ترامب وسياسة الضغط الأقصى.. ما الجدوى مع إيران؟

محمد النحاس

مع اقتراب بدء الولاية الثانية للرئيس المنتخب دونالد ترامب خلال أقل من شهرين، يُنتظر أن يكون ملف إيران أحد أبرز قضايا السياسة الخارجية التي سيتعامل معها، كما كان الحال مع الإدارات الأمريكية خلال العقود الأربعة الماضية.

 ويشمل هذا الملف برنامج إيران النووي وعلاقتها بالمحور الإيراني الذي يضم حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والجماعات الشيعية المسلحة في العراق، وبقايا فصائل المقاومة الفلسطينية.

تصعيد ضد إيران

تتألف الإدارة القادمة من مجموعة من الشخصيات المعروفة بمواقفها المتشددة تجاه إيران، ومن بين هؤلاء ماركو روبيو، المرشح لمنصب وزير الخارجية، ومايكل والتز، مستشار الأمن القومي المرتقب، واللذان دعما سابقًا شن هجمات مباشرة على منشآت إيران النووية. 

كما دعا بيت هيجسيث، المرشح لمنصب وزير الدفاع، في عام 2020 إلى استهداف مواقع إيرانية ردًا على هجمات الميليشيات المدعومة من إيران ضد قواعد أمريكية في العراق، وفق تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية في 30 نوفمبر 2024.

الضغط الدولي 

في 21 نوفمبر الماضي، تبنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارًا تقدمت به الولايات المتحدة وأوروبا، يدين عدم تعاون إيران مع الوكالة ويطالب بتقديم تقرير شامل بحلول الربيع المقبل حول القضايا العالقة منذ أكثر من عقدين.

 هذه الخطوة تهدف إلى تمهيد الطريق لإعادة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي بحلول الصيف إذا لم يحدث اختراق في المفاوضات.

ردود فعل متحفظة من إيران

على الرغم من حدة القرار، جاءت ردود الفعل الإيرانية متحفظة، أعلنت الحكومة تفعيل بعض أجهزة الطرد المركزي المتقدمة، بينما امتنعت عن اتخاذ خطوات تصعيدية مثل طرد مفتشي الوكالة.

ويبدو أن هذا التحفظ يعكس رغبة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، المدعوم من المرشد علي خامنئي، في إبقاء باب المفاوضات مفتوحًا، وفق التقرير.

استراتيجية الضغط الأقصى

من المتوقع أن تعيد إدارة ترامب سياسة “الضغط الأقصى”، التي فشلت بين عامي 2018 و2021 في وقف برنامج إيران النووي أو إنهاء دعمها لحلفائها الإقليميين.

 وبالرغم من الأضرار الاقتصادية الكبيرة التي لحقت بإيران خلال تلك الفترة، إلا أن طهران واصلت تطوير برنامجها النووي، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، وتقليص الوقت اللازم لإنتاج قنبلة نووية إلى أقل من شهر.

سيناريوهات المستقبل

مع تصاعد الضغوط الدولية، تزداد احتمالات اتخاذ إيران خطوات أكثر جرأة، مثل الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT) وطرد مفتشي الوكالة. 

ودعا بعض المسؤولين الإيرانيين، مثل سعيد جليلي، إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة 90% والتفاوض مع الغرب من موقع قوة، وفي الوقت ذاته، أعرب آخرون، مثل كمال خرازي، عن استعداد إيران لتعديل عقيدتها النووية في حال تعرضت لتهديد وجودي.

 ولأول مرة منذ سنوات، تبدو المؤسسة السياسية الإيرانية مستعدة للتفاوض مباشرة مع الولايات المتحدة حول ملفها النووي وقضايا إقليمية أخرى، لكن إذا استمر الغرب في تصعيد الضغط، فإن إجماعًا داخليًا قد يتشكل في إيران للانسحاب من الاتفاقيات الدولية وتسريع برنامجها النووي.

ربما يعجبك أيضا