد إيران بعملية انتقامية ضد إسرائيل، تدور التساؤلات هل تنتظر طهران مَن يأتي إلى البيت الأبيض لتحدد طبيعة انتقامها من إسرائيل، خاصة أن تجربتها مع ترامب مريرة في ظل دعمه للدولة العبرية من أجل استثمار هذا الدعم في مكاسب اقتصادية، خاصة انعاش صفقات شراء الأسلحة الأمريكية في عهده. بينما المرشحة الديموقراطية، كامالا هاريس، يبدو أنها تمضي على نهج الرئيس الديموقراطي الحالي، جو بايدن.

وحسب صحيفة كيهان الإيرانية، اليوم الثلاثاء 5 نوفمبر، علق عراقجي في البرنامج التلفزيوني، قائلًا: “نحن لا نعير اهتمامًا كبيرًا للانتخابات الأمريكية ومن سيفوز، وأن انتخاب أحد المرشحين على موقف إيران من حرب غزة وقضية فلسطين لا تأثير له على المواقف المبدئية والاستراتيجيات لإيران.

مع ذلك، لم ينف عراقجي وجود تأثير على قرارات إيران، فقال: ” قد تكون للانتخابات تأثيرات على مستوى التكتيكات، كما قال المرشد الأعلى، علي خامنئي، في نفس السياق، “على المسؤولين أن يتخذوا القرارات في وقتها المناسب”. في إشارة إلى أن عملية الانتقام يجب أن تكون في توقيتها المناسب والمحسوب بدقة. مضيفًا: “لا تنازل أبدًا عن مبادئنا وقيمنا العليا، لكن التكتيكات قد تتغير حسب الظروف”.

عراقجي في التلفزيون الايراني

عباس عراقجي مقابلة مع القناة الأولى التلفزيونية، أمس الاثنين 4 نوفمبر

وجهان مُجربان

الخبير الإيراني، قاسم محب علي، في صحيفة آرمان ملي، اليوم الثلاثاء، قال: “بالنسبة لإيران، فإنها أمام شخصين قد جرتهما، لذلك لا يهم ما إذا كان دونالد ترامب أو كامالا هاريس يدخلان البيت الأبيض. لأن إيران شهدت بطريقة أو بأخرى تصرفات وردود أفعال كلا المرشحين”.

وأوضح: خلال فترة رئاسة ترامب، انسحب من خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) وقام بأعمال خطيرة مثل اغتيال قائد فيلق القدس، الجنرال قاسم سليماني”.

وأضاف: “كذلك بالنسبة للحكومة الديمقراطية التي شاركت فيها هاريس بوصفها نائبة الرئيس بايدن، فقد كانت هذه الإدارة مهتمة بإبرام الاتفاق النووي، إلا أنها فشلت في اتخاذ خطوة عملية ومثمرة في هذا الشأن، وتسببت حرب غزة في إخراج القضية النووية عمليًا من جدول الأعمال، وفضل بايدن أن يكون على جدول الأعمال بدلًا منها الجانب الإسرائيلي”.

عراقجى في برنامج تلفزيونى

عباس عراقجي مقابلة مع القناة الأولى التلفزيونية، أمس الاثنين 4 نوفمبر

سياسة واحدة

تبدو النظرة الإيرانية من خلال التجربة العملية غير متفائلة بالرئيس القادم في البيت الأبيض، فقال محلل العلاقات الدولية، محب علي: “في كل الأحوال فإن المبادئ العامة للسياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط ودعم إسرائيل لن تتغير، لكن الاختلاف هو في كيفية تطبيق السياسة الخارجية”.

وأضاف: “يرتبط ترامب والجمهوريون بعلاقة وثيقة مع حكومة الحرب الإسرائيلية، وهذا سيجعلهم يتخذون المزيد من الإجراءات ضد إيران في مجال تشديد العقوبات. بينما سعى الديمقراطيون دائمًا إلى إقامة علاقة ناعمة مع إيران”.

قاسم محبعلی

قاسم محبعلی

سلوك غير متوقع

بالنسبة لسلوك المرشح الجمهوري، ترامب، إذا فاز في الانتخابات، قال الخبير الإيراني: “من الممكن أن يتخذ ترامب إجراءات غير متوقعة إذا فاز، وقد أثبت هذا في ممارسته العملية. ومن الواضح نسبياً كيف ستتصرف أمريكا تجاه حربي أوكرانيا والشرق الأوسط”.

وأوضح: “إن أمريكا تدعم إسرائيل دائمًا، ولا يهم ما إذا كان الجمهوريون أو الديمقراطيون هم في السلطة. وإذا كان الجمهوريون في البيت الأبيض، فسيكونون أكثر انخراطاً في التحفيز والخطط الهجومية للإسرائيليين في غزة ولبنان.

وتابع: “فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، يجب أن نضيف أن ترامب مهتم أكثر بالصداقة والقرب من بوتين ويمكنهما التوصل إلى اتفاق سياسي. خلافًا لرأي الديمقراطيين، الذين هم أكثر تعلقًا بأوكرانيا بدلًا من روسيا، ما زلنا لا نعرف ما هي المفاوضات التي سيتم إجراؤها، لكن من المحتمل أن يقدم ترامب المزيد من التنازلات لبوتين، إذا تم تلبية جزء من مطالب ترامب في أوكرانيا”.

امیرعلی ابوالفتح

امیرعلی ابوالفتح

خطة بمبيو

في إشارة إلى استراتيجية وزير الخارجية الأمريكية في عهد ترامب، مايك بومبيو، التي أطلقها لإضعاف إيران بشكل مباشر وغير مباشر تحت مبدأ سياسة “أقصى ضغط”، وذلك بعد الانسحاب من الاتفاق النووي، مايو 2028م، قال خبير القضايا الدولية، أمير علي أبو الفتح: “إن كلًا من الجمهوريين أو الديموقراطيين يقبلون بخطة بمبيو ضد إيران”.

وأوضح: إن كلا الحزبين الديموقراطي والجمهوري يريدان الاتفاق مع إيران، لكنهما يريدان فرض اتفاق غير مقبول بالنسبة لها، ولذلك يستمر كلا الحزبين في ممارسة أقصى ضغط من العقوبات.

وذكر: “مع فارق أن الديموقراطيين يؤمنون بحل الدولتين بالنسبة للقضية الفلسطينية وبأولوية الحوار بالنسبة لإيران”.

ربما يعجبك أيضا