في وقت تتزايد فيه التوترات الإسرائيلية الداخلية، يأتي تسريب أمني يُعدّ من أكبر الفضائح منذ بدء الحرب على غزة، بعدما اعتقل عدة مشتبهين، بينهم مساعد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
التساؤلات تتركز حول الدوافع والجهات المستفيدة من هذه التسريبات، مع احتمالية أن تكون العديد من الجهات الداخلية، والخارجية هي المستفيد بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، في ظل خلافاتها الأخيرة مع نتنياهو.
خلافات أمريكية إسرائيلية
شهدت العلاقات بين واشنطن وتل أبيب تباينات ملحوظة بشأن استراتيجية إسرائيل في الحرب، ومرارًا وتكرارًا أبدت الولايات المتحدة استياءها من حجم الأضرار التي أحدثتها العمليات الإسرائيلية.
واعتبرت واشنطن أن تل أبيب “لم تقدم إجابات كافية” حول جهودها لتقليل الخسائر بين المدنيين، ما يشير إلى تراجع ثقة واشنطن بالقيادة الإسرائيلية الحالية، وفقًا لما نشر موقع أكسيوس الأمريكي في 1 نوفمبر 2024.
تعطيل الصفقة وتقويض الأونروا
فشلت الجهود الأخيرة للتوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار بسبب التعنت رءيس الوزراء الإسرائيلي، وهي صفقة كان الديمقراطيين في أمس الحاجة إليها لاستمالة أصوات الأمريكيين من أصول عربية قبل أيام معدودة من الانتخابات.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فمؤخرًا أصدر الكنيست الإسرائيلي تشريعات جديدة لفرض قيود إضافية على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ما دفع بواشنطن للتعبير عن قلقها.
تسريبات خطيرة
تحقق النيابة العامة الإسرائيلية في قضية تسريب معلومات “حساسة” يُعتقد أن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو متورط بها، وأعلنت محكمة الصلح في ريشون لتسيون عن اعتقال عدد من المشتبه بهم، على خلفية تسريب وثائق سرية من مكتب رئيس الوزراء، بحسب صحيفة جيروزاليم بوست.
ونقلت صحيفة معاريف عن القاضي مناحيم مزراحي أن التسريب يمثل “خطرًا على المعلومات الحساسة ومصادرها، ويعيق تحقيق أهداف العمليات العسكرية في غزة”.
توقيت حساس
تأتي هذه التسريبات في وقت حساس قد يضر بشعبية نتنياهو الداخلية؛ إذ أن التسريبات شملت معلومات حول استراتيجية حماس بشأن تبادل الأسرى واتفاقية لوقف إطلاق النار، وهو ما قد يشكك في نزاهة موقفه المتشدد أمام الرأي العام، ومدى جدية نتنياهو في المسار التفاوضي.
وعلى الرغم من نفي نتنياهو تورطه، فإن التحقيقات أثبتت تورط مساعده المقرب الذي كان يحضر اجتماعات أمنية عالية السرية. ويرى خبراء أن هذا التسريب قد يكون جزءًا من ضغوط غير مباشرة من واشنطن لإجبار نتنياهو على التراجع عن سياسته المتشددة.
علاقة نتنياهو بالأجهزة الأمنية
وفق صحيفة معاريف العبرية فإن تحقيقًا مشتركًا بين الشاباك والشرطة والجيش بدأ الأسبوع الماضي للتحقق من أضرار أمنية ناتجة عن تزويد غير قانوني بمعلومات سرية.
وأفادت جيروزاليم بوست أن مكتب نتنياهو كان يسعى لتوظيف شخص متحدثًا رسميًا في الشؤون الأمنية، إلا أنه لم يحصل على تصريح من الجهات المختصة، التسريب الأمني يُعقّد علاقة نتنياهو بجهاز الاستخبارات الداخلي (الشاباك) والجيش الإسرائيلي، خاصة وأن الأجهزة الأمنية والجيش قد أبدوا ملاحظات على الأداء السياسي الإسرائيلي في خضم الحرب.
ومع غياب الأفق السياسي لاستمرار الحرب، ضغطت العديد من القيادات العسكرية على نتنياهو، مشيرةً إلى عدم جدوى التصعيد العسكري دون إطار سياسي يضمن مصالح إسرائيل الأمنية.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2032943