الصينيون يدرسون مواقع الأقمار الأمريكية بعناية، من المحتمل أن الصين تعمل على تطوير طرق تُمكّن أقمارها من التحرك بسرعة لتجنب رصد الأقمار الأمريكية.
يجمع الصين والولايات المتحدة الأمريكية علاقات معقدة، حيث يتنافس الجانبان في العديد من المساحات، حتى خارج كوكب الأرض، أي في الفضاء.
وعلى مدار العقد الماضي، أبقت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تفاصيل برنامج أقمار التجسس الأمريكية في المدار الجغرافي الثابت بعيدًا عن العامة، ومع ذلك لم يمنع هذا التكتم، الأقمار الصناعية الصينية من اتخاذ خطوات لتجنبها أقمار التجسس الأمريكية، في ظل دورها الرئيس في مراقبة الأقمار الصناعية الأجنبية منذ عام 2014، وفق ما ذكر تقرير لموقع “ديفنس نيوز”، المعني بشؤون الدفاع، الأربعاء 25 سبتمبر 2024.
البرنامج الأمريكي
في 2014، قررت الولايات المتحدة الكشف عن برنامج “التوعية بالحالة الفضائية في المدارات الجغرافية الثابتة” (GSSAP) لإظهار قدرتها على مراقبة الأنشطة في تلك المدارات، التي تقع على بعد حوالي 36 ألف كيلومتر فوق سطح الأرض.
ومع ذلك، لم يتحدث المسؤولون الأمريكيون كثيرًا عن التفاصيل التقنية لهذه الأقمار الستة، كما لم يتم نشر البيانات الخاصة بمواقعها بشكل دوري.
وفي ورقة بحثية جديدة صادرة عن “معهد الدراسات الفضائية الصينية” التابع للقوات الجوية الأمريكية، تناولت الباحثة كريستين بيرك ما تعرفه الصين عن برنامج GSSAP، وكيف تستجيب لهذه التحركات الأمريكية.
نتيجة عكسية
أشارت بيرك إلى أن مهمة GSSAP ليست سرية، ولكن قلة الحديث عنها من قبل الخبراء في الغرب سمحت للصين ودول أخرى بملء هذا الفراغ المعرفي.
منذ بدء عمل المشروع الأمريكي، وصف المسؤولون العسكريون مهمته كنوع من “مراقبة الجوار”، حيث تتحرك الأقمار على مقربة من الأقمار الصناعية الأجنبية بهدف مراقبتها عن كثب، لكن الصين بدورها كانت تراقب تحركات الأقمار الأمريكية، وتجمع بيانات دقيقة عن أنماطها.
استراتيجية الصين للفضاء
في تقرير صدر في 7 سبتمبر، أشارت بيرك إلى أن الفلكيين الصينيين يدرسون مواقع الأقمار الأمريكية بعناية، وأنه من المحتمل أن الصين تعمل على تطوير طرق تُمكّن أقمارها من التحرك بسرعة لتجنب رصد الأقمار الأمريكية.
بدوره، أكد بريندان مولفاني، مدير معهد الدراسات الفضائية الصينية، أن الصين تطوّر استراتيجيات للحرب الفضائية، وأنها تجري تدريبات على المناورات المدارية لتجنب الرصد الأمريكي أو لجعله أكثر صعوبة.
تنافس مُحتدم
تضمنت الورقة البحثية أيضًا تفاصيل بشأن حادثة وقعت في فبراير 2022، حيث تنبأت الأقمار الصينية بتحرك أحد أقمار GSSAP، مما دفع أحد الأقمار الصينية إلى تغيير موقعه، وربما التقاط صورة للقمر الأمريكي في ظروف إضاءة أفضل.
ومن الواضح أن المناورات بين الجانبين تشبه لعبة “القط والفأر”، حيث تسعى كل من الولايات المتحدة والصين إلى تطوير تكتيكات تجعل مراقبة الأقمار الصناعية أكثر تعقيدًا في الفضاء.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1992212