عقب أحداث سوريا بتوغل الفصائل المسلحة في مدينة حلب، قام وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي بزيارة دمشق أمس الأحد، وبعدها انتقل إلى أنقرة التركية فجر اليوم الاثنين 2 ديسمبر 2024.
وتأتي جولة الحليف الإيراني للدولة السورية، قبل اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي بشأن الأوضاع في سوريا غدًا الثلاثاء، وبالتزامن مع تصريحات إيرانية للحشد من أجل دعم الحكومة الرسمية في دمشق.
تمثال سليماني
في إشارة رمزية، حمل الوزير الإيراني معه إلى دمشق هدية إلى الرئيس السوري، بشار الأسد، مجسمًا لقائد فيلق القدس، قاسم سليماني، الذي قاد عمليات الجناح العسكري الخارجي للحرس الثوري الإيراني في الخارج، وذلك من سوريا إلى لبنان والعراق، قبل أن تغتاله الولايات المتحدة الأمريكية في مطار بغداد عام 2020.
وتعني هذه الإشارة أن طهران ماضية على مساندة الدولة السورية للتصدي للجماعات المسلحة المتطرفة في سوريا، فحسب تقرير صحيفة آرمان امروز، اليوم الاثنين، فإن زيارة عراقجي إلى سوريا قد حملت رسالة من المرشد الأعلى، علي خامنئي، بأن طهران مستمرة في مساندة دمشق.
وحسب تقرير وكالة الأنباء الرسمية (ارنا)، أمس الأحد، قال عراقجي: “نحن لا نفرق بين الكيان الصهيوني والجماعات الإرهابية التكفيرية… إن الجيش السوري سينتصر مجددًا على هذه الجماعات الإرهابية كما في السابق”. ما يعني أن طهران ماضية في استنفار شيعي لإنقاذ حليفها السوري، على غرار ما فعلته من قبل، بجانب مساندة روسيا.
جبهة المقاومة
تشير التصريحات الإيرانية إلى أن طهران تسعى إلى إعادة الاستفادة من المليشيات الشيعية العراقية والأفغانية والباكستانية لدعم حكومة دمشق. فقد أکد وزیر الخارجية الذي یزور أنقرة اليوم الاثنين، أن إيران وفصائل المقاومة تدعمان سوریا.
وحسب موقع “مراقبون إيران”، أمس الأجد، فقد قال عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، إسماعيل كوثري: “إن إرسال قوات إيرانية مجددًا إلى دمشق، كما حدث في أيام الدفاع عن الحرم، يعتمد على الظروف المستقبلية، وقرارات كبار المسؤولين في البلاد، ولكن جبهة المقاومة ستنشط بالتأكيد في سوريا”.
وإن كانت حكومة الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، لا ترحب بتقديم الدعم العسكري إلى سوريا خشيةً من توتر الأوضاع مع القوى الغربية والإقليمية، لكن يعتبر الحرس الثوري الإيراني أن فقدان سوريا، يعني خسارة استراتيجية للأمن القومي الإيراني، الذي يعتمد على نظرية الميدان مع الحلفاء الإقليميين.
رسالة إلى أمريكا
كشفت وكالة أنباء اليوم، اليوم الاثنين، أن إيران بعثت برسالة عبر العراق إلى الولايات المتحدة الأمريكية حول الأحداث في سوريا.
وأوضحت الوكالة العراقية أن طهران كما يبدو كانت على دراية بوجود تحركات كبيرة لمهاجمة مدن وقصبات وقرى سورية من قبل تنظيمات متعددة والسعي الى خلق متغيرات على الأرض في ظل استعدادات مولتها عواصم دول كثيرة.
وأضاف تقريرها، أن طهران خاطبت واشنطن في رسالة مقتضبة أنها لن تتخلى عن دعم سوريا حكومة وشعبًا. وكانت طهران تعهدت قبل يومين بتقديم كافة أنواع الدعم للحكومة السورية.
من دمشق إلى أنقرة
حسين افراخته، الخبير في شؤون أسيا، أشار إلى أن زيارة الوزير الإيراني من دمشق السورية أولًا إلى أنقرة التركية ثانية، هدفها سد الذرائع التركية بالتفاهم مع حكومة دمشق، قبل نقل هذه التفاهمات إلى حكومة أنقرة. خاصة أن تركيا قد طلبت مررًا المصالحة مع حكومة دمشق وفق شروط قد رفضتها سوريا.
وأوضح الخبير في تقرير نشرته وكالة نادي الصحفيين الشبان، اليوم الاثنين، أن تركيا أحد المتورطين في أحداث سوريا للضغط على حكومة دمشق فيما يتعلق بمخاوفها من الجماعات الكردية المسلحة التي تعتزم إنشاء حكمًا ذاتيًا على حدودها.
وأكد أفراختي: نحن والروس نعتقد أن الأتراك ارتكبوا خطأً حسابيًا لأن الحكومة التركية هي أحد الأطراف الثلاثة لمثلث محادثات “آستانا” لدعم السلام ووقف إطلاق النار في سوريا.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2063635