«تكتيك أم تحريض».. هجمات ترامب على هاريس تزداد سخونة

أظهرت استطلاعات الرأي الأمريكية أن المرشحين هاريس وترامب متساويان تقريبًا في الولايات المتأرجحة التي ستحدد الفائز في الانتخابات الرئاسية.

ويعمل كلا المرشحين على كسب تأييد الناخبين المستقلين والمترددين، بالإضافة إلى تحفيز قاعدتهما الانتخابية للتصويت في 5 نوفمبر 2024.

رؤى اقتصادية متباينة

ووفق ما نشرت وكالة أنباء رويترز، اليوم الاثنين 28 أكتوبر 2024، فإنه بينما يدفع ترامب برسالة مناهضة للهجرة ويهاجم هاريس، تروج الأخيرة لفكرة أن ترامب يمثل تهديدًا للديمقراطية بسبب رفضه قبول نتائج انتخابات 2020 ووقائع اقتحام الكابيتول.

على الرغم من قوة سوق العمل الأمريكي تحت إدارة بايدن هاريس، يعاني المستهلكون من ارتفاع الأسعار في جميع المجالات. مما دفع ترامب للتسائل في تجمعه الانتخابي: “هل أنتم أفضل حالاً الآن مما كنتم عليه قبل أربع سنوات؟” وكان الرد من الحضور: “لا”.

اتجاهات الأمريكيين قبل الانتخابات الرئاسية

وبينما تقدم هاريس مقترحات سياسية لخفض الأسعار ومساعدة الأمريكيين في مواجهة أزمة الإسكان ركزت على اختلاف قيادتها عن ترامب، مشيرة إلى أن الأخير يميل إلى استخدام “لغة مظلمة” تتعلق بالانتقام. وقالت للصحفيين في فيلادلفيا: “للشعب الأمريكي خيار، إما التركيز على قائمة مهامي، أو الاستمرار في الانتقام”.

رد هاريس

وفي تجمعه في ماديسون سكوير غاردن، قال ترامب: “لقد دمرتم بلدنا، لن نتقبل ذلك بعد الآن، كامالا”. واتهم هاريس بأنها “ليست مؤهلة” لتكون نائبة للرئيس، ووجه لها اتهامات بأنها تروج لسياسات تضر بالولايات المتحدة. وفي ردها على هجمات ترامب، قالت إنها تعمل “من أجل جميع الأمريكيين” وأن ترامب يمثل “التقسيم” و”التمييز” .

كما أطلق صديق ترامب الطفولي، ديفيد ريم، على هاريس لقب “الشيطان” و”المسيح الدجال”. هذا الوصف يعكس لهجة كراهية شديدة تجاه نائب الرئيس. وخلال الحملة، زعم بعض المتحدثين في تجمع ترامب أن هاريس بدأت مسيرتها المهنية كـ “بائعة هوى”، وهو ادعاء لا يستند إلى أي دليل ويعكس مستوى متدنٍ من الخطاب السياسي. وفق ما نشرت وكالة أنباء أسوشيتد برس، الأمريكية اليوم.

تصريحات عنصرية وسلبية

استخدم طوني هينشليف، الكوميدي المشارك في الحدث، تعبيرات عنصرية وشتائم بحق المجتمعات اللاتينية واليهودية والسوداء، وهو ما أثار غضب حملة هاريس في وقت كانت تتنافس فيه على تأييد المجتمع البورتوريكي في الولايات المتأرجحة.

في تكرار لتكتيكاته، استغل ترامب وعود هاريس المتعلقة بالرعاية الصحية ورعاية كبار السن ليقارن سياساته بإنجازاتها، وهو ما يبرز عدم احترامه لأفكار منافسيه. وهذه التصريحات وغيرها تُظهر كيف يختار ترامب توجيه إهانات لاذعة بدلاً من التركيز على القضايا السياسية الجادة، مما يعكس أسلوبه الفريد في الحملات الانتخابية.

ترامب يهاجم هاريس بشكل شخصي

في تجمع انتخابي في ميامي، أطلق المرشح الجمهوري دونالد ترامب تصريحات تتضمن هجمات شخصية ضد نائبة الرئيس كامالا هاريس.

واستخدم ترامب عبارة “كسولة” لوصف هاريس، وهو مصطلح يحمل دلالات عنصرية تاريخيًا، حيث يُستخدم لتقليل قيمة الأفراد من ذوي البشرة السوداء. بالإضافة إلى ذلك، قام بالتشكيك في ذكائها وقدرتها على أداء مهامها.

مغالطات في خطاب ترامب

على الرغم من أن هاريس كانت مشغولة في اجتماعات في واشنطن، الأسبوع الماضي، استمر ترامب في توجيه الاتهامات لهاريس، مشيرًا إلى أنها “بطيئة” وذات “ذكاء منخفض”.

وفي تجمع لاحق في شمال كارولينا، سأل ترامب بسخرية عن احتمال تناول هاريس للكحول أو المخدرات، مما زاد من حدة الانتقادات حول تصريحاته. وفق ما نشرت صحيفة “economictimes” الهندية يم 23 أكتوبر 2024.

تكتيكات ترامب الانتخابية

هذه التعليقات تعكس سياسة ترامب المعروفة بتوجيه الهجمات الشخصية واستخدام الخطاب العدائي، وهو أسلوب ينتهجه في حملاته الانتخابية. إذ استهدف ترامب هاريس بشكل خاص بسبب موقعها كأول نائبة رئيس من أصول أفريقية، مما يثير النقاش حول التمييز العنصري والعوامل المترتبة على استخدام مثل هذه العبارات.

• ترودو أم ترامب.. من يهدد الناتو؟ 

تشير التقارير إلى أن ترامب يعتزم الاستمرار في الهجمات الشخصية على هاريس خلال الأسابيع المقبلة، بالرغم من النصائح من بعض مستشاريه بتجنب هذا النوع من الانتقادات. يعكس هذا السلوك نمطًا متكررًا في تاريخ ترامب الانتخابي، حيث استخدم أسلوب الهجمات الشخصية ضد خصومه.

إحياء الصور النمطية العنصرية

استخدام كلمة “كسولة” لوصف هاريس يثير جدلاً حول استغلال الصور النمطية العنصرية في الخطاب السياسي. وتم استخدام هذه الصور النمطية على مر التاريخ لتقليل قيمة الأمريكيين من أصل أفريقي، وقد وثق المتحف الوطني للتاريخ والثقافة الأمريكية الأفريقية هذا السلوك.

من جانبها، لم تصدر حملة هاريس تعليقًا فوريًا على تعليقات ترامب، لكن المتحدث باسمها أشار إلى أن ترامب كان قد ألغى فعالية كانت مقررة له  هذا التراجع يُظهر التوترات المحتملة داخل حملته في الوقت الذي تزداد فيه ضغوط الانتخابات.