يرى مقال نُشر بمجلة “ناشونال إنترست”، أن القطب الشمالي، بما يشمله من جرينلاند، يُعد ساحة استراتيجية متزايدة الأهمية وسط تنافس القوى الكبرى، هذا التنافس يشمل الولايات المتحدة، روسيا، والصين.
ويتركز على السيطرة على الموارد الطبيعية والمسارات البحرية الجديدة، ويرى المقال أن الحديث عن استخدام القوة العسكرية للسيطرة على جرينلاند -كما لوّح بذلك دونالد ترامب سابقًا- ليس إلا أحد أبعاد التوترات الجيوسياسية في المنطقة، لكنه في الوقت نفسه يُغفل أهمية التحرك الدبلوماسي المدروس لاحتواء النفوذ الصيني والروسي هناك.
جرينلاند.. موقع استراتيجي وثروات طبيعية
وفق المقال، تعد جرينلاند واحدة من أغنى المناطق في العالم بالموارد الطبيعية، مثل النفط، الغاز، المعادن النادرة، والزنك. ووفق تقديرات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، تحتوي جرينلاند على 1.5 مليون طن من العناصر الأرضية النادرة، ما يجعلها لاعبًا محوريًا في السوق العالمية لهذه المعادن الحيوية.
وتزداد أهميتها مع تغير المناخ وذوبان الجليد في القطب الشمالي، ما يفتح المجال لاستغلال موارد جديدة وطرق شحن لم تكن ممكنة من قبل.
روسيا والممر الشمالي
بحسب المقال، روسيا تدرك أهمية جرينلاند والجوار القطبي في سياق استراتيجيتها الجيوسياسية، فقد زادت موسكو من دورياتها البحرية وأنشأت قواعد عسكرية جديدة في المنطقة، مستفيدة من موقع القطب الشمالي لتعزيز نفوذها الاقتصادي والعسكري.
وتعمل روسيا على تطوير “الممر الشمالي”، الذي يمكن أن يختصر زمن نقل البضائع بين آسيا وأوروبا بمقدار النصف مقارنة بالممرات التقليدية مثل قناة السويس.
لكن المقال يشير إلى تحديات تواجه روسيا، أبرزها تناقص عدد سكان المناطق القطبية لديها، رغم جهودها في جذب السكان وتطوير البنية التحتية. ومع ذلك، تظل شراكتها مع الصين عاملًا رئيسيًا، حيث يسعى البلدان إلى استغلال الموارد القطبية وتطوير طرق شحن جديدة.
الصين و”طريق الحرير القطبي”
وفق المقال، تُظهر الصين اهتمامًا متزايدًا بجرينلاند، لا سيما في مجال استثمار الموارد الطبيعية، كما تعمل بكين على تعزيز دورها في المنطقة القطبية من خلال “طريق الحرير القطبي”، وهو ممر بحري يهدف إلى تقليل الاعتماد على الممرات البحرية التقليدية التي قد تكون عرضة للسيطرة الأمريكية.
ويشير المقال إلى أن الصين وروسيا تعملان معًا على تطوير سفن مخصصة للملاحة في القطب الشمالي، ما يُظهر شراكتهما الاقتصادية والاستراتيجية في مواجهة النفوذ الأمريكي.
ويرى المقال، أن الولايات المتحدة بدأت بالتحرك لمواجهة التحديات الجيوسياسية في القطب الشمالي، فمنذ عام 2021، أطلقت وزارة الدفاع الأمريكية خططًا لتعزيز وجودها العسكري في المنطقة، بما في ذلك نشر مقاتلات F-35 وبناء موانئ جديدة في ألاسكا.
تنافس القوى العظمى
كما تخطط الولايات المتحدة لإضافة 3 سفن كاسحة للجليد لتعزيز حضورها البحري في القطب الشمالي، رغم أن هذا العدد لا يزال ضئيلًا مقارنة بـ41 كاسحة جليد تمتلكها روسيا.
وفق المقال، تمثل جرينلاند حلقة وصل محورية بين الولايات المتحدة وأوروبا عبر المحيط الأطلسي، فضلًا عن كونها نقطة مراقبة رئيسية في مواجهة روسيا. كما أن قربها من طرق الشحن القطبية يجعلها عنصرًا حاسمًا في السيطرة على حركة التجارة العالمية.
ويخلص المقال إلى أن الولايات المتحدة بحاجة إلى استراتيجية شاملة توازن بين التعاون الدبلوماسي مع حكومة جرينلاند والدنمارك من جهة، وبين تعزيز وجودها العسكري في المنطقة من جهة أخرى، لضمان عدم وقوع هذه المنطقة الاستراتيجية تحت النفوذ الصيني أو الروسي.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2102914