تهديدات أمريكا للنيجر تعصف بالعلاقات العسكرية وتصب في مصلحة روسيا

إسراء عبدالمطلب

ألقى رئيس الوزراء الزين باللوم على الولايات المتحدة في انهيار العلاقات الثنائية، والذي بلغ ذروته بالطرد المزمع للقوات الأمريكية.


تمزقت العلاقة العسكرية الحاسمة بين الولايات المتحدة وأقرب حلفائها في غرب إفريقيا، النيجر، ذلك عقب توجيه مسؤول أمريكي تهديدات خلال مفاوضات حول ما إذا كان سيتم السماح للقوات الأمريكية المتمركزة هناك بالبقاء.

000 33QK4GW 0 1

النيجر تلقي باللوم على الولايات المتحدة

بحسب صحيفة “واشنطن بوست”، نشر اليوم الثلاثاء 13 مايو 2014، ألقى رئيس وزراء النيجر، علي ماهامان لامين زين، باللوم على واشنطن في انهيار المفاوضات، متهماً المسؤولين الأمريكيين بمحاولة إملاء ما يجب أن تفعله النيجر بشان تواجد القوات الأمريكية الذي ينتهي خلال الأشهر المقبلة.

وخلق الخلاف بين الحليفين السابقين فرصة لروسيا، التي تحركت بسرعة لتعميق علاقتها مع النيجر، حيث أرسلت قوات إلى العاصمة نيامي الشهر الماضي لتدريب الجيش النيجري وتزويده بنظام دفاع جوي جديد.

النيجر تنقلب على الولايات المتحدة

عقب الانقلاب العسكري على رئيس النيجر المنتخب ديمقراطيًا العام الماضي، جمدت الولايات المتحدة دعمها الأمني وأوقفت مؤقتًا أنشطة مكافحة الإرهاب، ولكنها أبقت على أكثر من ألف جندي في أماكنهم بينما تتفاوض مع النيجر بشأن وضعهم، وحثت المجلس العسكري على استعادة الديمقراطية.

وقال الزين: “بقي الأمريكيون على أراضينا، ولم يفعلوا شيئًا بينما كان الإرهابيون يقتلون الناس ويحرقون البلدات، إن القدوم إلى أراضينا ليس علامة على الصداقة، ولكن السماح للإرهابيين بمهاجمتنا، لقد رأينا ما ستفعله الولايات المتحدة للدفاع عن حلفائها، لأننا رأينا أوكرانيا وإسرائيل”.

غضب النيجر

أسفر إصرار النيجر على مغادرة القوات الأمريكية عن إعلان الولايات المتحدة الشهر الماضي أنها ستقوم بسحب تلك القوات، ويُعد الانسحاب نكسة كبيرة لإدارة بايدن، مما سيضطرها إلى إعادة صياغة استراتيجيتها لمواجهة المتطرفين في منطقة الساحل غير المستقرة.

ورغم التقارير السابقة التي أشارت إلى وجود مناقشات متوترة بين المسؤولين الأمريكيين والنيجريين، كشفت تصريحات زين عن مدى الانفصال بين البلدين، بينما كان الأمريكيين يضغطون على نظرائهم بشأن قضايا الديمقراطية وعلاقاتهم مع الدول الأخرى، كانت النيجر تطلب معدات عسكرية إضافية وعلاقة تعتبرها أكثر إنصافًا.

تجميد الدعم العسكري

توترت العلاقات مع الولايات المتحدة منذ استيلاء المجلس العسكري على السلطة، حيث عُيّن زين، وهو خبير اقتصادي، رئيسًا للوزراء بعد أسبوعين من الانقلاب، وأدانت الحكومة الأمريكية الانقلاب ودعت إلى إطلاق سراح الرئيس محمد بازوم، الذي وُضع تحت الإقامة الجبرية.

وقال زين، إن قادة الحكومة الجديدة في النيجر، المعروفة باسم المجلس الوطني لحماية الوطن (CNSP)، اندهشوا من قرار الولايات المتحدة بتجميد الدعم العسكري بينما أصرت على إبقاء القوات في البلاد دون تبرير واضح، مضيفا أن الرد الأمريكي بعد انقلاب النيجر يتناقض بشكل حاد مع رد فعل دول أخرى، مثل روسيا وتركيا، التي رحبت بزعماء النيجر الجدد “بأذرع مفتوحة”.

لهجة متعالية

أضاف زين، أن زعماء النيجر شعروا بالاستياء بشكل خاص من تصريحات “مولي فيي” كبيرة مسؤولي وزارة الخارجية للشؤون الإفريقية، التي قال إن بلاده حثت الحكومة خلال زيارة في مارس على الامتناع عن التعامل مع إيران وروسيا بطرق غير مقبولة لواشنطن إذا أرادت النيجر مواصلة علاقتها الأمنية مع الولايات المتحدة، كما أشار إلى أن فيي هدد بفرض المزيد من العقوبات إذا واصلت النيجر صفقة لبيع اليورانيوم لإيران.

وقال زين، الذي قاد المفاوضات مع الولايات المتحدة: “عندما انتهت، قلت: سيدتي، سأختصر ما قلته في نقطتين. أولاً، أتيتم إلى هنا لتهديدنا في بلادنا، وهذا أمر غير مقبول، وثانيًا، جئتم لتخبرونا بمن يمكننا أن نقيم علاقات معه، وهذا أيضًا غير مقبول، وقد فعلت كل ذلك بلهجة متعالية وقلة احترام”.

ربما يعجبك أيضا