تقرير: الأسابيع المقبلة تحدد أمن أوروبا ومستقبل أوكرانيا

آية سيد
أوكرانيا تبدأ هجومها المضاد.. والأسابيع المقبلة حاسمة لأمن أوروبا

ما سيحدث في الأسابيع المقبلة سيشكل مستقبل أوكرانيا والنظام الأمني في أوروبا.


أشارت مجلة ذي إيكونوميست البريطانية إلى أن الأسابيع القليلة المقبلة ستكون حاسمة، ليس فقط لمستقبل أوكرانيا، بل أيضًا لمستقبل النظام الأمني في أوروبا.

وذكرت المجلة في تقرير منشور يوم الخميس 8 يونيو 2023، أن الهجوم المضاد الناجح، والضمانات الأمنية الموثوقة، هي فقط التي ستجعل الروس يدركون أن حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبثية، وأنه ليس أمامه إلا الفشل أو السقوط.

 الروس يشعرون بالضغط

في الأسابيع الماضية، نفذت القوات المسلحة الأوكرانية عمليات استكشافية على طول خط الجبهة، الممتد لمسافة 1000 كيلومتر، بغرض البحث عن نقاط الضعف وإرباك الروس. والآن، تختبر أوكرانيا دفاعات العدو بكثافة غير مسبوقة، عبر شن هجمات في مواقع عدة شرقًا وجنوبًا.

وحسب ذي إيكونوميست، فإن تدمير سد نوفا كاخوفكا، الثلاثاء 6 يونيو، إذا صح أنه عمل تخريبي روسي، مثلما تعتقد مصادر عسكرية غربية، سيكون دليلًا واضحًا على أن الروس يشعرون بالضغط.

وستشهد الأيام المقبلة المزيد من العمليات، لأن القوة الرئيسة لم تُرسَل إلى المعركة بعد، وستستمر المعركة في الصيف، إلا أن ما سيحدث في الأسابيع المقبلة سيشكل مستقبل أوكرانيا والنظام الأمني في أوروبا، وفق المجلة البريطانية.

اقرأ أيضًا| حرب نفسية.. المسيّرات الأوكرانية تستهدف ضباط استخبارات روس

مهمة صعبة

تتمثل مهمة أوكرانيا في أن تُظهر لبوتين، وأعوانه، والعالم أجمع أن روسيا لا يمكنها ربح الحرب، وأن هذه الحرب كانت خطأ منذ البداية، وأن روسيا لا يمكنها الصمود أكثر أمام أوكرانيا وداعميها الغربيين، وأفضل خيار للكرملين هو الاستسلام قبل تكبد المزيد من الخسائر والإذلال.

ووفق تقرير المجلة، هذه ليست مهمة سهلة، فبفضل إصرار أوكرانيا، ودعم الغرب القوي وغير المتوقع، يبقى النجاح ممكنًا. ويتطلب في الوقت الحالي أقوى دعم دبلوماسي وعسكري.

ونوهت المجلة بأنه يجب ألا يسمح لبوتين بالاستمرار في الكذب على نفسه أو على شعبه بشأن “حماقة” الاتجاه الذي سلكه.

اقرأ أيضًا| أوكرانيا تشن هجمات مدفعية مكثفة ضد روسيا.. هل بدأ هجوم الربيع؟

سيناريو الفشل

طرحت ذي إيكونوميست أسوأ سيناريو ممكن، وهو أن يفقد هجوم أوكرانيا المضاد الزخم، أو تُستخدم القوات الأوكرانية بطريقة سيئة، ولا تُحدث تأثيرًا. وعلى الرغم من أداء الجيش الروسي المزري في القتال الذي استمر لأشهر للسيطرة على باخموت، سيبدأ في أن يبدو مضاهيًا لجيش أوكرانيا.

حينها، ستعلو الأصوات التي تطالب أوكرانيا بوقف القتال وبدء المحادثات، على الرغم من أن وقف إطلاق النار سيترك 20% من أراضي أوكرانيا بحوزة روسيا، وستصبح الوعود الروسية بالسلام عديمة القيمة، وهذا سيُصبح انتصارًا لبوتين.

وسيجري توجيه اتهامات متبادلة داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي. وفي أمريكا، التي تتجه نحو انتخابات مثيرة للانقسام، سيزداد الضغط لتقليص التمويل لأوكرانيا.

سيناريو النجاح

إذا سارت الأمور بطريقة مختلفة، وانهار الروس وتراجعت قواتهم إلى روسيا خوفًا من التطويق، سيكون إخفاقًا جسيمًا لبوتين. وأشارت ذي إيكونوميست إلى أنه خسر 100 ألف جندي، بين قتيل وجريح، وأنفق مليارات الدولارات على المعدات العسكرية، وحطم علاقاته الاقتصادية مع أوروبا وأمريكا.

لكن كل هذا سيذهب هباءً، وسيصارع للنجاة من الإذلال. وعلى الرغم من أن روسيا قد تعاني اضطرابًا عميقًا وخطيرًا، سيسعد الكثيرون في الغرب برحيله عن السلطة.

النتيجة المرجحة

رأت المجلة البريطانية أن النتيجة الأكثر ترجيحًا هي شيء وسطي بين السيناريوهين. ومع مرور الصيف، من المرجح أن تطرد أوكرانيا الروس من منطقتين رئيستين، وتكسب الأراضي، لكن دون التسبب في انهيار شامل للجيش الروسي.

الهدف الأول هو دونباس، حيث يجري معظم النشاط الحالي. وإذا بدأ بوتين في خسارة الأراضي التي استولى عليها في 2014، والتي استولى عليها منذ بدء الحرب، سيصبح واضحًا له ولجنرالاته وللشعب الروسي، الخطأ الفادح الذي ارتكبه.

عزل القرم

الهدف الثاني هو التقدم جنوبًا. وستسعى أوكرانيا لكسر “الجسر البري” الذي يربط روسيا بالقرم. وإذا نجحت، سيتغير كل شيء. وستصبح القرم معزولة، ويصعب إعادة تزويدها وحمايتها. ويمكن عزل أعداد كبيرة من القوات الروسية وأسرها، وفق ذي إيكونوميست.

اقرأ أيضًا| 3 سيناريوهات.. كيف يبدو مستقبل بوتين إذا خسرت روسيا الحرب؟

وستستعيد أوكرانيا بعض ساحلها على بحر آزوف. وحتى إذا لم تستطع الوصول إلى الساحل، سيكون التقدم بما يكفي لوضع الطرق والسكك الحديدية بين الشرق والغرب، التي تزود القرم، داخل نطاق بنادقها، خطوة مهمة.

ضمانات أمنية

أشارت المجلة إلى أن أوكرانيا وأوروبا لن تصبحا في أمان ما دام يعتقد بوتين أن بإمكانه شن حرب أخرى في وقت لاحق. وعليه، ينبغي أن يفهم الغرب أن التزامه يجب أن يستمر لسنوات، ويتفق على ما يتطلبه الأمر الآن.

ويجب على القوى الغربية الراغبة أن تعد على الفور مجموعة من الضمانات الأمنية ذات المصداقية لأوكرانيا. وهذه الضمانات يجب أن تغطي منظومات الأسلحة والذخيرة والتدريب والدعم لتعزيز الصناعات الدفاعية لأوكرانيا.

وحسب المجلة البريطانية، كلما وقَّع عدد أكبر من الدول، أصبحت هذه الضمانات مقنعة، وأصبح من الأصعب على المتشككين، مثل دونالد ترامب، إلغاؤها. وبعد توقف القتال، يمكن وضع قوات تمركز غربية في الأراضي الأوكرانية.

ربما يعجبك أيضا