زيارة بيلوسي لتايوان.. هل يُمهد كبرياء واشنطن لرد فعل صيني غير مسبوق؟

هالة عبدالرحمن

سترد الصين بإجراءات مضادة غير مسبوقة، وهي أقوى إجراءات اتخذتها على الإطلاق منذ أزمات مضيق تايوان.


عبرت الإدارة الأمريكية، عن مخاوفها من رحلة محتملة أعلنت عنها رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، لتايوان، لإظهار الدعم الأمريكي للمنطقة التي تزعم الصين أحقيتها فيها.

التحذيرات التي وجهتها الصين لإدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تعليقا على زيارة بيلوسي، كانت أقوى بكثير من تهديدات سبق أن وجهتها بكين عندما كانت غير راضية عن الإجراءات أو السياسة الأمريكية المتعلقة بتايوان التي تعتبرها الصين جزءا من أراضيها، وفقًا لـ“سي إن إن”.

بايدن قلق

ظهر أن تحذيرات الصين من زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، تايوان، أثارت القلق في واشنطن، وقال بايدن، إن الجيش الأمريكي يعتقد أن زيارة بيلوسي لتايوان ليست فكرة جيدة في الوقت الحالي، وفق “سي إن إن”، اليوم الثلاثاء الموافق 26 يوليو 2022.

وقالت بيلوسي، إنه “مهم إظهار الدعم لتايوان لكنها رفضت مناقشة أي خطط سفر بحجة الأمن”، مضيفةً: “ما قاله الرئيس هو أنه ربما كان الجيش خائفًا من إسقاط طائرتي أو شيء من هذا القبيل”.

تهديدات الصين

في أعقاب تقارير عن خطط بيلوسي لرحلتها المحتملة، تعهدت وزارة الخارجية الصينية، الأسبوع الماضي، باتخاذ “إجراءات حازمة وقوية”، وأدت سلسلة من التصريحات من المسؤولين الأمريكيين إلى زيادة الشعور بالذعر.

وصرح مسؤول أمريكي لشبكة “سي إن إن”، بأن المسؤولين في إدارة بايدن أعربوا عن قلقهم من أن الصين قد تسعى لإعلان منطقة حظر طيران فوق تايوان لإنهاء آمال بيلوسي في الرحلة، ولكن أي قرار بالتأجيل أو عدم الذهاب يُنظر إليه على أنه تنازل أمريكي أمام الصين.

مطالب بعدم تأجيل الرحلة

النائب الجمهوري، بن ساسي، قال أمس الاثنين: “ينبغي على رئيسة مجلس النواب أن تذهب، وعلى الرئيس بايدن أن يوضح تمامًا للرئيس الصيني، شي جين بينغ، أنه لا يوجد أي شيء يمكن أن يفعله الحزب الشيوعي الصيني حيال ذلك”، متابعًا: “لا مزيد من الضعف والردع الذاتي”.

لم تحدد الحكومة الصينية علنًا الإجراءات القوية التي تخطط لاتخاذها، لكن بعض الخبراء الصينيين، يقولون إن رد فعل بكين قد يشمل ردًا عسكريًا، بحسب “سي إن إن”.

رد عسكري غير مسبوق

أوضح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة “رينمين” الصينية، شي ين هونغ، لـ”سي إن إن”، أن الصين سترد بإجراءات مضادة غير مسبوقة، وهي أقوى إجراءات اتخذتها على الإطلاق منذ أزمات مضيق تايوان، وكانت اندلعت الصراعات العسكرية عبر مضيق تايوان في الخمسينات بعد إعلان تأسيس الصين الشيوعية، فقصفت بكين عديد الجزر النائية التي تسيطر عليها تايبيه في مناسبتين منفصلتين.

ووقعت آخر أزمة كبرى في 1995/ 1996، بعد أن زار رئيس تايوان في ذلك الوقت، لي تنغ هوي ، الولايات المتحدة، وأثارت الزيارة غضب الصين، وأطلقت صواريخ على المياه حول تايوان، ولم تنته الأزمة إلا إرسال الولايات المتحدة مجموعتين قتاليتين من حاملات الطائرات إلى المنطقة في عرض قوي لدعم تايبيه.

زيارة بيلوسي تحرج الرئيس الصيني

وفقًا لـ“جابان تايمز” لن تكون رحلة بيلوسي هي الأولى التي يجريها شخص في منصبها منذ ربع قرن فحسب، بل إنها تأتي في وقت حساس بالنسبة للرئيس الصيني، متوقع أن يقضي شي النصف الأول من شهر أغسطس في حشد الحزب الشيوعي قبل تعديل وزاري يسعى خلاله للحصول على الدعم للحكم لمدة 5 سنوات أخرى على الأقل، ولا يستطيع أن يبدو ضعيفًا، ردًا على ما تعتبره بكين جهدًا خارجيًا لاقتطاع قطعة من أراضي البلاد.

قال الزميل الباحث الزائر في كلية لي كوان يو للسياسة العامة في جامعة سنغافورة الوطنية، درو طومسون، لـ”جابان تايمز”: “محتمل أن يكون رد الفعل الصيني مختلفًا عما كان عليه بالنسبة لوفود الكونجرس السابقة”، متابعًا: “قد يكون رد بكين إرسال طائرات حربية عبر الخط الأوسط لمضيق تايوان، وهي منطقة عازلة أنشأتها الولايات المتحدة في عام 1954 لمنع نشوب صراع بين الصين وتايوان”.

ربما يعجبك أيضا