ترقب إفريقي لقمة بريكس وسط انقسام المصالح والأزمات الاقتصادية

شروق صبري
البريكس

على الرغم من تراجع دور روسيا والمشاكل الاقتصادية التي تواجهها الصين، فإن فكرة الاقتصاد البعيد عن الدولار تتمتع بجاذبية قوية في جميع أنحاء القارة الأفريقية فما السبب؟


انطلقت قمة مجموعة بريكس، الثلاثاء 22 أغسطس 2023، في العاصمة الجنوب إفريقية، جوهانسبرج، وهي تضم: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.

وحضر القمة رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، والرئيس الصيني، شي جين بينج، ورئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، والرئيس البرازيلي، لويز إيناسيو لولا دا سيلفا.

بوتين لم يحضر

ويحضر وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، بدلًا من الرئيس فلاديمير بوتين لتجنب المخاطرة باعتقاله، بسبب لائحة اتهام المحكمة الجنائية الدولية، التي وقعتها جنوب إفريقيا، وهي ملزمة باعتقال بوتين، إذا دخل البلاد.

وأشارت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، فى تقريرها اليوم الأربعاء، إلى أن نحو 60 رئيس دولة وحكومة دعوا للمشاركة في اجتماع مجموعة بريكس، التي تشكل اقتصاداتها نحو 26% من الاقتصاد العالمي، بينما يصل عدد سكانها إلى نحو 40% من سكان العالم.

جدول القمة

تناقش القمة قضايا عدة، أبرزها إلغاء التعاملات بالدولار، وسبل زيادة استخدام العملات المحلية الأخرى في التجارة، على الرغم من أن الخبراء يشككون في أن فكرة العملة المشتركة ستكون لها نتائج إيجابية، وأن ما سيحدث هو زيادة استخدام الرنمينبي الصيني، وتستخدم دول إفريقية عدة، مثل جمهورية موريشيوس ونيجيريا وزامبيا، الرنمينبي عملة احتياطية.

وفي شهر مارس 2023، تجاوزت دول بريكس، دول مجموعة السبع من حيث الناتج المحلي الإجمالي، وتوجد 23 دولة حريصة على الانضمام للمجموعة، مثل الجزائر ومصر وإثيوبيا والسنغال، غير أن معايير التوسع على طاولة المناقشة في القمة.

دول البريكس

دول بريكس

توسع بريكس

قال رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، خلال خطاب ألقاه في القمة أمس، إن بلاده تدعم توسع بريكس والشراكة مع الدول الإفريقية الأخرى، التي يمكن للقارة من خلالها أن تجد الفرص لزيادة التجارة والاستثمار وتطوير البنية التحتية، وإقامة نظام عالمي أكثر توازنًا.

وعلى الجانب الآخر، تزايدت التوترات بين الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا بشأن علاقاتها الوثيقة مع موسكو، واتهم السفير الأمريكي مؤخرًا جنوب إفريقيا بتزويد روسيا بالأسلحة، لكن رامافوزا مُصرٌ على أن بلاده لن تنجر إلى منافسة بين القوى العالمية.

السلام في أوكرانيا

قال رامافوزا في خطابه: “خلال الحرب الباردة، قُوض استقرار وسيادة العديد من الدول الإفريقية بسبب تحالفها مع القوى الكبرى، وقد دفعتنا هذه التجربة للبحث عن شراكات استراتيجية مع دول جديدة، بدلًا من التي تهيمن عليها أي دولة أخرى”.

ولكن تصريحاته أدخلته في مواجهة المعارضة الداخلية بسبب الشراكة الوثيقة الصريحة مع بوتين، لذا سعى إلى تأكيد التزام حكومته بالمفاوضات التي تقودها إفريقيا من أجل السلام في أوكرانيا.

تأمين مصالحها التجارية

في ظل التصور السائد بأن إفريقيا تسعى إلى إقامة علاقة مع موسكو، لم يشارك إلا 17 رئيس دولة في القمة الروسية الإفريقية التي عقدت مدينة سانت بطرسبرج يومي 27 و28 يوليو 2023، غير أن الحضور الإفريقي الكبير في قمة مجموعة بريكس يُسلّط الضوء على إصرار القارة على إجراء تغييرات في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.

وقدّمت الجزائر طلبًا لتصبح عضوًّا مساهمًا في بنك التنمية الجديد لدول بريكس بمساهمة قدرها 1.5 مليار دولار، بحسب شبكة النهار الجزائرية.

وتواجه الجزائر، وهي مورد حيوي للغاز إلى أوروبا منذ الحرب الروسية الأوكرانية، ضغوطًا من المسؤولين الأمريكيين لوقف شراء الأسلحة من موسكو، وسعت إلى الانضمام إلى مجموعة بريكس لتأمين مصالحها التجارية السيادية مع بكين وموسكو.

بنك بريكس

يهدف بنك بريكس، وهو مؤسسة شبيهة بالبنك الدولي، للوصول إلى 30% من الإقراض بالعملات المحلية بحلول عام 2026، ووفقًا لرامافوزا، موّل البنك مشاريع البنية التحتية في جنوب إفريقيا بـ100 مليار راند (5.3 مليار دولار).

وانضمت مصر إلى البنك في فبراير 2023 للمساعدة في تخفيف النقص من العملة الأمريكية، وقال وزير التموين المصري، علي مصيلحي، في يونيو الماضي، إن “القاهرة تعتزم سداد ثمن الواردات من الهند والصين وروسيا بعملاتها المحلية بدلًا من الدولار الأمريكي”، حسب ما أوردته صحيفة فورين بوليسي الأمريكية.

هيمنة الدولار

يرى العديد من الزعماء الأفارقة أن هيمنة الدولار على النظام المالي العالمي تعيق النمو الاقتصادي لدولهم، خاصة بعد أن أدى ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية والحرب الروسية الأوكرانية إلى تعزيز الدولار مقابل جميع العملات الرئيسة تقريبًا، وزيادة تكلفة استيراد السلع المسعرة بالدولار.

وتحرص الصين على رؤية توسع سريع للمجموعة، لأن من شأنه أن يعزز مجال نفوذها. وتشير التقارير إلى أن الهند والبرازيل تعارضان هذا الاقتراح، خوفًا من قبول أي عضو يحمل أجندة خاصة.

البريكس

بريكس

الانضمام إلى مجموعة بريكس

لكن تتضاءل فوائد الانضمام إلى مجموعة بريكس، بسبب مواجهة الصين الانكماش الاقتصادي، وتحول روسيا إلى دولة منبوذة نتيجة الحرب.

وعلى سبيل المثال، فكرت نيجيريا، دولة عدم الانحياز وأكبر اقتصاد في إفريقيا، في الانضمام إلى بريكس، وتدعو في الوقت نفسه لإصلاحات في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وتدعم أيضًا تعزيز الشراكات الغربية، فضلًا عن أن المسؤولين النيجيريين يرون أنه يجب إعطاء الأولوية في الوقت الحالي للأزمات المحلية المتعددة، بدلًا من الانضمام إلى المجموعة.

اقرأ أيضًا| أغنى رجل في بريطانيا: البريكست لم يكن جيدًا للمملكة المتحدة
اقرأ أيضًا| «بنك البريكس» يختار أول امرأة إماراتية وعربية ضمن مجلس إدارته

ربما يعجبك أيضا