يبدو أن أسلوب ترامب في إثارة الجدل يبقى أحد الأدوات الأساسية في حملته الانتخابية، كما كان أحد الأسلحة الأساسية في رحلة صعوده السياسية
ساعات معدودة تفصلنا عن بدء الانتخابات الأمريكية، وبضعة أيام تبقى قبل أن نعرف من هو سيد البيت الأبيض، ومع ذلك لا يزال الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الرئاسي دونالد ترامب، يتصرف بشكل غريب ويطلق تصريحات مثيرة للجدل.
وعلى الرغم من غرابة تلك الأفعال والتصريحات المفاجئة في السياق الانتخابي، إلا أنها في واقع الأمر وبالنظر إلى شخصية ترامب وسجله، فإنها ليست غريبة ولا مفاجئة على الرئيس الجمهوري السابق.
ترامب يهاجم ليز تشيني
شن ترامب هجمات العنيفة ضد النائبة ليز تشيني، ووصفها بأنها “صقر حرب متطرفة”، مردفًا: لنتركها واقفة هناك مع بندقية، وهي تواجه تسعة فوهات تطلق النار عليها.. دعونا نرى كيف تشعر حيال ذلك، كما تعلمون، عندما تكون البنادق موجهة إلى وجهها”، في انتقاد للنهج الذي تتبناه حيال الصراعات الخارجية.
ومن جانبها، وصفت المدعية العامة لولاية أريزونا تصريحاته بـ”التهديدات العنيفة”، لتبدأ تحقيقًا رسميًا يراجع قانونية هذه التصريحات التي أدلها بها ترامب يوم الخميس 31 أكتوبر 2024.
وقد حاول فريق حملة ترامب التخفيف من حدة هذه التصريحات، بادعاء أن الرئيس السابق كان يستهدف تشيني كشخصية “محرضة على الحروب”.
ترامب يرتدي سترة عمال النظافة
في سلوك مفاجئ وغير مألوفة في تاريخ الحملات الانتخابية، نزل من طائرته ولاية ويسكونسن الأربعاء الماضي، وهو يرتدي سترة عمال النظافة وتوجه مباشرة إلى شاحنة قمامة تحمل اسمه وشعار حملته، في مشهد اعتبره كثيرون محاولة لتحفيز قاعدة الناخبين التي يسميها “الأمريكيين المنسيين”، خصوصًا عمال الطبقة الكادحة.
وعند مغادرته الشاحنة، وجه ترامب تحية ساخرة لبايدن ونائبته كامالا هاريس، قائلاً للصحفيين، “شاحنة القمامة هذه هي تكريم لهم”.
رد على بايدن
هذا السلوك جاء كرد فعل على تعليقات الرئيس الأمريكي جو بايدن حينما بدا أنه يشبه مؤيدي ترامب بالقمامة أثناء التعليق على نكتة عنصرية أطلقها ممثل كوميدي في تجمع للمرشح الجمهوري.
وكان بايدن قد قال “القمامة الوحيدة التي أراها تطفو هناك هي أنصاره.. إن شيطنته للاتينيين أمر غير معقول وغير أمريكي”، لكن البيت الأبيض أوضح في بيان لاحق، أن بايدن كان يشير إلى خطاب ترامب وليس إلى أنصاره.
تصريحات عنصرية
لم يقف الجدل عند هذا الحد، فقبل أسبوع، وفي تجمع له بماديسون سكوير جاردن في نيويورك، تحدت الكوميديان توني هينتشكليف، وأطلق تصريحات مهينة وصف فيها بورتوريكو بأنها “جزيرة عائمة من القمامة”. كما انضم مقدم البرامج المثير للجدل، تاكر كارلسون، لركب الانتقادات، مستهزئًا بخلفية هاريس العرقية.
وسبق أن أطلق ترامب في العديد من المناسبات تصريحات عنصرية ضد الأمريكيين من أصول إفريقية، واللاتينيين.
وفي محاولة لاستغلال تعليقات ترامب العنصرية ضد بورتوريكو، كثفت هاريس جهودها لكسب أصوات الجاليات المتحدرة من بورتوريكو واللاتينيين بشكل عام، في ولاية بنسلفانيا المحورية. وزارت هاريس مواقع رمزية ككنائس ومطاعم بورتوريكية، مستغلة الجدل الأخير في حملتها لإقناع الناخبين بأهمية رفض “خطاب الكراهية” الذي يمثل ترامب حسب وصفها.
أداة سياسية
يبدو أن أسلوب ترامب في إثارة الجدل يبقى أحد الأدوات الأساسية في حملته الانتخابية، كما كان أحد الأسلحة الأساسية في رحلة صعوده السياسية، لكن ذلك يأتي في خضم حالة استقطاب غير مسبوقة تشهدها الانتخابات الأمريكية.
ومع تصاعد الانتقادات من جهة، والدعم من جهة أخرى، يستمر ترامب في رسم ملامح الحملة الانتخابية بأسلوبه الخاص، مستغلاً كل فرصة للتأكيد على تميزه السياسي، غير آبه بالخطوط الحمراء، وهو الرجل الذي يوصف في الإعلام الأمريكي بأنه “يقول ما يعرفه الجميع لكن لا يجرأ أحد على قوله”.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2033130