رغم تراجع أسعار الطاقة ظلت أسعار المواد الغذائية مرتفعة في أوروبا.. ما الأسباب؟ وما النتائج على مستوى المواطنين؟
بعد انتهاء أزمة الطاقة، يواجه الأوروبيون تصاعدًا في أسعار المواد الغذائية، ما دفع الكثيرين لتغيير أنظمتهم الغذائية.
وحسب تقرير لوول ستريت جورنال الأمريكية، تقود الأزمة إلى أن “يشد الأوروبيون الأحزمة” بالمعنى الحرفي، على الرغم من تراجع التضخم ككل بفضل انخفاض أسعار الطاقة.. فما أبعاد الأزمة؟ وما الذي تخبرنا به الأرقام؟
أسعار غذاء مرتفعة
تمثل زيادة أسعار المواد الغذائية تحديًا جديدًا للحكومات الأوروبية، التي خصصت مليارات الدولارات في العام الماضي لمساعدة الأسر والشركات، في أسوأ أزمة طاقة تعصف بالقارة العجوز منذ عقود، وفقًا للتقرير المنشور أمس الأربعاء 24 مايو 2023.
وعلى الرغم من صدور بيانات جديدة عن المملكة المتحدة تظهر انخفاضًا كبيرًا في معدلات التضخم، خلال شهر إبريل الماضي، مع تراجع أسعار الطاقة، حيث ظلت أسعار المواد الغذائية مرتفعة.
وأظهرت بيانات جديدة، أمس الأربعاء، أن التضخم في المملكة المتحدة انخفض بحدة في إبريل مع تباطؤ أسعار الطاقة مؤخرا، لكن أسعار الغذاء ازدادت 19.3% عن العام السابق.
ماذا تقول الأرقام؟
وفقًا للتقرير، فاجأ الارتفاع المستمر في أسعار المواد الغذائية محافظي البنوك المركزية، وضغط على الحكومات التي لا تزال تعاني فاتورة الدعم السخي خلال العام الماضي، وأثقل كاهل الأسر العادية التي تئن تحت وطأة هذا الارتفاع.
ومنذ الحرب الروسية الأوكرانية خفضت الأسر في فرنسا مشترياتها من المواد الغذائية 10%، ومن الطاقة 4.8% عما كانت عليه قبل الحرب. أما في ألمانيا فانخفضت مشتريات المواد الغذائية 10.3% عن العام السابق، وهو الانخفاض الأكبر منذ عام 1994.
تقلّص هوامش الربح
بالإضافة إلى ما سلف، أصبح استهلاك اللحوم في ألمانيا أقل في عام 2022 عن أي وقت مضى منذ عام 1989، وفقًا لمركز المعلومات الفيدرالي للزراعة، وإن كان ذلك يعكس نسبيًّا التحول أكثر تجاه الأنظمة الغذائية النباتية.
وتقلصت هوامش ربح تجار تجزئة الأغذية لأنهم لا يستطيعون تمرير الزيادات في الأسعار بالكامل من الموردين إلى العملاء، وفقًا لتقرير وول ستريت جورنال.
ووجدت دراسة استقصائية أجرتها وكالة الإحصاء البريطانية، في وقت سابق من هذا الشهر، أن ما يقرب من 3 أخماس من 20% من الأسر الأفقر في بريطانيا كانت تقلّص مشترياتها من المواد الغذائية.
ارتفاع تكاليف الغذاء
يأخذ الغذاء النصيب الأكبر من إنفاق المستهلكين مقارنة بالطاقة، وتقدر مؤسسة ريزولوشن في المملكة المتحدة، أنه بحلول الصيف، سيكون الارتفاع التراكمي في تكاليف الغذاء منذ عام 2020 وصل لـ 28 مليار جنيه إسترليني، أي ما يعادل 34.76 مليار دولار، متجاوزًا بذلك ارتفاع فواتير الطاقة، التي تقدر بـ25 مليار جنيه إسترليني.
ومع ذلك، كما يورد تقرير وول ستريت جورنال، لا يمثل الغذاء المحرك الوحيد للتضخم، فقد ارتفع معدل التضخم الأساسي، الذي يستثني الغذاء والطاقة، من 6.2% في مارس إلى 6.8% في إبريل، وهو المستوى الأعلى منذ عام 1992.
اقرأ أيضًا| مع تشديد السياسة النقدية.. إلى أين يتجه الاقتصاد الأمريكي؟
اقرأ أيضًا| «أزمات متتالية».. هل يشهد العالم ركودًا اقتصاديًّا؟
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1519920