تصعيد في أوكرانيا.. هل يزرع «بايدن» الألغام في طريق «ترامب»؟

حتى يأتي ترامب.. لا نهاية للحرب الأوكرانية

يوسف بنده

مع نهاية إدارة الرئيس الديمقراطي، جو بايدن، تعقدت مسألة الحرب في أوكرانيا، بمنحه الضوء الأخضر لاستخدام الصواريخ الأمريكية بعيدة المدى ضد أهداف في عمق روسيا.

ما دفع موسكو إلى إعلانها تغيير عقيدتها النووية وتحديثها، لتنص على أنه من الممكن اعتبار أي هجوم تقليدي على روسيا بمساعدة بلد يمتلك قوة نووية هجومًا مشتركًا على روسيا.

بايدن وزلينسكي

بايدن وزلينسكي

زرع الألغام

حسب تقرير صحيفة جوان الإيرانية، اليوم الثلاثاء 19 نوفمبر 2024، فإن قرار بايدن قد جاء، فيما سيدخل الرئيس الجمهوري، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض بعد شهرين. إذ يبدو أن بايدن ينوي إجبار إدارة واشنطن الجديدة على مواصلة دعم أوكرانيا، لأن ترامب قال مرارًا وتكرارًا إنه سينهي بمجرد دخوله البيت الأبيض الحرب في أوكرانيا خلال 24 ساعة.

وأضاف التقرير: الآن يحاول الديمقراطيون، الذين يعتبرون هزيمة كييف أمام روسيا وصمة عار في سجل حزبهم، توريط ترامب. لجعله غير قادر على التنصل من عبء دعم كييف، وهو الأمر الذي وصفه نجل ترامب أيضًا بهدف إسقاط الحكومة الأمريكية المستقبلية.

جيش أوكرانيا السري في فرنسا

تشجيع أوروبي

المحلل السياسي الإيراني، سيد رضا مير طاهر، أشار إلى أن القوى الأوروبية رحبت بالخطوة الأمريكية، وأنها بمثابة خطوة استباقية أمام سياسة ترامب الداعم للاتفاق مع روسيا.

وأوضح في وكالة إيران برس، أن هناك تنسيق بين إدارة بايدن والقوى الأوروبية التي رحبت بقراره، ما يشير إلى تخوف جاد من جانب دول الاتحاد الأوروبي تجاه التغيير المحتمل في النهج الأمريكي تجاه الحرب في أوكرانيا خلال الولاية الثانية لرئاسة دونالد ترامب.

وقد شجع نهج بايدن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، على عدم الرهان على المفاوضات قبل وصول ترامب، فقال أمام برلمان بلاده اليوم الثلاثاء، مع مرور ألف يوم على بدء الحرب، “إن العام 2025 سيحسم من سينتصر في هذه الحرب موسكو أو كييف”.

390869f9 7e13 4625 81bb 6f4c6ba0ed75

حرب استراتيجية

محلل القضايا الدولية، حسن بهشتي بور، قال في حوار مع وكالة ايلنا الإيرانية، اليوم الثلاثاء: إن الافتراض بأن جو بايدن أعطى الضوء الأخضر لأوكرانيا للهجوم في عمق روسيا بأسلحة بعيدة المدى فقط لخلق عقبات سياسية في طريق ترامب والجمهوريين هو تحليل خاطئ وصحفي بحت.

وأوضح الخبير الإيراني: إن حرب أوكرانيا هي في الأساس صراع استراتيجي، وقد غيرت آثارها العالم، على سبيل المثال خلقت أزمة عالمية في مجال سلسلة توريد الحبوب والطاقة بجانب التشجيع على استخدام السلاح النووي. ولهذا السبب، عندما نتعامل مع حرب استراتيجية، فلا شك أن تحليلها يجب أن يتم من منظور استراتيجي.

روسيا وأوكرانيا طولي 1

الرأي العام الروسي

أضاف بهشتي بور، أن الهدف من التفويض الأمريكي لأوكرانيا باستخدام الأسلحة بعيدة المدى هو تغيير معادلة الحرب قبل أية مفاوضات لصالح أوكرانيا، وكذلك الضغط على موسكو من خلال أن تلقي تحولات تلك الحرب تلقي بظلالها على الرأي العام الروسي.

وأشار الخبير الإيراني، إلى أنه من الناحية العملية، فإن الجيش الأوكراني لا يستطيع تنفيذ هجمات واسعة النطاق ضد الروس بمساعدة الأسلحة الغربية بعيدة المدى، حتى مع الضوء الأخضر من واشنطن، لأنها لا تمتلك العدد الكاف لاستكمال التصعيد في العمق الروسي، ومن حيث المبدأ هناك حدود للغرب فيما يتعلق بتوفير وتقديم هذه الأسلحة لكييف.

أبرز التعديلات على العقيدة النووية الروسية

حتى يأتي ترامب

وحول حدود التصعيد، أوضح الخبير الإيراني، أن أوكرانيا ستركز صواريخها البعيدة المدى التي حصلت عليها من الولايات المتحدة الأمريكية على المناطق الحدودية التي احتلتها روسيا أو المناطق التي احتلتها أوكرانيا مثل منطقة كورسك الروسية.

واستبعد خبير العلاقات الدولية أن تصعد روسيا في الوقت الحالي بمهاجمة دول أوروبية داعمة لأوكرانيا، وإنما ستحاول تجنب تصعيد التوتر حتى يتولى ترامب منصبه.

إنفوجراف| خطة ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا

أمريكا الرابحة

حول موقف إدارة ترامب القادمة، أشار بهشتي بور إلى أن الولايات المتحدة تستفيد من هذا التوتر؛ لأنه مع هزيمة أوكرانيا أو إضعافها، ستصبح هذه الدولة أكثر اعتمادًا على الولايات المتحدة من ذي قبل. كذلك إذا هُزمت روسيا، فسيتم تهميش أحد أعداء الولايات المتحدة من الدرجة الأولى في النظام الدولي.

وبناء على ذلك فإن الضحايا الرئيسيين هم الدول الأوروبية؛ لدرجة أنهم يرون أن أمنهم في خطر فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، ويعتقدون أن انتشار الأزمة إلى القارة الخضراء يمكن أن يفرض عواقب واسعة النطاق من موسكو إلى الاتحاد الأوروبي.

ربما يعجبك أيضا