رؤية- محمود رشدي
ساعد الذكاء الاصطناعي الإنسان في محاربة جائحة كورونا بدءا من التعرف على الفيروس وحتى تطوير اللقاحات. انطلاقا من ذلك قررت منظمة الصحة العالمية إنشاء مركز عالمي للإنذار المبكر في ألمانيا للتحذير من الأوبئة في المستقبل.
دائما ما نتحدث عن الذكاء الاصطناعي وكأنه أمر سيحدث في المستقبل، لكنه لم يترك مجالا في الوقت الحالي إلا واقتحمه. وخلال وباء كورونا، كان له دور بارز في إيجاد لقاح خلال فترة قياسية، ومكافحة الجائحة في بعض البلدان.
وعلى وقع هذا النجاح، قد يساعد الذكاء الاصطناعي البشر في التنبؤ بالأوبئة في المستقبل إذ تعمل منظمة الصحة العالمية على إنشاء مركز عالمي للإنذار المبكر للتحذير من الأوبئة في برلين، وترغب المنظمة من الاستفادة من الذكاء الاصطناعي خاصة قدرته بشكل سريع على تحليل البيانات الصحية فور وصولها من مختلف أنحاء العالم.
وفي ذلك، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في مايو الماضي إن وباء كورونا “قد كشف عن وجود ثغرات في الأنظمة العالمية الخاصة بالأوبئة وأيضا الأنظمة الخاصة باستغلال الذكاء (الاصطناعي) في محاربة الأوبئة”.
الذكاء الأصطناعي
وقد أظهر وباء كورونا كيف بات الذكاء الاصطناعي جزءا من حياتنا اليومية، ويقتحم كل المجالات بوتيرة عالية وبطرق مختلفة. فلم يعد الحديث عن الذكاء الاصطناعي أمرا يتعلق بالمستقبل، بل أصبح واقعا ملموسا اتضح مؤخرا خلال جائحة كورونا. فمع بداية الجائحة، ساعد الذكاء الاصطناعي الإنسان في التعرف على “سارس-كوف-2” وهو الاسم المختصر لفيروس كورونا المسبب للعدوى.
الذكاء الاصطناعي هو مجموعة من الإرشادات تخبر جهاز الكومبيوتر بالأوامر التي يتعين عليه تنفيذها بداية من التعرف على الوجوه في ألبوم للصور، على الهواتف وحتى تحليل كميات كبيرة من البيانات والبحث عن شيء بين هذه البيانات كمن يبحث عن إبرة في كومة قش.
ودائما ما يطلق الناس على الذكاء الاصطناعي الخوارزميات، فيما يبدو وكأنه أمر خيالي. فالخوارزمية الواحدة ليست سوى تطبيق، بمعنى أنها مجموعة من الأوامر تخبر الكمبيوتر بما عليه فعله إذا وقع شيء ما.
خدمة الإنسان
لقد ساعد الذكاء الاصطناعي وخوارزميات التعلم الآلي في إنقاذ حياة بعض الناس في ظل جائحة فيروس كورونا. فقد تم استخدام الذكاء الاصطناعي وخوارزميات التعلم الآلي في التشخيص. فهي يمكنها أن تقرأ عددا كبيرا من الأشعة السينية التي تسلط على صدر الإنسان بوتيرة أسرع من البشر. وقد ساعد هذا الأمر الأطباء في تحديد مرضى فيروس كورونا بشكل سريع وأيضا مراقبتهم. بحسب تقرير لـ”دويتشه فيله”.
ففي نيجيريا على سبيل المثال، تم استخدام التكنولوجيا على مستوى بسيط لكنه بشكل عملي للغاية لمساعدة الناس في تقييم مخاطر العدوى. حيث قام الناس بالإجابة على أسئلة عبر الإنترنت، واستنادا على هذه الأجوبة يمكن تقديم مشورات طبية عن بعد، وفي الحالات الخطرة يمكن إبلاغهم بضرورة الذهاب إلى المستشفى.
اختبارات كورونا
من أبرز المعضلات في أزمة كورونا هو معرفة المصابين بشكل سريع، وقد ساعد الذكاء الاصطناعي الأطباء في كوريا الجنوبية في معرفة الأشخاص المصابين؛ ما منحهم أسبقية في تحديد بؤر تفشي فيروس كورونا في البلاد مع بداية الأزمة.
ففي الوقت الذي كانت فيه الكثير من دول العالم لا تزال تدرس إمكانية فرض إغلاق عام بسبب الجائحة، استخدمت شركة (Seegene) في العاصمة سول، الذكاء الاصطناعي لتطوير اختبارات الكشف عن فيروس كورونا في غضون أسابيع فيما كان الأمر سيستغرق شهورا من دون توظيف الذكاء الاصطناعي.
الكشف عن موجة جديدة
في محاربتهم لفيروس كورونا، يواجه العلماء مشكلة كبيرة تتعلق بكيفية تتبع انتشار الفيروس وتحوره إلى سلالات مثل متحورة دلتا في الوقت الحالي وأيضا انتشار هذه السلالات من بلد إلى آخر. وفي جنوب أفريقيا، استخدم الباحثون خوارزمية قائمة على الذكاء الاصطناعي من أجل التنبؤ بحالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا بشكل يومي.
واستند الباحثون في هذا الأمر على المقارنة بين البيانات الحديثة والبيانات السابقة التي تم تسجيلها في جنوب إفريقيا بشأن الموجات السابقة من العدوى والمعلومات الأخرى ذات الصلة، بالإضافة إلى الطريقة التي ينتقل بها المواطنون من مدينة إلى أخرى.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=886393